hit counter script
شريط الأحداث

مجتمع مدني وثقافة

ممثل الراعي في افتتاح مؤتمر "الاديان والقيم السياسية"

الأربعاء ١٥ تشرين الثاني ٢٠١٤ - 20:48

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

افتتحت "مؤسسة اديان" والجامعة اللبنانية الاميركية بالشراكة مع مؤسسة "كونراد اديناور"، ومعهد " ميسيو" الارسالي و"مؤسسة اديان من اجل السلام"، وجمعية خدمات الاعانة الكاثوليكية، المؤتمر الدولي حول "الاديان والقيم السياسية"، وذلك الساعة الخامسة في فندق "هيلتون" - قاعة الامارات.

بعد النشيد الوطني اللبناني افتتح المؤتمر بحضور ممثل رئيس مجلس الوزراء الاستاذ تمام سلام الوزير سجعان قزي وممثل ضيف الشرف الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي بطريرك انطاكيا وسائر المشرق للموارنة المطران بولس روحانا، وممثل الرئيس سعد الحريري الاستاذ محمد السماك، والرئيس حسين الحسيني، وممثل مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ عبد اللطيف دريان الشيخ اسامة حداد، وممثل شيخ عقل طائفة الموحدين الدروز نعيم حسن الشيخ الشيخ فاضل سليم، الى حشد كبير من الشخصيات السياسية والفكرية والدينية والسفراء واعضاء الهيئات العسكرية والامنية في لبنان والعالم العربي واوروبا وكندا وممثلي المؤسسات الشريكة.

بداية ألقت منسقة المؤتمر الدكتور نايلا طبارة مديرة قسم الدراسات في التلاقي الثقافي - مؤسسة أديان، كلمة ترحيب شكرت فيها الشركاء والبطريرك الراعي، وقالت: "يهدف المؤتمر الى تأمين صرح تلتقي فيه مختلف قطاعات المجتمع للتفكير في كيفية تفعيل القيم والمعايير السياسية في الخطاب الاسلامي والمسيحي من جهة وتعزيز الحوار حول هذه القيم انطلاقا من آراء دولية مختلفة من جهة أخرى، وليست الغاية إطلاق حوار يراعي الانتماءات الدينية وحسب، بل يشمل بعدا عاما وأكاديميا أيضا، حيث يطلب من الأديان الانتقال من الخطاب المعياري الى تأدية دور حواري في المجتمع المتنموع الذي تنتمي اليه".

وتابعت: "يسعى المؤتمر الى وضع العلوم الحديثة في الفلسفة الاجتماعية والسياسية في حوار مباشر مع اللاهوت الاجتماعي والسياسي، وخصوصا الاسلامي والمسيحي، ومواجهة المجالين معا بأسئلة وتوصيات من القادة وصانعي السياسات الفاعلين في الحقل العام. كما سيتم التداول بأحدث ما يطرح نظريا، أكاديميا ولاهوتيا وفقهيا وتطبيقيا واجتماعيا وسياسيا، بما يتعلق بالأديان والقيم السياسية، إضافة الى إطلاق هذا النقاش في جو من التعلم المتبادل بين التقاليد السياسية المسيحية والاسلامية وفي حديث مستمر مع الفكر العلماني والليبرالي".

وأكدت طبارة "أن اللجنة العلمية للمؤتمر لديها إيمان قوي بأهمية هذا المؤتمر، وبأن السبل الوحيدة للمضي قدما نحو تقدم في العلوم الانسانية والاجتماعية وتحقيق التفاهم بين الأديان، هي عبر الانفتاح على التخصصات والمناهج المختلفة وإقامة نقاشات مبدعة، وهي على ثقة بانتجاية الأفكار المتبادلة".

وتحدث ممثل رئيس الجامعة اللبنانية - الأميركية الدكتور جورج نجار فقال: "ان الجامعة تتشرف باستضافتها لهذا المستوى الفكري والأخلاقي الذي يمثله المؤتمر، والذي يعبر عمن نحن والمنهج المتبع من قبل الادارة في التعليم".

وتمنى النجاح لهذه الخطوة المهمة.

من جهته، قال الممثل المقيم لمكتب مؤسسة "كونراد آديناور" في لبنان بيتر ريملي: "إن النجاحات السابقة للبرامج التي نظمتها مؤسسة أديان، بالتعاون مع مؤسسة كونراد آديناور، دفعت المؤسسة لتجديد الشراكة من خلال هذا المؤتمر الذي يتناول أحد المحاور الأساسية، التي تشكل مصدر قلق للعالم اليوم". 

وشدد ريملي على "ان أيا من الأديان لا يهدف الى تعزيز صراع الحضارات، رغم تشكيك البعض بهذا الأمر، نتيجة الأعمال الوحشية التي يقوم بها تنظيم داعش، ولكن العدالة، والحرية واحترام الكرامة الانسانية هي قيم مشتركة ذكرت في الكتب المقدسة"، وقال: "نحن مقتنعون بأن من خلال الحوار بين الأديان والثقافات يمكن إيجاد حلول جديدة للعديد من المشاكل الرئيسية التي تواجهنا".

