hit counter script
شريط الأحداث

مجتمع مدني وثقافة

مؤتمر عن الأطفال ذوي الإحتياجات الخاصة في الأميركية

الجمعة ١٥ تشرين الثاني ٢٠١٤ - 12:50

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

نظمت جمعية OpenMinds وعيادة الأطفال المميزين ASKC في المركز الطبي للجامعة الأميركية في بيروت AUBMC اليوم مؤتمرهما السنوي الثاني بعنوان "الأطفال ذوو الإحتياجات الخاصة وتحديات الإنتقال إلى مرحلة الرشد".
واستضاف المؤتمر الذي أقيم في الجامعة الأميركية، أخصائيين من بريطانيا والولايات المتحدة ولبنان، وركز المحاضرون على تحديد الصعوبات الطبية والإجتماعية التي يعانيها الأطفال المتوحدون أو ذوو الإحتياجات الخاصة الأخرى، وشرحوا كيفية معالجة هذه التحديات وادماجهم على افضل نحو في المجتمع لدى بلوغهم مرحلة الرشد.
وكشف أخصائيون خلال المؤتمر أن الأبحاث الأخيرة والتقنيات الحديثة توفر فرصا "لإحراز تقدم في تطوير علاجات جديدة للتوحد لدى الأطفال والكبار على السواء"، وعرضوا لدراسات حديثة عن "التوحد في لبنان" تبين أن نسبة انتشاره في بيروت وجبل لبنان مثلا تبلغ 1/67، وأن نسبة الذكور إلى الإناث بين المصابين هي 1,05/1".
وتحدث رئيس قسم علوم الطب الشرعي والعصبية النمائية في معهد الطب النفسي في جامعة "كينغز" البريطانية البروفسور ديكلان مورفي، عن "الجهود الجديدة التي سعت إلى تحديد مدى انتشار وتكلفة اضطرابات التوحد لدى البالغين الشباب، والمقاربات الحديثة للتوصل علاجات جديدة". ولاحظ أن "تطوير علاجات جديدة للتوحد يشكل تحديا صعبا للغاية، إذ أن المسببات المرضية للتوحد غير معروفة، وثمة تنوع سريري واسع في هذا المجال، وتحديد الحالات لا يزال يستند فقط على الأعراض، وبالتالي تتضمن التجارب السريرية عادة عينات من المرضى غير متجانسة من الناحية البيولوجية".
وأضاف "استنادا إلى نتائج هذه الأبحاث الأولية، يجري العمل حاليا مع شركاء أكاديميين وصناعيين في كل أنحاء الاتحاد الأوروبي لتطوير منصة جديدة لاكتشاف الأدوية هي عبارة عن مركز دراسات أوروبي لتطوير أدوية جديدة للتوحد من ضمن المبادرة الأوروبية للأدوية المبتكرة".
وتحدثت مديرة قسم برنامج الأمراض العصبية الوراثية وطب الأعصاب لدى الأطفال في "عيادة الأطفال المميزين" في المركز الطبي للجامعة الأميركية في بيروت الدكتورة روز ماري بستاني عن التوحد في لبنان، ولاحظت أن "انتشار التوحد ازداد على الصعيد العالمي"، مشيرة إلى أن "معدل الإصابة به في الولايات المتحدة بلغ 1/68، علما أن نسبة الذكور إلى الإناث بين المصابين هي 4 إلى 1".

وكشفت أن "دراسة حديثة أجرتها الجامعة الأميركية في بيروت ومركزها الطبي تحت إشراف الأطباء فادي معلوف ومونيك شعيا وداليا صعب شملت أطفالا دارجين (toddlers) تتراوح أعمارهم بين 16 شهرا وثلاث سنوات في دور حضانة في بيروت الكبرى وجبل لبنان. وبينت هذه الدراسة أن نسبة انتشار التوحد في بيروت الكبرى وجبل لبنان باتت تساوي 1/67، وفي حال افترضنا استنتاجا أن هذه الأرقام تنطبق على كل لبنان، نظرا إلى عدم توافر أي بيانات إحصائية تتعلق بمناطق أخرى، فيمكن القول إنها هي مشابهة جدا لتلك المسجلة في الولايات المتحدة، لكن الفارق اللافت أن نسبة الذكور إلى الإناث لم تتعد 1,05/1".

