hit counter script

رحلة موحشة في مملكة الموتى في فيينا: ممنوع التمدد في النعش!

الأربعاء ١٥ تشرين الثاني ٢٠١٤ - 07:14

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

اهلا بكم في متحف دفن الموتى في فيينا... المدخل يزنره جدار مصنوع من شواهد القبور بانوار خافتة، مع باب دوّار ينقل الزوار الى عالم مظلم. هذا الموقع، وهو الاقدم من نوعه، انتقل الى طبقة تحت الارض في مبنى في المدفن المركزي المخصص لاستقبال جثامين الموتى قبل دفنهم، وذلك في شهادة غير عادية على اهتمام سكان فيينا بالماورائيات.
في غرفة مساحتها 300 م2، يستقبل الداخلين تمثالان أُلبِسا ثياب مجهزي جنازات من زمن غابر. كذلك تستخدم المؤثرات الضوئية لادخال الزوار في عالم الموتى: فالشخصيتان المضاءتان بانوار زرقاء تعطيان انطباعا بأنهما من فيلم رعب. "جو المتحف، هذه العتمة، انه خيار جيد حقا"، يقول بنجامين الآتي من سويسرا. وتجد صديقته اوليفيا ان "الموسيقى المرافقة مختارة بعناية". يمكن الجالسون على مقعد مزود اجهزة صوتية، الاستماع الى مجموعة مختارة من افضل 10 اعمال موسيقية مرافقة لمراسم دفن الموتى.
المسار الذي يسلكه الزوار "تم تصوره ليشبه مراسم جنازة"، تقول مديرة المتحف هيلغا بوك. وقد جعله القيمون اعلى بنحو 15 سنتيمترا عن الاغراض المعروضة. "النور الازرق يدل الى مستوى الاموات، والنور الاصفر هو لمستوى الاحياء". كذلك يمكن متابعة تسجيلات مصورة او مقاطع فيديو او عروض شرائح خلال الزيارة التي تُقَسَّم 5 مراحل: الوفاة، الحداد، المراسم، الدفن، والذكرى.
واستُغني عن بعض "مواقع الجذب" التي كانت موجودة في الموقع السابق، وبالتالي لم يعد متاحا للزوار التمدد داخل نعش، وهو ما كانت الاغلبية تطلبه خلال الليلة السنوية للمتاحف. وقد قرر القيمون الغاء هذا النشاط، لكونه "في غير محله"، وفقا لبوك. في المقابل، بقيت السكين الطويلة القادرة على اختراق القلب للتثبت من وفاة احدهم، معروضة في المتحف في الواجهة الاولى للمسار. ومن الامور الغريبة ايضا، جهاز مصمم في القرن التاسع عشر، يربط يد الميت بجرس. واذا ما اشتغل النظام، فهذا يعني ان المدفون حي.
يعتبر هذا المتحف، الذي انشئ العام 1967 وسط فيينا، الاول في العالم الذي يُخصص للموت. وقد تبعته متاحف اخرى، احدها في مدينة برشلونة الاسبانية. وتسمية المتحف بـ"داي شوني ليخ" (اي الجثة الجميلة) تستعيد التعبير الشعبي المحلي الذي يكرس الاهمية التي توليها المدينة لفكرة التحضير الجيّد للوفاة. وتذكر بوك بأن البلاط الملكي النمسوي كان يعتبر مراسم الدفن مناسبة لابراز سلطته. وقد اعتمد الشعب هذه العادة، مما يفسر خصوصية الثقافة المرتبطة بالموت في فيينا.
كذلك يجسد المدفن المركزي في النمسا، احدى اكبر المقابر في اوروبا والعالم، هذه الثقافة الموجودة في العاصمة النمسوية، اذ يضم جثامين 3 ملايين شخص، اي نحو ضعف سكان فيينا البالغ عددهم 1,74 مليونا، وذلك على مساحة 2,5 كلم2، ومع 300 الف مدفن.
 

  • شارك الخبر