hit counter script

مجتمع مدني وثقافة

مؤتمر عن الشرق الادنى في الحرب العالمية الاولى في كلية الآداب في اللبنانية

الجمعة ١٥ تشرين الثاني ٢٠١٤ - 16:55

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

عقدت الجمعية التاريخية اللبنانية مؤتمرا عن "الشرق الادنى في الحرب العالمية الاولى وتداعياتها"، في كلية الآداب في الجامعة اللبنانية - الفنار، ضم 33 باحثا.

وألقيت في جلسة الافتتاح كلمة لرئيس الجمعية الدكتور انطوان حكيم وعميد كلية الاداب الدكتور نبيل الخطيب اللذين اكدا أهمية البحث التاريخي. ثم عقدت 4 جلسات تناولت الاوضاع في لبنان والشرق خلال الحرب العالمية الاولى.

وتحدث الدكتور انطوان نوفل عن المسألة اليهودية في الشرق الادنى والحرب، مشيرا الى ان الحركة الصهيونية طرحت اقامة وطن قومي للشعب اليهودي (في المؤتمر الصهيوني الاول 1897) ثم حددت مكانه في فلسطين (في المؤتمر السابع 1905).

وأعلن ان المسار الذي ادى الى وعد بلفور مرتبط بالوعي التدريجي للدور والعامل اليهودي في مجريات الأحداث وفي تغيير ميزان القوى، موضحا ان هذا الوعد ادى الى الانتداب البريطاني على فلسطين، تكريس مبدأ الحقوق القومية للمستوطينين اليهود وعددهم لا يتجاوز الثمانين الف نسمة واعطاء هؤلاء امتيازات على حساب السكان العرب الاصيلين وعددهم يفوق السبعمئة الف ، ينبىء بأن الدولة اليهودية على الابواب وبأن المسألة اليهودية ستستدعي مسألة فلسطينية ، ومسألة الدولتين و الحدود والمياه والقدس والاراضي المقدسة... واجيال من الصراع.

وتناولت الدكتورة جويل الترك في مداخلتها "نظرة متصرف جبل لبنان اوهانس باشا قيومجيان الى الحرب العالمية الأولى"، وقالت: "كان لاوهانس باشا نظرتان اساسيتان للحرب: الاولى على صعيد متصرفية جبل لبنان: كان على يقين ان السلطنة العثمانية من بعد خوضها المعارك في البلقان وخسارتها ليبيا وسوء الادارة داخل الدولة على كافة الاصعدة ، السياسية والاقتصادية والاجتماعية، لم يكتب لها الفوز في الحرب التي مزمع ان تخوضها جنبا الى جنب مع الالمان. فمنذ انتدابه لمركز المتصرفية كان قلقا من نهاية المصير لانه كان عالما بجميع خفايا السياسة الخارجية ورجالات السلطنة، مؤكدة انه "عمل جاهدا لان يكون امينا للسلطنة في ادارة جبل لبنان بالرغم من جميع الظروف التي كانت تشوب المنطقة".

اضافت: "اما نظرته الى الحرب فهي ابعد من حدود متصرفية جبل لبنان"، مشيرا الى انه كان ضعيف الامل بانتصار الدولة العثمانية وحلفائها في الحرب، لذلك كان يأسف لخوض غمارها ويفضل بقاءها على الحياد، وهذا ما قد حصل من بعد انتهاء الحرب".

وتناول المؤتمر كتاب لطف الله البكاسيني بعنوان: "نبذة من وقائع الحرب الكونية" وأهم الحوادث التي عالجها في كتابه.

كما كانت مشاهدات سيدة أميركية في بيروت وجبل لبنان، قدمها اندريه الراسي، مشيرا الى مجموعة مؤلفات استفاضت في رواية أحداث تلك الحرب ومن بينها مجلة "الحرب العظمى" لصاحبها ومحررها عمر أبو النصر (1888- 1960. وتناولت تاريخ الحرب العالمية الأولى، من بينها موضوع عن سيدة أميركية تدعى السيدة مارش كانت موظفة في مطبعة الجامعة الأميركية. وتناولت الاوضاع الاجتماعية والاقتصادية في لبنان منذ دخول السلطنة العثمانية الحرب والصعوبات التي واجهها اللبنانيون خلال الحرب.

