hit counter script
شريط الأحداث

- ابراهيم درويش

مريم البسّام في حديث لـ"ليبانون فايلز"... من عالم الصحافة والإعلام إلى "الميني ماركت"

الأربعاء ١٥ كانون الأول ٢٠١٤ - 06:35

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

تدرك جيداً قيمة الخبر، ومتفنّنة في صناعته وقَولبته، عدوة للروتين، ترفض أي قيود تُفرض على الإعلام غير تلك المنطلقة من المبادئ الأخلاقية والمهنية للإعلامي وللمؤسسة الإعلامية.
يحصل نادراً، أن تتواصل معها على مدار ساعات عملها، من دون أن تشعر وكأنها في الميدان. البسمة افتتاحية التواصل معها، ثم سرعان ما تعتذر بفيض من اللباقة والكياسة، لمتابعة مستجد طارئ، أو لمواكبة التغطية المباشرة لحدث عاجل.
لا يختلف إثنان على وسمها بلقب الإعلامية المشاغبة، تفخر باللقب، وتؤكد أن انتفاء الصفة دلالة على انتفاء الموصوف. يتّهمها البعض بأنها قفزت فوق المعايير الإعلامية وخرقتها، وهي تؤكد أن لبنان دخل مرحلة الصناعة الخبرية الفاخرة، وأن لا سقف يحدّ وسائل الإعلام، ولا إطار لعملها سوى الأمانة الخبرية، ونقل الحقيقة، بقوالب متمرّدة على الرتابة، من دون أن تمسّ بالجوهر.

مقدمة أخبارها سيف مسلط لا يرحم، تخبز الحروف على نار سنين الخبرة المتراكمة، وتقدّمها في طبق غير مألوف، يمكنك عبر رائحته الذكية التي تتسرّب عبر الشاشة الصغيرة أن تتيقّن أنها تحمل توقيع مريم البسام.

يعاود موقع "ليبانون فايلز" إطلاق خانة "الميديا"، التي يستهلها بحوار مع مديرة الأخبار في قناة "الجديد" مريم البسّام، وفي ما يلي نص الحوار:

* كيف كانت انطلاقتك؟
 ـ كانت هناك طفرة في الإذاعات، وكنت حينها في كلية الفنون، وفي صدد البحث عن عمل، وكانت هناك إذاعة قريبة من المنزل هي "صوت المقاومة الوطنية" تابعة للنائب السابق ناصر قنديل وأشقائه، ذهبنا يومها أنا وشقيقتي وزاهي وهبة، وقدّمنا طلبات توظيف، وبدأت العمل في الشق التقني.
بعدها تعرّفت في الجامعة إلى أساتذة يعملون في اذاعة "صوت الشعب"، وتقدمت بطلب توظيف جديد، وما أذكره جيداً أن طلب التوظيف كان يشبه امتحان مجلس الخدمة المدنية، علماً أن توجّهي كان فنياً، إنما جاءت الموافقة لأعمل في الشقّ السياسي، وهنا بدأت رحلتي في تلك الإذاعة.كذلك عملت في وكالة "رويترز"، وفي صحف عدّة بدوام مستقل، وكانت الحاجة هي الدافع للعمل في أكثر من مؤسسة. ولاحقاً تم تشييد تلفزيون "الجديد" في مبنى الإذاعة، مما شجّعني على العمل في التلفزيون أيضاً.
وحول ما إذا كان الأساس في عملها، الإقتناع بالدور الرسالي الإعلامي أو الإقتناع بمنظومة من القضايا والمبادئ، قالت: بعد أن تمرّست في المهنة، بدأت أدرك قيمة الذي أقدّمه، فأنا لا أرضى أن أقوم بعمل، لا ينتهي بأفضل صورة مهما كان نوعه وطبيعته، وقد صقلتني الصحافة، ودفعني تطوّر الأحداث إلى الإنغماس أكثر في العمل. وتابعت " أنا لا أتعاطى مع الصحافة كرسالة، بل أنطلق من احترامي لعملي بتفاصيله، وقد أوفّق أحياناً وأخفق أحياناً أخرى، لأننا بتنا في عصر بات كل مواطن فيه يمارس العمل الصحافي، ومهمتي تركّز على تقديم كل جديد ومختلف، والآن نحن أمام عامل ضاغط ومؤثّر، بين الخبر السريع على وسائل التواصل وبين دقته ".

وعن قيمة الخبر والفكرة والقناعات، تؤكد البسام أنه "ليس بالضرورة أن تكون هذه العناصر مجزأة، فالإعلام في لحظة يتحوّل إلى سلطة أولى مسؤولة عن تصويب وتصحيح المسارات، ولا يمكن لأحد أن يستهين بدوره".
وأضافت "الخبر لا يجب أن يكون على حساب الناس، فهناك أخبار، نتريّث في نقلها، وخير مثال على هذا تعاطينا مع أخبار إعدام الجنود، إذ كانت أولويتي الإحساس بقلوب الأمهات لأنني رفضت أن أرى بعين الجمهور".
 وعن الوقوع في فخ "السكوب"، لفتت البسّام إلى أن "الخطأ وارد، إنما الجمهور يدرك جيداً أننا ننطلق من نية وهدف صادقين، وإننا لا نبتغي الربح الإعلامي على حساب المواطن، وهنا لا حاجة لنا إلى ميثاق إعلامي، لأنه موجود في داخلي، وفي سلوك المؤسسة التي أنتمي إليها، وليس وزير الإعلام أو المجلس الوطني للإعلام من يحدّد لنا الخطوط الحمراء ونقاط الإلتزام الأخلاقي".

