hit counter script

أخبار اقتصادية ومالية

عربيد افتتح المؤتمر المقاصدي الطبي 11: مستمرون في تصحيح الوضع الغذائي

الخميس ١٥ تشرين الثاني ٢٠١٤ - 13:48

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

افتتح المؤتمر المقاصدي الطبي الحادي عشر أعماله، باحتفال أقيم في فندق هيلتون حبتور في سن الفيل، برعاية وزير الصحة وائل ابو فاعور ممثلا بالدكتور بهيج عربيد، وحضور حشد من الشخصيات السياسية والطبية والعلمية والنقابية وأساتذة وباحثين من الولايات المتحدة الأميركية وفرنسا ومصر ولبنان.

استهلالا، كلمة لرئيس المؤتمر المقاصدي الدكتور مصطفى عويدات شرح فيها "الهدف من اقامة هذه المؤتمرات لمواكبة الطرق والاساليب الحديثة في تقديم العلاج للمرضى في كافة الاختصاصات الطبية والمحافظة على الجو الاكاديمي في المستشفى ومساعدة الاطباء في الحصول على نقاط الاعتماد المطلوبة سنويا وتنمية المهارات التقنية في ضوء الأبحاث العلمية الحديثة.

ثم ألقى نقيب أطباء لبنان البرفسور انطوان بستاني كلمة جاء فيها ان "مهنة الطب هي مهنة لحمتها العلم، وسداها الاخلاق، ومتى اجتمعت الاخلاق الى العلم حصل الانسان على المنفعة التي يريد، أما إذا جردنا العلم في مهنة الطب من الاخلاق، تحول الطب الى مجرد تجارة بالموت والحياة، يأباها الشرف، وترفضها القيم البشرية والمبادىء السامية التي قامت عليها الاديان، وترسخت المجتمعات وبنيت الأمم والشعوب".

اضاف: "ان نقابة الاطباء المؤتمنة على حقوق الطبيب وعلى قيمة العمل الطبي وعلى صوابيته وعلى رفاهية الطبيب وعلى تثقيفه المستمر، تشجع على انعقاد المؤتمرات العلمية والانشطة التثقيفية والتي تعود بالفائدة حتما على أفراد المجتمع".

وتحدث نقيب المستشفيات في لبنان سليمان هارون قائلا: "نوعية العلاقة بين الدولة والمستشفيات، فقد انحرفت اكثر واكثر كي تصبح اشبه بعلاقة الزبون بمقدم الخدمة مع ما يستتبع ذلك من جنوح نحو علاقة تجارية بامتياز بدلا ان تكون شراكة اجتماعية انسانية اخلاقية هدفها الاول الخير العام".

وتابع: "لعل اسوأ ما يجسد هذه العلاقة الشاذة هي العقود نفسها حيث لا يتوانى البعض في الاجهزة الرسمية بتسميتها عقود اذعان وغالبا ما نسمع ان من لا تعجبه هذه العقود عليه الا يوقعها. طبعا هنا لا يمكننا ان نغفل مسؤولية المستشفيات بالقبول بهكذا عقود، ولكن المبدأ الاساس هو ان على الدولة ان تلعب دور الشريك العادل وعدم الاستقواء، لان المستشفيات هي ثروة وطنية يجب المحافظة عليها وهي ان كسرتها تكون، في غياب شبكة متكاملة من المستشفيات الحكومية، كمن يقطع الغصن الذي يجلس عليه".

كما تحدث رئيس الجمعية المهندس أمين الداعوق فقال بأن "ثقافة الأخلاق هذه يجب أن تتفشى في مؤسسات الدولة قبل المؤسسات الخاصة، فإذا الدولة مارست ثقافة الأخلاق عامة...فلا بد أن يستجيب الوطن... لكن غياب هذه الممارسة، لا يعني بأن للمؤسسات غير الرسمية لها أن تتراخى بمستويات إدارتها لعملها بل ترتقي لمستوى لائق بالاعتمادات المعترفة".

اضاف: "إن عمل المؤسسات غير الحكومية في أي وطن هو الأساس في خدمة مجتمعه، خاصة إذا كان الوطن مفعم بالسياسة المبنية على مصالح خاصة، كما هو الحال في لبنان منذ قبل الأحداث الأليمة. واذا لم يحافظ المواطن ودولته على المؤسسات وينميها يصبح اعتماده الكلي على الدولة او على خارج الوطن. ويعلق في دوامة (ثقافة الأخلاق) أو عدمها ولا ندري كيف الخروج من ذلك".

وتابع: "من هنا، ففي كل مناسبة لها تطالب المؤسسات الخاصة، وفي هذه المناسبة تطالب المؤسسات الإستشفائية وزارتها، بالإنصاف وإعطاء حقوقها، نحن لا ولن نقول للوزير ولوزارته أن لا تطالبوا بمستويات واعتمادات وممارسات عالية تحافظ على المواطن وعلى تكلفة الطبابة والاستشفاء والدواء بل نشدد على المطالبة بها".

