hit counter script

مقالات مختارة - كبريال مراد

الحريري يعلنها غداً... نعم للحوار... ولكن

الأربعاء ١٥ تشرين الثاني ٢٠١٤ - 07:56

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

لا يبدو تيار المستقبل على رأي واحد في مقاربته لمسألة الحوار مع حزب الله، ومن يستطلع الآراء يخرج بخلاصة انقاسم المستقبليين الى تيارين: الأول يقوده رئيس التيار النائب سعد الحريري، ويبدو أكثر ليونة وقناعة بجدوى مد اليد الى حارة حريك، والثاني يجسّده رئيس كتلة المستقبل النائب فؤاد السنيورة والذي ينطلق من قناعة لديه بأن لا مغزى لمثل هذه الخطوات. فلمن ستكون الغلبة غدا؟
في الساعات الماضية، حرص نواب المستقبل على الإيحاء بأن ما قبل مساء الخميس ليس كما بعده. وامام سائلهم، أرادوا التأكيد أن الحريري سيعطي في اطلالته التلفزيونية اشارة البداية للحوار مع حزب الله، او سيرفع البطاقة الحمراء في وجه كل المساعي التي بذلت في السر والعلن منذ أسابيع.
ووفق المعطيات، فمسار المساعي مرّ بمراحل عدة. فالبداية كانت مع الرسالة التي نقلها الوزير وائل أبو فاعور من رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب وليد جنبلاط الى حزب الله، عن أجواء انفتاح داخل تيار المستقبل باتجاه الحزب، كانعكاس للمساعي الإقليمية للتقريب ما بين المعسكرات المختلفة، ومحورها الملف النووي الإيراني وتداعياته.
لم يعترض حزب الله على المبدأ. ومع قرع المستقبل أبواب عين التينة للغاية نفسها، طلباً لوساطة رئيس المجلس النيابي في هذا السياق، رد حزب الله التحية بمثلها من خلال الاطلالة العاشورائية للامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله. تلقّف بري الكرة، وعقد اجتماعاً أوّلياً مع السنيورة ومدير مكتب الحريري، ابن عمته نادر. ووفق المعلومات، فمنذ اللحظة الأولى، بدا بحسب المطلعين، أن الحريري أكثر حماسة لفتح الأبواب المغلقة، فيما نحا السنيورة في اتجاه التشدد من خلال سلّة شروط مسبقة، اوّلها تدخل حزب الله في سوريا.
لعب بري دوره المعتاد في تدوير الزوايا، محصّناً باشارات إيجابية من حزب الله بصدق القناعة بمد اليد. وكضمانة لحسن سير الحوار المرتقب، اتفق "اطراف النزاع" على ضرورة وضع جدول اعمال بنقاط واضحة، حتى لا تؤدي العناوين الفضفاضة الى الفشل، أو أن تقود العموميات الى غير ما هو مرجو من جلوس الأقطاب السنة والشيعة معاً.
الأكيد بحسب المعطيات، أن البداية لن تكون بصورة جامعة ما بين السيد والشيخ، وأن اجتماع الأمين العام لحزب الله مع الحريري تحت سقف واحد، سيأتي تتويجاً للحوار وتأكيداً لنجاحه. في الانتظار، سيتفعّل التواصل النيابي والوزاري، المدعّم برعاية المعاونين من الجانبين، وببركة من بري وجنبلاط.
وفي الساعات الماضية، غلّفت اتصالات الساعات الأخيرة بالكتمان، فيما ما رشح عن آخر المسودات يمكن اختصاره ، بحسب العناوين لا الأولويات، على الشكل التالي:
1-تأكيد نهائية الكيان اللبناني والتمسك باتفاق الطائف والعمل على حسن تطبيقه.
2-تفعيل التعاون على المستويين الوزاري والنيابي.
3-العمل على معالجة رواسب السابع من أيار 2008، والسعي الى تنفيس الاحتقان الذي يشكّل انعكاساً لتطورات المنطقة، وتبريد نيران الفتنة السنية-الشيعية.
2- العمل على انهاء المقاطعة للمجلس النيابي وانتخاب رئيس للجمهورية.
3- تفعيل التواصل من اجل إقرار قانون انتخاب جديد يؤمّن صحة التمثيل.
4- العمل على انهاء ملف سلسلة الرتب والرواتب في اللجان المشتركة والهيئة العامة.
من حيث المبدأ، لا يريد أحد الطرفين الذهاب بعيداً في الاستنتاجات والتطلعات. بمعنى آخر، يصر العاملون على تعبيد الطريق ما بين قريطم وحارة حريك على عدم تكبير الحجر، حتى لا تؤدي أي دعسة ناقصة الى فشل المسعى ككل، ما يمكن أن يحمل ارتدادات سلبية على الساحتين السنية-الشيعية من جهة، واللبنانية عموماً.
لذلك، ينطلق الجانبان من الواقعية التي تقول إن مسألة تدخّل حزب الله في سوريا باتت ملفاً اقليمياً ودولياً، يدخل حلّه في سياق الحل السياسي للأزمة السورية. كما أن بند سلاح المقاومة، متروك الى حين بت الاستراتيجية الدفاعية التي عهد بوضعها الى هيئة الحوار الوطني برئاسة رئيس الجمهورية. من هنا، فلا جدوى من التطرق الى هذين الملفين او اعتبارهما شرطاً لولوج الحوار، والاّ فسيكون مصير التواصل المرتقب الفشل.
على ما يبدو، تنسحب واقعية الطرفين ايضاً على ملف رئاسة الجمهورية. فالأكيد أن اي تواصل بين الحزب والتيار يخدم مسعى الخروج من الشغور الرئاسي، في سياق تقريب وجهات النظر بين مختلف الافرقاء. لكن جلوس المستقبل والحزب على طاولة واحدة لا يعني حسم الملف. فالحزب لن يتراجع عن وقوفه خلف رئيس تكتل التغيير والاصلاح العماد ميشال عون في هذا الملف. كما أن نواب المستقبل يؤكدون لسائلهم أن الاستحقاق الرئاسي يتطلّب اكثر من لقاء بين حزبين او كتلتين.
في المقابل، تنقسم الآراء حول النقطة التالية: اذا تعرقلت المفاوضات الايرانية-الاميركية، وتردداتها الايرانية-السعودية، هل يستمر الحوار بين المستقبل وحزب الله؟ في المعسكرين، هناك من يدعو الى الفصل ما بين المسارات الخارجية والمحلّية، بينما يرى آخرون أن التشدد هناك سيترجم بمثله محلياً والعكس صحيح.
في الانتظار، كل المؤشرات تؤكد أن الحريري سينهي اطلالته التلفزيونية غداً بنعم مشروطة للحوار...لن تختلف عن تمديد مهلة الحوار الايراني الاميركي بعد جولة جنيف الأخيرة.
 

  • شارك الخبر