وكانت مداخلة لسيمون عبد المسيح "لبنان في الحرب الكبرى بين السرد التاريخي والسرد الفني"، الذي رأى ان الحرب "لم تعط الأهمية اللازمة - على مستوى الفكر التاريخي- للمنتج الأدبي والفني، الذي ظهر مباشرة بعد الحرب الكونية الأولى، او الذي كتب بين الحربين العالميتين"، مشيرا الى اننا نرى إحالة من الإنتاج التاريخي الحديث والمعاصر، على مذكرات شخصية ودراسات وسرديات.

ولفت الى روايتين تمثيليتين شعريتين، كتب الأولى القس جبرائيل مجلي السرعلي اللبناني بعنوان " رواية مجاعة لبنان والمطران أنطون عريضه البشراوي" والثانية كتبها الخوري حنا طنوس المعادي (من قرية غوما في بلاد البترون)، وعنوانها "العقل اللبناني والدهاء العثماني"، وعنوانها الفرعي "رواية تاريخية". 

وقدم الاب كرم رزق محاضرة بعنوان "البطريرك الياس الحويك ودور بكركي"، وقال: "يبين الاحتفال المئوي الأول بذكراها أن آثارها المشؤومة ما تزال تعلق في الذاكرة وأن عوارضها أي أسبابها ونتائجها، تنكشف للذهن"، مشيرا الى ان لبنان لم يدخل مباشرة في الحرب، ولم تتحول أرضه إلى ساحة قتال، ولا حدوده إلى جبهات مواجهة. ولكنه زج فيها، وعاش تطوراتها، وتحمل تبعاتها برمتها، معلنا ان الكنيسة المارونية عانت الأمرين من تلك الأوضاع.

وحاضر المطران مارون ناصر الجميل عن "التحرك السياسي والاجتماعي والديني في خلال الحرب العالمية الأولى للمطران نعمة الله أبي كرم، وتحركه السياسي والاجتماعي والديني في خلال الحرب العالمية الأولى 

وعرض جنكيز ارأوغلو بحثا عن "شهداء لبنان في الجيش العثماني خلال الحرب العالمية الأولى".

وقدم ايلي الياس محاضرة بعنوان "الديمغرافية في ولايتي بيروت وسوريا ومتصرفية جبل لبنان"، مشيرا الى انه يمكن القول أن الوفيات تعادل تقريبا ربع السكان.

وتناولت مداخلة نايل أبو شقرا "الحراك الدرزي 1914 ـ 1918 ، في كل من جبلي لبنان، وحوران ، والصيغ السياسية وتطورها تحت وطأة الحكم العثماني، وانقسام الدروز بين مؤيد للعثمانين ومعارض . وركزت المداخلة على دور الأمير شكيب ارسلان وانحيازه الحاد إلى الاتحاديين الأتراك.

وحاضرت الدكتورة دعد بو ملهب عطالله عن الشرق الأدنى والاستراتيجية النفطية في "الحرب الكبرى"، مشيرة الى التزامن والترابط ما بين صعود أهمية النفط في الصناعة والمواصلات البرية والبحرية والجوية وما بين الظروف التي أحاطت بالحرب العالمية الأولى أسبابا واستراتيجيات ونتائج عسكريا وسياسيا واقتصاديا.

ورأت أن تلك الحرب وتداعياتها النفطية أبرزت الخطوط الكبرى لتوجهات السياسات النفطية الاقتصادية والسياسية والوطنية في عالمنا المعاصر. هكذا كانت "الحرب الكبرى" إذا، بابا إلى النزاعات النفطية الكبرى.
 

  • شارك الخبر