hit counter script
شريط الأحداث

أخبار محليّة

هجوم عون الإستباقي سببه متغيرات قد تطلق رصاصة الرحمة

الأربعاء ١٥ تشرين الثاني ٢٠١٤ - 06:23

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

شددت أوساط سياسية على ان المشهد الطالع في لبنان ذاهب نحو تكريس ستاتيكو سياسي يستبعد ان يكون فيه تغييرات وشيكة. ففين حين تتركز الأنظار اليوم على مسعى اطلاق حوار بين “تيار المستقبل” و”حزب الله” في وقت غير بعيد، فان الحذر الواسع حيال هذا المسعى لا يغيب عن ترقب القوى السياسية للمؤشرات الاولية لهذه الخطوة.

وأشارت الأوساط نفسها لصحيفة “الراي” الكويتية إلى ان ثمة هامشاً ضيقاً جداً حتى الان في التعويل على هذا الحوار، اذا ما قيست ظروفه بالحسابات الاقليمية التي تمنع في شكل واضح ترقب ادراج موضوع تورط “حزب الله” في الحرب السورية على جدول اعمال الحوار، وتساءلت: ما لم يكن هذا الملف المتوهج على طاولة الحوار فأي جدوى منه؟

وأضافت الأوساط: ان الدفع نحو حصر الحوار بالأزمة الرئاسية بدأ يثير حساسيات واضحة لدى كثيرين من حلفاء “تيار المستقبل” و”حزب الله” في آن واحد، لانه يعكس إيحاءات بالعمل على صفقة ثنائية ومحاولة فرضها على الاخرين. وحتى لو كان انطباعاً مماثلاً مبالغاً فيه، فان ثمة مؤشرات بدأت ترتسم وتحمل طابع الشك في نجاح المسعى الحواري.

وتعتقد الاوساط نفسها انه سيتعين على الجهات المعنية بمشروع الحوار ان تواجه هذه الشكوك المسبقة بنوع جديد من المعطيات، في حال وجدت، او ادراج الحوار المزمع عقده في اطار واقعي وشفاف لا تتضخم معه الرهانات عليه لئلا يتأثر الواقع الحكومي والسياسي لاحقاً بنتائجه في حال لم تؤد الى نتائج خارقة.

واللافت في هذا السياق انه في الوقت الذي أبدت “القوات اللبنانية”، الحليف المسيحي لـ”تيار المستقبل” مرونة في مقاربتها التي اتسمت بالايجابية حيال الحوار المحتمل بين الحريري و”حزب الله”، رفع زعيم “التيار الوطني الحر” العماد ميشال عون من منسوب تصعيده عبر ايحاءات فهم منها، في الدوائر المراقبة، بان اما انتخابة رئيساً كـ”ممثل اول” للمسيحيين وإما “وداعاً” لاتفاق الطائف.

وتوقفت هذه الدوائر امام ثلاث اشارات عكست تصعيداً بارزاً وبالغ الدلالة لتيار عون، وهي:

ممارسته ضغوطاً معنوية على المجلس الدستوري الذي ينظر بطعن بقرار التمديد للبرلمان اللبناني، كان تقدم به تكتل عون دون سائر القوى السياسية في البلاد.
الكشف عن “مراجعة” تقدم بها عون عبر رسائل لدول “اللجنة الثلاثية” الضامنة لاتفاق الطائف، اي السعودية الجزائر والمغرب، تربط بقاء الطائف بانتخاب رئيس يعيد التوازن الى السلطة.
الارتياب “المضمر” من تحولات اقليمية يمكن ان يشكل الحوار بين “تيار المستقبل” و”حزب الله” اطاراً لبنانياً لملاقاتها، خصوصاً من بوابة كسر المأزق الرئاسي.
وتعتقد اوساط واسعة الاطلاع في بيروت ان تصعيد تيار العماد عون وتكتله يشكل هجوماً استباقياً لمتغيرات قد تطلق رصاصة الرحمة على اي امكان لانتخابه رئيساً للجمهورية، وخصوصاً ان اي حوار ثنائي او جماعي في لبنان لن تكون نتيجته سوى التفاهم على مرشح توافقي لرئاسة الجمهورية.

ورأت هذه الاوساط ان المناخ الاقليمي اصبح اكثر ميلاً للتوصل الى تفاهمات حيث امكن ذلك، بعدما اصبحت المعركة الاهم للقوى الاقليمية، كما الدولية، هي محاربة الجماعات الارهابية كـ”داعش” وسواه، الامر الذي من شأنه العمل على الانتقال في لبنان من معادلة “ربط نزاع” الى حال “فك الاشتباك”.

واذا كان من السابق لاوانه الجزم في اتجاهات الريح الاقليمية التي قد تهب على لبنان في المدة “الممددة” للتوصل الى اتفاق حول الملف النووي الايراني، فان من المرجح ان تكون بيروت على موعد مع “اطفاء المحركات” تمهيداً لترتيب المسرح الداخلي في ملاقاة المزاج الاقليمي الجديد.

  • شارك الخبر