وشرح الأمين العام لمنظمة "أديان من أجل السلام" الدكتور وليام فندلي "دور المنظمة في تعزيز السلام عبر الحوار، والعمل مع الفئات الدينية المتعددة وحماية الأقليات".

وتحدث عن "الشيخ عبد الله بن بيه، وهو أحد أبرز العلماء المسلمين المعاصرين ورئيس منتدى تعزيز السلام في المجتمعات المسلمة والحائز على جائزة أديان للتضامن الروحي لعام 2014 عن عمله من أجل نشر السلام والقيم الاسلامية، ولأنه يجسد صوت السلام في الاسلام، وصوت الالفة والاخوة بين أتباع الأديان والطوائف".

وألقى رئيس مؤسسة "أديان" الأب الدكتور فادي ضو كلمة قال فيها: "إن الظرف العصيب والدقيق الذي تمر به منطقتنا العربية، مما دفع مؤسسة أديان الى تنظيم هذا المؤتمر الذي يأتي في وقت تعاني فيه مجتمعاتنا من التفتت بسبب سياسات طائفية ومذهبية وفئوية. ومن جهة أخرى، تفقد الأديان مصداقيتها وخلفيتها السماوية بسبب تحولها الى أداة للسلطة والتسلط في أحسن الأحوال، وفي أسوأ الظروف إلى قطع الرقاب واستعباد الناس".

أضاف: "إن السياسة من دون القيم تصبح مساحة لصراع المصالح الفئوية والخاصة، فتعيد المجتمع الى شريعة الغاب، والأديان من دون القيم تصبح مساحة لصراع الهويات القاتلة، فتعيد البشرية الى ما قبل الحضارة. أما القيم فهي الروح التي ترفع هذه وتلك الى مساحة الانسانية الشاملة وتفتح آفاق السياسة والدين معا على مبدأ الخير العام".

وتابع: "علينا وضع قطار مجتمعاتنا على سكة التطور والرقي الحضاري، وانقاذها من التدهور نحو اودية التخلف والاستبداد، من خلال العودة الى ثلاثة مبادىء، وهي: اولا: الاعتراف بأن الانسان، الى اي عرق او لون او دين او ثقافة او مذهب انتمى، هو القيمة المطلقة التي وجدت الاديان والنظم السياسية على السواء من اجل خدمته وتحقيق خيره.
ثانيا: إن القيم هي الجامع المشترك بين البشر في مسيرتهم نحو تحقيق غاية وجودهم.
ثالثا: إن المجتمع، خصوصا المجتمع المدني والاكاديمي، مسؤول عن حماية الانسان من تسلط الجماعات الدينية من جهة، وفساد المجموعات السياسية من جهة أخرى".

ثم ألقى المطران بولس روحانا كلمة البطريرك الراعي، وقال: "إن موضوع المؤتمر "الأديان والقيم السياسية" يوحي بأن للعمل السياسي قيما مستمدة من الاديان، من الله الخالق الذي وضع للعالم نظاما اخلاقيا طبعه في قلب الانسان. إن السياسة فن شريف لأن اصحاب السلطة السياسية هم "خدام الله للشعب وللخير" (روم 13:4). فتفرض عليهم ان يمارسوا سلطتهم ضمن حدود النظام الاخلاقي الذي رتبه الله".

وختم: "لبنان هو نموذج للغرب الذي يفصل بين الدولة والله، فتصبح فيه القيم الروحية وشريعة الله التي تقصى عن الحياة الاجتماعية، وخصوصا عن الحياة السياسية. لذا، رغم التميز القائم بين الروحي (الديني) والزمني (السياسي)، يجب الاحترام المتبادل بينهما والتعاون، لان الاثنين مدعوان إلى المساهمة بانسجام في توفير الخير العام. وهكذا، فلا السياسة تستعمل الدين، ولا الدين يثقل نفسه بالسياسة من اجل مآرب يكون في اغلب الاحيان منافيا للمعتقد".

ويتضمن المؤتمر جلسات نقاشية تبحث في القيم بين الدين والسياسة والتحديات المعاصرة للدين والقيم السياسية والاسلام السياسي والمساءلة القيمية وقيم السلام.

جائزة أديان للتضامن الروحي
وقدمت "مؤسسة أديان" جائزة "التضامن الروحي لعام 2014" إلى العلامة الراحل السيد هاني فحص، "لأنه نموذج لبناء الوحدة من رحم الإختلاف، ولأن حياته جسدت التضامن الروح". وتسلمت الجائزة عائلته.

وقدمت المؤسسة جائزة ثانية الى رئيس "منتدى تعزيز السلم في المجتمعات المسلمة" العلامة الشيخ عبد الله بن بية، وتسلم الجائزة بإسمه محمد السماك.
 

  • شارك الخبر