وأضافت "قمنا أيضا، بالتعاون مع الطبيبة رلى حوراني، بتحليل نتائج التصوير بالرنين المغنطيسي عند أطفال دارجين يعانون التوحد، فرصدنا لدى مجموعة صغيرة منهم تغييرات واضحة في المادة البيضاء مقارنة بالأطفال ذوي السمات العصبية النموذجية".
وأملت في أن تبين هذه الدراسات "أن إدماج الأطفال المتوحدين في دور الحضانة والمدارس العادية، والعلاجات الخاصة بمهارات الكلام والجوانب المهنية والنفسية وتحليل السلوك، ستؤدي إلى تحسين هذه الأرقام مع مرور الوقت، مما يمهد الطريق لتوفير التغطية الكاملة طبيا وعلاجيا من قبل الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي وشركات التأمين الخاصة".
وشرح رئيس قسم طب النفس والعلوم السلوكية ومدير عيادة التوحد والإعاقات النمائية في مستشفى لوسيل باكارد الأميركي للأطفال الدكتور أنطونيو حردان، آخر التطورات في مجال التوحد، سواء على المستوى البحثي أو السريري، ولا سيما في القضايا المتعلقة بانتقال المتوحدين إلى مرحلة الرشد. وعرض في هذا الإطار لأبحاث جديدة تهدف إلى تعزيز فهم بيولوجيا الأعصاب المرتبطة باضطراب التوحد (ASD) سعيا إلى تطوير التدخلات العلاجية في هذا المجال وجعلها أكثر فاعلية، وتحديد المؤشرات الحيوية ذات الصلة.
ولفت إلى أن "دراسات أخرى ربطت بين ببتيد OXT العصبي ومجموعة متنوعة من العمليات الفيزيولوجية والنفسية المعقدة بما في ذلك الإدراك الاجتماعي البشري"، وقال:"إن عددا من الدراسات أشار إلى إمكان اعتبار تركيزات البلازما كما OXT مؤشرات بيولوجية لتحديد وضع الاضطرابات العصبية والنفسية، ومنها التوحد، لا سيما في ما يتعلق بالأداء في مجال التواصل الاجتماعي".
وعرض مدير برنامج تعزيز التعلم والمساعدة (LEAP) في الجامعة الأميركية للعلوم والتكنولوجيا (AUST) في بيروت علي حمزة عن هذا البرنامج، فأوضح أنه "برنامج جامعي خاص مصمم للشبان والشابات الذين لديهم احتياجات تعليمية خاصة، مدته ثلاث سنوات تتوج بفترة التدريب".
وأضاف "أن الهدف الرئيسي للبرنامج هو تمكين كل طالب من أن يملك لدى تخرجه المهارات اللازمة التي تتيح له أن يتوظف، ويعيش باستقلالية، ويحقق النجاح الشخصي، ويصبح مواطنا فاعلا في المجتمع. واشار إلى أن البرنامج يجمع بين الدراسة الأكاديمية والتعليم والتدريب المهنيين، ومهارات العيش باستقلالية، إضافة إلى المهارات الاجتماعية. وشدد على أن المنهج "يركز على تطوير استقلالية الطالب من طريق تدريسه مهارات الحياة العملية، ومنها مهارات الحياة الاجتماعية، وإدارة المال، ومهارات التواصل، ومهارات الحاسوب، ومهارات اللغة الإنكليزية، والعناية الشخصية، والطبخ، والترفيه، والتسلية، وسوى ذلك".
أما مديرة جمعية "فيستا" FISTA للتربية المتخصصة ريم نشابة معوض، فتحدثت عن برامج التدريب المهني للراشدين الشباب ذوي الإحتياجات الخاصة. وإذ لاحظت "قلة الأدلة البحثية القائمة على برامج التدريب المهني للشباب من ذوي الاحتياجات الخاصة في لبنان"، شددت على ضرورة أن "يبدأ الأهل وارباب العمل قبل كل شيء بفهم سبب وكيفية وماهية ما يجري تطويره في برامج التدريب المهني"، داعية إياهم إلى " تحديد الأهداف ذات الأولوية في ما يتعلق باحتياجات الراشدين الشباب ذوي الاحتياجات الخاصة".
وشرحت أن "هذه المقاربة تشمل الجوانب الطبية والعلاجية للتعلم والنمو، فضلا عن البيئة الإجتماعية المحيطة بهما"، مبرزة أن "هذه المقاربة تؤكد أن الإرادة القوية التي يظهرها الطلاب ذوو الإحتياجات الخاصة خلال ورش العمل التطبيقية الحرفية، تتيح لهم أن يكتسبوا الحافز تدريجيا وينموا إدراكهم لأنفسهم، مما ينقلهم من الشعور الخارجي بانجازهم مهمة ما، إلى الشعور الداخلي بالقيمة الذاتية والثقة بالنفس".

وتحدثت رئيسة البرنامج الإستشاري للتعليم العلاجي CARE رنا صوايا عن موضوع الإندماج الإجتماعي والمهني للمراهقين والراشدين الشباب ذوي الإحتياجات الخاصة، وسبل توفير الوظائف والأعمال المناسبة لهم وتلبية احتياجاتهم الإجتماعية من خلال البرامج الأكاديمية الوظيفية و التوجيه التمريني coaching.
وشرحت برنامجا ضمن إطار مدرسي يهدف إلى إدماج الشباب ذوي الاحتياجات الخاصة في المجتمع وإلى ايجاد فرص عمل مناسبة لهم. واشارت إلى بعض أماكن العمل الممكنة وبعض التحديات التي قد تواجه هؤلاء الشباب في أماكن العمل. وأملت في التوصل إلى "موقف أكثر ايجابية من قدرة الأشخاص ذوي الإحتياجات الخاصة على المساعدة في جعل العالم مكانا افضل".
 

  • شارك الخبر