وعن الإتهامات التي تطال الإعلام بشكل عام و"الجديد" بشكل خاص في المساعدة على نمو وتضخيم الظواهر ولا سيما المتطرّفة منها، قالت البسام يتّهمون "الجديد" دائماً أنها هي من صنعت أحمد الأسير، في الوقت الذي كان فيه وزير الداخلية السابق مروان شربل يتفاوض معه في خيمته، ونحن نقول أننا سرّعنا في كشف الغطاء عن هذه المشاريع، كي لا تبقى جمراً تحت الرماد. وتابعت "عندما تتعاطى الحكومة مع بعض الظواهر كوسيط أو مفاوض، لا يمكن للإعلام أن يتجاهلها، لأنه مرآة الواقع ".
وعن تقييمها ورأيها في الإعلام اللبناني، أكدت أنه في لبنان صناعة إعلامية فاخرة، ونقدّم مجهوداً كبيراً، ونحن متقدّمون في الصورة والكلمة، وأستذكر حادثة في أل".بي.بي.سي" عندما مُنع الموظفون يوم كان هناك تظاهرة أمامها من التغطية والمتابعة. في وقت نحن نستند على هامش كبير من الحرية في عملنا، وفي متابعة كافة الأخبار التي تهمّ الجمهور، والجميع يذكر في وداع الشاعر الكبير سعيد عقل و"الصبوحة"، أننا لم نبخل بهوائنا تقديراً لأهمية عظمائنا، ونحاول أن نواكب التطوّر الإعلامي عبر المشاركة في الدورات التدريبية، ونرفضأان نكون مجرّد ناقلي أخبار جامدة، بل نعمل كثيراً تحت الهواء، لنقدّم الافضل للجمهور".
وتؤكد البسّام أنها عندما تفقد الحسّ المشاغب تكون فقدت الحسّ الإعلامي، قائلة "أنا مشاغبة وأفتخر بكسر الرتابة، وبالطبع لا أسعى خلف المشاكل، بل هي من تسعى خلفي".

وعن اللغط الذي رافق ما أعلنته في وداع الصبوحة "لا يوم كيومك يا صباح"، قالت "أنا لم ولن أعتذر، ولم أمسّ بالذات الالهية ولم أستحضر آية من القرآن وأحرّفها، وأنا على يقين بأن الطائفة الشيعية هي أكبر وأعمق من أن تتوقّف عند هذا الموضوع، وهذا ما قاله لي السيد علي فضل الله، الذي اعتبر أن الموضوع نسبي كونه ليس آية قرآنية، وتوقّف عند الكسرة الظاهرة في كلمة يومِك والتي أخرجت الجملة عن السياق الذي استخدمت فيه، وعلى أنها ليست "حديث شريف"، وليس فيها أي مسّ بالذات الإلهية، إنما لست مستعدة للرد على اناس، لا يدركون المعنى الحقيقي للكلمة ومحل استخدامها".
وأردفت، "بعد غياب الأمين العام ل"حزب الله" السيد حسن نصرالله عن الإطلالة الإعلامية لفترات طويلة، قلت يومها طلع البدرعلينا، على الرغم من أن هذه العبارة لم توجّه إلا إلى رسول الله عند قدومه إلى المدينة المنوّرة".
ورفضت البسّام الإتهامات والأحكام الموجّهة إلى الصبوحة، قائلة "اذا كنا نحن سنصنّف وسنحاسب الناس، ماذا نترك لرب العالمين؟ انا اعتبر ان الناس في انسانيتها هي اهم بكثير من الذين يمثلون الإلتزام الديني".
 وأضافت "أنا اهتم بالتطوّر في عملي، إنما طموحي لا يتخطى إطار النجاح سعياً خلف منصب، فكم من إعلامي يقوم بدور أكثر أهمية من دور أي مسؤول، وبالتالي كل نجاح للمؤسسة هو انعكاس لنجاحي والعكس صحيح، وأفخر بالحيثية التي ترافق إسمي عند ذكر أسماء مدراء الأخبار، وهذا كله بفضل التجانس وثقة المؤسسة، وهامش الحرية الكبير، الذي ساهم في نجاحنا، وتميّزنا".
وختمت "لو لم أكن صحافية، لكنت فتحت "ميني ماركت" تحتوي على منتوجات بلدية وريفية، وأطوّرها لتصبح "سوبرماركت"، وعندما أرى محالاً تحمل إسم البسّام ، أشعر أن هناك من سبقني، فأنا أحب الرزق اليومي، وسأكون سعيدة أن أنهي حياتي في "ميني ماركت" خاص بي، تساعدني بناتي فيه.
 

  • شارك الخبر