وضع مدير مخابرات الجنوب علي شحرور الفصائل الفلسطينية أمس، خلال الاجتماع الامني الذي عُقد في ثكنة محمد زغيب في صيدا، أمام مسؤولياتها. فقطع الشك باليقين، وأبلغها رسميا ان الفارين من وجه العدالة أحمد الأسير وفضل شاكر وشادي المولوي وربما ايضا اسامة منصور موجودون حاليا في مخيم عين الحلوة، وينبغي عليها العمل على توقيفهم وتسليمهم الى الدولة اللبنانية.

مصادر فلسطينية محايدة في عين الحلوة، أبلغت "المركزية" ان الفصائل متجاوبة مع دعوة مخابرات الجيش، وهي ستكلف القوة الامنية المشتركة التي تحظى بغطاء فلسطيني واسع، البحث عن المطلوبين والقاء القبض عليهم، اذ من غير المقبول تحويل المخيم مأوى للهاربين من العدالة، وممنوع على أي طرف داخله، مهما علا شأنه، أسر المخيم، وجره نحو أجندات غير فلسطينية. وأشارت الى "تشكيل لجنة أمنية عليا لمتابعة الموضوع والبحث عن مكان وجود المولوي من جهة، والاتصال بكل الاطراف في المخيم ومنها "الشباب المسلم" لابلاغهم بوجوب مغادرة المولوي بأي طريقة، من جهة أخرى. فطرابلس ليست أعز من عين الحلوة، ونحن حريصون على أمن المخيم وجواره". ولفتت المصادر الى ان "الفصائل" أبلغت شحرور انها حتى الآن لم تتمكن من تحديد مكان اختباء المولوي، لكنها ستكثف اتصالاتها لهذه الغاية.

وأشارت الى ان التنسيق بين القوة الامنية واستخبارات الجيش متواصل من اجل انجاز ما طلب من الفصائل، ولحماية المخيم من أي اهتزاز أمني. لكن المصادر أكدت ان "توقيف المطلوبين دونه عقبات والفصائل تخشى انفجار الوضع في المخيم واندلاع اقتتال فلسطيني – فلسطيني اذا أقدمت على تنفيذ المطلوب منها".

وأمام هذا الواقع، كشفت المصادر ان "الفصائل" ستكلف القوى الاسلامية الممثلة داخل القوة الامنية المشتركة، التواصل مع "الشباب المسلم" الذي يؤمن الحماية للمطلوبين، لجس نبضه واقناعه بتسليمهم بشكل سلمي، بما يبقي المخيم آمنا ومستقرا.

واذ أكدت ان "الفصائل" باشرت اتصالاتها لتسليم الفارين، رأت المصادر ان الامر قد يتطلب وقتا، لأن الامر يتطلب تهيئة الارضية المناسبة لتحقيق الهدف من دون توتير أمني. فـ"الشباب المسلم" يمتلك قوة عسكرية لا يستهان بها والقوة الامنية تسعى الى تفادي اي اشتباكات مسلحة، وترفض تحويل المخيم نهرا باردا جديدا.