hit counter script

أخبار محليّة

حذار الإستخفاف بالرعاية الدولية

الخميس ١٥ تشرين الثاني ٢٠١٤ - 06:58

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

عبّر دبلوماسي غربي أمام أصدقاء له بحسب ما نقلوا عنه لـ"الجمهورية"، عن قلقه مما تلمّسه من إستخفاف لبناني بالضمانات الدولية المتوافرة حول الحد الأدنى من الأمن والإستقرار في لبنان حتى اليوم. ولفت بقلق الى ان استسلام البعض للمشاريع والطموحات الفردية تحت سقف هذه الرعاية الدولية له حدود فمن يضمن بقاء هذه المعادلة الدولية الى ما شاء الله؟!

جدّد أحد الدبلوماسيين الغربيين المعتمدين في لبنان القول، إنه ورث من سلفه الذي أمضى أصعب أيام حياته الدبلوماسية في لبنان وصية تقول، إنه وعلى مدى أربعة عقود ونصف من العمل الدبلوماسي في ست دول لم يشهد وجود طقم سياسي يتقن تفويت الفرص الضائعة كالطاقم السياسي في لبنان.

ولذلك فقد اضطر أكثر من مرة الى مصارحة الكثيرين بأن الإنقسام السياسي القائم في لبنان له حدود خُرقت أكثر من مرة أمام الإستحقاقات الدستورية، والمحطات التي لا يجب الإختلاف حولها. فالعالم من حولكم يناضل من اجل الديمقراطية في ما يفرط بها اللبنانيون ما ادى الى خلل كبير يمس وحدة البلاد والمؤسسات.

لم يستذكر الدبلوماسي هذه الرواية التي في حوزته من اليوم الأول الذي تولّى فيه مهامه في لبنان قبل ثلاث سنوات وأربعة أشهر إلا عندما بدأ الحديث عن معوقات انتخاب رئيس جديد للجمهورية.

لكن هذه الوصية تحضر أمامه في الكثير من المناسبات متمنياً لو كان سلفه مخطئاً لكنه أصاب مكمن الخلل الذي يعانيه لبنان، وها هي الأزمة الدستورية التي يعانيها لبنان جراء الشغور الذي تجدد للمرة الثالثة وها هم أبطال المراحل هم الوجوه ذاتها.

وقال، في لبنان اليوم ثلاثة رؤساء جمهورية سابقين، ولا بد أن تكون هذه المسألة موضوع مراجعة في العديد من الأندية السياسية والحزبية والسعي الى طي ملف الإستحقاق الرئاسي وتجاوز تردّدات الأزمات الإقليمية التي عبثت بأمن لبنان، والتي كان يمكن ان تزول بعد تجربتي 25 أيار 2000 تاريخ الإنسحاب الإسرائيلي الآحادي من جنوب لبنان، و26 حزيران 2005 تاريخ انسحاب الجيش السوري من بلادكم.

وفي اعتقاد الدبلوماسي الذي يمكنه ان يعبّر امام محدثه في أي لحظة انه يحصي أنفاس السياسيين اللبنانيين، ويعرف الكثير الكثير عن اسرارهم، وان
على اللبنانيين وفي معزل عمّا يجري في سوريا ان يجمعوا على محطة اساسية واحدة تتجلّى بانتخاب رئيس جديد للجمهورية، فانتظار التطورات فيها قد يبقي الشغور في بعبدا سنوات إضافية، بالإضافة الى الأثمان التي ستتوجب عليكم دفعها متى تحقق اي خرق على هذا المستوى، فاللحظة التاريخية التي يعيشها لبنان اليوم قد لا تتكرر. وأضاف إن الرعاية الدولية للوضع في لبنان ليست وهماً، بل هي حقيقة بالغة الأهمية، وهي التي كبحت جماح الكثير مما كان ينتظر لبنان وما خطط له كثر.

فمن بشّر بأن ما تشهده سوريا سينتقل بسرعة الى لبنان كما دول الجوار كان أمراً واقعاً وممكناً لولا الضغوط الدولية التي رسمت حدوداً امام كثير من السيناريوهات السلبية التي رعتها دول وحكومات وأنظمة، لكنها تراجعت في لحظات حاسمة ووضعت حدوداً للعبة وسخة جداً.

وقال: إن هذه الرعاية الدولية ما زالت مضمونة، وهناك من يسعى الى تعزيزها، فلا تتطلعوا الى أن ما يتلقّاه الجيش من مساعدات عسكرية عينية وهبات كان مجرد خطوة عادية، بل هي قرارات إستثنائية اتخذت على أعلى المستويات، ولكن إن لم يلاقِها اللبنانيون بخطوات جدية وإستثنائية قد تتبخر في لحظة ما.

والأخطر قال الدبلوماسي: طالما أن التوازنات العسكرية قائمة في سوريا على ما هي عليه، فإن الهدوء في لبنان مضمون بالحد الأدنى. وما على اللبنانيين إلا ان يتفاهموا على انتخاب رئيس جديد للجمهورية لتستقيم الأمور، وليكون لكم كرسيّ على طاولة المفاوضات في المنطقة.

وفي حال العكس لن يكون هناك ما يضمن كيان لبنان ووحدة اراضيه، ومن يعنيه الأمر يعرف كثيراً وما عليه سوى التصرّف قبل بلوغ الساعة التي لا يعود ينفع فيها الندم.

  • شارك الخبر