hit counter script

أخبار محليّة

تحرير الأسير عماد عياد أثار بلبلة...فهل كانت مقصودة؟

الخميس ١٥ تشرين الثاني ٢٠١٤ - 16:57

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

ليست المرة الأولى التي يجري فيها "حزب الله" عملية تفاوض ناجحة لإطلاق أسراه.

لكنها المرة الأولى التي يحرّر فيها أسيراً من أيدي مسلحين سوريين، في الوقت نفسه هناك عسكريون من الجيش اللبناني مخطوفون منذ بداية آب الماضي ايضاً على يد مسلحين سوريين وإن اختلفت الجهة المنتمين إليها.

 القضية هذه على أهميتها من الناحية الإنسانية، خلقت بلبلة وربما صدمة في الأوساط السياسية والشعبية ولا سيما بين أهالي العسكريين المخطوفين الذين يعيشون منذ نحو 3 أشهر في الخيم تحت الحرّ او البرد في انتظار بارقة أمل تثلج قلوبهم.
 وتأتي عملية تحرير الأسير عماد عياد من مسلحين في القلمون على أبواب استحقاقات عدة من أبرزها غموض المفاوضات بشأن العسكريين والمساعي لإطلاق الحوار بين "حزب الله" و"المستقبل".
 فقوى 14 آذار بمختلف أطرافها انتقدت الصفقة ورأت فيها أن الدويلة تنتقص من سلطة الدولة وتتخطاها، واعتبرت أن "الحزب" يحارب التكفيريين وفي الوقت نفسه يتفاوض معهم، مذكرة أن "حزب الله" يتحمّل مسؤولية خطف العسكريين نتيجة مشاركته بالحرب في سوريا ودفعه بالمسلحين الى لبنان.
 وفي هذا الوقت، سألت أوساط سياسية: أما كان بـ "حزب الله" إبقاء عملية التحرير هذه طي الكتمان الى حين نجاح الدولة اللبنانية في ملف العسكريين المخطوفين أم أنه أراد إثارة بلبلة مقصودة وإظهار عجز الدولة.
 وعلى أي حال هناك مَن يتمنى لو تسلّم "حزب الله" ملف العسكريين عن الدولة اللبنانية لكان تمكّن من الإفراج عنهم.
 أما مصادر قريبة من "حزب الله"، فرفضت كل ما يوجّه الى "الحزب" من انتقادات، قائلة، عبر وكالة "أخبار اليوم"، لقد اعتدنا على هذا النوع من الإتهامات في كل ما يقوم به "حزب الله"، فالمشككون كثر.
 وأشارت المصادر الى أن وزراء "حزب الله" في الحكومة شرحوا طبيعة هذه العملية لا سيما وإن الجهة الخاطفة ليست على ارتباط بـ "داعش" اوالنصرة (خاطفي العسكريين). كما ان "حزب الله" قام بعملية أسر مضادة مكّنته من النجاح في التبادل، على غرار ما كان يحصل في عمليات سابقة لتحرير أسراه من سجون العدو الإسرائيلي.

 وفي هذا الإطار، ادرجت المصادر كل انتقاض لتحرير الأسير عياد في إطار التشويش على موقف "حزب الله" من قضية العسكريين المخطوفين لدى المجموعات الإرهابية مذكّرة بإطلالة الأمين العام لـ "الحزب" السيد حسن نصرالله في 23 أيلول الماضي عبر تلفزيون "المنار" حيث أكد أن قضية العسكريين إنسانية ووطنية بامتياز، ويجب أن يكون هدف الجميع استعادة العسكريين وتقديم كل مساعدة ممكنة. وهنا أكد نصرالله ايضاً أن من حق السلطة السياسية ان تفاوض وأن تفاوض من موقع قوة، داعياً الى دراسة مطالب الخاطفين عبر قنوات التفاوض ومناقشتها وصولاً الى اتخاذ القرار المناسب في شأنها.
 وقد أكدت المصادر أن موقف "حزب الله" هذا ما زال هو هو، فنصرالله وقتذاك أسدى النصائح في ما يتعلق بطريقة التفاوض وسبلها... فذلك لم يكن عن عبس بل من منطلق خبرة مع العدو الإسرائيلي الذي أدار "حزب الله" معه مفاوضات ناجحة لتحرير الأسرى من خلال الوسطاء.
 ورداً على سؤال، عما إذا كان "حزب الله" وقتذاك قد بدأ بالمفاوضات لتحرير عياد، نفت المصادر علمها بتوقيت العملية، قائلة: لكن المهم وقتذاك هو أن نصرالله أعطى الضوء الاخضر للتفاوض وللمقايضة، ربما لتسير العمليتين جنباً الى جنب.

 وتابعت: ما يهمّ "الحزب" أكان على الصعيد الوطني او الحزبي هو إطلاق سراح العسكريين أبناء الوطن ومؤسسة الجيش التي يقف "الحزب" وراءها ليس فقط انطلاقاً من ثلاثية "الجيش والشعب والمقاومة" بل ايضاً انطلاقاً من ايمانه بها وبأهمية دورها.
 وفي هذا السياق، رفضت المصادر الحديث عن "الدويلة"، قائلة: ما يطلق في هذا المجال له خلفيات سياسية وشعبوية لا تقدّم ولا تؤخر على مستوى الثوابت التي وضعها "الحزب"، فجميع القياديين فيه أعلنوا في الكثير من المناسبات أهمية محاربة العدوين الصهيوني والتكفيري، كون ذلك واجب وطني و"الحزب" على أتم جهوزية للقيام بالمهمتين بشكل متوازنٍ.
 وعلى صعيد آخر، سُئلت المصادر عن الحوار بين "حزب الله" وتيار "المستقبل"، فأجابت: "حزب الله" كان أول من مدّ اليدّ، مكلفاً الرئيس نبيه بري بمدّ جسور التواصل انطلاقاً من الخبرة الواسعة التي يملكها في هذا المجال، قائلة: إننا في انتظار ما سيقوله الرئيس سعد الحريري مساء هذا اليوم، مضيفة: "الحزب" لا يتوقف عند ما يصدر في الصحف او على لسان بعض النواب.
 وخلصت الى القول: إذا كان البعض يسعى الى الإستقرار، فـ "حزب الله" حريص على ذلك أكثر منهم.
 

  • شارك الخبر