- روبير فرنجية
منى غندور لـ"ليبانون فايلز": حكمت وهبة اكتشف صوتي المثير
الإثنين ١٥ كانون الأول ٢٠١٤ - 10:14
بعد عشر سنوات في المنفى الباريسي، عادت منى غندور إلى الإعلام في لبنان، تغرّد بمزاج خارج الوظيفة الإذاعية ودوام الصوت والأصداء.
تحدثت ل"ليبانون فايلز" عن مشوار عمرها المهني. وقالت:
أحنّ إلى الأثير كثيراً. لقد عملت في راديو "مونتي كارلو" عشرة أعوام من 1989 إلى 1999. سمعني "أميغو العرب" حكمت وهبة، فاكتشف البحّة في صوتي بعدما كانت هذه البحّة عقاباً يذلّني في طفولتي، وفي مراهقتي جواز سفر مثير للهواء والأثير. وتضيف أن النجم الراحل حكمت وهبة أورثها الهواء وبرنامجه "مرسال الهواء"، وهو مسؤولية كبيرة، إذ إثر دخولي الإذاعة طلب مني الزميل أنطوان نوفل أن أطلّ على المستمعين في يومي الأول، والذي كان يفترض أن يكون يوم تدريب وتمرين.
واستذكرت كيف أنه حين التقاها حكمت وهبة على هامش حفلة للسيدة فيروز توقّع لها النجاح، ما ذكّرها بالموسيقار الراحل محمد عبد الوهاب الذي كان يتغزّل بصوتها حين كانت تهاتفه. وردّاً على سؤال قالت:
قدّمت برامج عدّة في راديو "مونتي كارلو" فإلى "مرسال الهوا" قدّمت أيضاً "نساء شهيرات" و "Rendez-vous" الذي حاورت فيه الكبار مثل وردة الجزائرية، فاتن حمامة، محمد عبد الوهاب، أحمد زكي، سعاد حسني، علي بورخان ومحمود درويش، وغيرهم.
وتحدّثت بشكل خاص عن "الصديق" محمود درويش ووصفته ب"رفيق المنفى" و"فارس أحلامها"، كاشفة أنها كانت تضع صورته تحت وسادتها. كما تتذكّر حين أقنعته بإجراء المقابلة الإذاعية، وكيف لبّى طلبها وقال:" أشعر في الحوار الإذاعي أنني الخاروف الذي سيذبح على العيد".
وكشفت منى غندور لموقعنا "لقد قال لي في ذاك الحوار أشياء لا أنساها
عن فلسطين القضية العادلة التي لم ينصفها العالم، وتقديره لولسون مانديلا على ما فعله لجنوب أفريقيا، متمنياً لو استطاع أن يطبع قبلة على جبينه. واعتذر درويش يومها على الهواء بالنيابة عن كل فلسطيني لم يُحب بيروت كما يجب. وقال: بيروت سامحيني بالنيابة عنهم...
أما عن سعاد حسني فتقول: تعرفت عليها حين كانت "السندريللا" وعاشت معها أربعة أشهر في فرنسا. تستطرد بحزن: أَوجعني رحيلها. وبرأيي الخاص أنها لم تُقتل، بل ماتت انتحاراً لأنها رفضت أن تشيخ. فمعرفتها بالمخرج يوسف شاهين عريقة قبل تعاونهما. كانت معجبة به كرائد لن يتكرّر، وكأصغر مخرج في تاريخ السينما. بقي محافظاً على مكانته وعلى إسمه.
اختزلت منى غندور يوسف شاهين ب 16 دقيقة حكاية عمر وإبداع وبدأت معه مشوار الوثائقيات. هي تكتب وتخرج وهو ينتج لها سلسلة "شاهين ليه" التي بلغت 32 وثائقياً. ورغم صداقتها به لم تعمل معه كمساعدة مخرج حيث كانت تتهرّب من قاموس شتائمه في موقع التصوير لدقّته وحرصه على عمله. لكنها اشتغلت مساعدة مخرج مع رندا الشهّال وبرهان علوية وقامت بتمثيل أدوار رمزية بالصوت وبالصورة الصوتية كتحية للرفاق، ومن هذه التجارب:"في الليلة الظلماء يُفتقد البدر" وهو عمل عن حرب العراق.
منى غندور وضعت كتاباً اسمه "سلطانات الشاشة"، وتفرح لأنه يُدرّس في جامعات كندا وأميركا، وفي الجامعة الأميركية في القاهرة، وفي فلسطيني. وفي هذا السياق، تؤكد أن استقالتها من راديو "مونتي كارلو" حصلت لأسباب سياسية، وهي تؤمن أن المقاومة هي حلم وليست بنادق: "كلماتي هي رصاصاتي غير الطائشة لأنني أنبذ القتل والعنف، وأقاوم بأحلامي ونضالي وأفكاري".
ورغم أنها تمتلك، إضافة إلى الصوت، الشكل، إلا أنها لم تجرّب العمل التلفزيوني تقديماً رغم العرض الذي أتاها من السيد فؤاد نعيم:"أنا إمرأة تصغي إلى صوت أحلامها، وليس صورتها.
وتضيف: "لقد سرقتني السينما وأنا عاشقة دائمة لها". في بيروت قدّمت لشهر رمضان مرة واحدة برنامج "أهل المغنى" من إذاعة "الشرق"، وأعدّت لبرامج طربية لقناة "روتانا".
منى غندور هي والدة وجدّة في آن. والدة لطارق ونينا وجدة ل: ليا وآية، وطفلة ثالثة حديثة الولادة مع أطيب "المنى" كما عبارتها الشهيرة على الهواء آنذاك.
منى غندور، كان آخر ظهور لها في "الموركس دور"، وهي تشاركني على المسرح تقديم جائزة النجمة كارمن لبس بعد أن كانت أحد أعضاء اللجنة التحكيمية، ومنذ تلك السهرة اختفت عن المسرح وغابت عن الضوء وبقيت في الوطن الذي يحتاجها إعلامية من الزمن الجميل في الزمن الرديء اليوم.