وقال: "نعم نحن معكم في كل عمل اصلاحي تقومون به أنتم تطالبون بشروط العقد بينكم وبين المؤسسات الاستشفائية، لكن عليكم يا صاحب المعالي ومعكم وزارة المالية والعدل والداخلية أن تقوموا بمواجباتكم في العقد نفسه وبالوقت المحدد في العقد، هل قامت وزارة الداخلية المسؤولة عن أمن المواطن والمؤسسات بالواجب، والجميع يعلم حالة غرفة الطوارىء في مستشفى المقاصد، والقوى الأمنية تقف حيرانة، ما في حبوس ولا عدلية ولا قوى ضاربة، الخ ...، اذكر ذلك عن مستشفى المقاصد وأكيد مع النقيب عن المستشفيات الأخرى حيث كل شيء مستباح ولا من يقدر على الاستقواء على هؤلاء، نحن نطالب بحقوقنا في العقد مع الوزارات ومع الدولة، كل ذلك بعد أن نعطي نحن للدولة والوطن حقوقه وليس قبل، هي تنازل يا نقيب!!".

والقى راعي الحفل ممثل وزير الصحة الدكتور بهيج عربيد كلمة جاء فيها "اليوم ومع التطورات المحلية وخاصة الاقليمية وما افرزته من نتائج في شتى المجالات، اصبحنا ملزمين بأن نأخذ بعين الاعتبار مجموعة عوامل اساسية بالغة التأثير على الصحة تنظيما وخدمات وكلفة".

اضاف: "العامل الأول: الفقر وتعاظمه وهو أصبح يمثل 30 إلى 40% من الشعب اللبناني. والفقر عند الدولة حيث يتعاظم الدين وتغيب الموازنات الخاصة بالتنمية. هذا مع العلم أن المواطن اللبناني يساهم من جيبه مباشرة ب 59% من إجمالي الانفاق على الصحة والدولة ب 23%".

وتابع: "إضافة لعوامل عديدة مؤثرة في الصحة مثل مشاكل البيئة من تلوث وتصحر والنقص في المياه، إضافة ايضا للخلل القائم والذي نعيش فصوله حاليا والجهود المبذولة لتصحيحه وهي معركة سلامة الغذاء".

وقال: "أما العامل الثاني فهو التضخم السكاني حيث انتقل السكان من لبنانيين وغير لبنانيين من 4,5 مليون مواطن عام 2011 إلى 6,5 مليون حاليا حسب تقديرات الداخلية. لم يحدث مثيل لذلك في أي دولة في العالم ان زاد عدد سكانها 35% خلال ثلاث سنوات. وحسب تقديرات الأمم المتحدة إن 1,5 مليون من السوريين النازحين يعانون ايضا حالة من الفقر المدقع".

اضاف: "كل ذلك في وقت تقلصت فيه المساعدات الدولية للنازحين وانعدمت تقريبا للبنان. ومن المنطقي ان نكون قادمون في المستقبل على وضع يزداد فيه الطلب على الحاجات الصحية يعني الخدمات، وفي المقابل إمكانات تغطية التكلفة تقلصت. والنتيجة خلل جدي جدا وحتى خطير في ما نسميه الأمن الصحي الاجتماعي".

وقال: "والعمل؟ وهذا ما يشغل بالنا ويجب أن يشغل بالكم كذلك لأننا سنكون كلنا في مأزق، الدولة والوزارات المعنية، الهيئات الضامنة، المستشفيات، الاطباء وبالذات المواطنون".

واشار الى ان "هذا الواقع يتطلب مراجعة كاملة لواقع نظامنا الصحي ومكوناته وأيضا لدور الدولة المعتمد لغاية تاريخه، والمعادلة التي ستطرح: كيف العمل لجعل الخدمات الصحية في متناول كل المواطنين وبالذات الفقراء. لأنه لا مشكلة عند الأغنياء".

وقال: "بالتالي يجب أن نخفف أن نلغي الحواجز خاصة المالية بين المريض وحاجاته الصحية. وبكلام أوضح يجب أن نعمل لتخفيف كلفة الصحة من خلال التوجه نحو ترشيد الإنفاق على الصحة مثل الرعاية الصحية الأولية، بدائل الاستشفاء، السياسة الدوائية القادرة لوحدها أن تخفض الكلفة عدة مئآت من ملايين الدولارات، الرعاية الصحية للمسنين وضبط الاستثمارات في مجالات الصحة المختلفة". 

وختم: "نحن نخوض حاليا بقيادة شجاعة من معالي الوزير معركة الأمن الغذائي. يجب ألا نستخف بالأمر. إننا مصرون على متابعة الطريق لتصحيح الوضع والانتهاء من حالات الشواذ. قوة هذه المعركة إنها حازت على رضى ودعم عموم المواطنين ودعم كل الوزارات والإدارات العامة المختلفة والمعنية بالغذاء. إن سمعة سوقنا الصحي كما الغذائي فوق كل اعتبار. هكذا نحمي سوقنا الصحي ونحمي كذلك سمعة قطاع السياحة وسواه من القطاعات".

بعد ذلك، تم افتتاح معرض المعدات والتجهيزات الطبية والادوية الحديثة، وجال الحضور في أرجائه.

وتستمر أعمال المؤتمر ثلاثة ايام.  

  • شارك الخبر