hit counter script
شريط الأحداث

أخبار محليّة

نواف سلام: حل الصراع في القدس مفتاح الطريق الى السلام العادل والشامل

الثلاثاء ١٥ تشرين الثاني ٢٠١٤ - 20:17

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

 القى مندوب لبنان الدائم لدى الامم المتحدة السفير الدكتور نواف سلام كلمة لبنان امام الجمعية العامة في يوم التضامن مع الشعب الفلسطيني "كي تعود القدس مدينة للسلام" قال فيها: "نجتمع اليوم بمناسبة "يوم التضامن العالمي مع الشعب الفلسطيني"، وذلك بعد عامين تماما من تصويتنا في هذه الجمعية على منح فلسطين صفة الدولة المراقب في منظمتنا واذ يهمنا في هذا الصدد ان ننوه بقرار السويد الاعتراف بدولة فلسطين، كما بتوصية مجلس النواب في كل من المملكة المتحدة واسبانيا الى حكومة بلادهم للاعتراف بدورها بدولة فلسطين، فانه لا بد لنا ان نشدد، ومنذ البداية، على ان دولة فلسطين تبقى دولة ترزح تحت الاحتلال بالكامل، وان مسؤوليتنا جميعا، انطلاقا من ميثاق الامم المتحدة واحكام القانون الدولي، هي مساعدة هذه الدولة على انهاء الأحتلال وتحقيق الأستقلال، وطبعا منحها العضوية الكاملة في منظمتنا. ونجتمع اليوم في وقت يطغى عليه الوضع المأزوم في القدس، وتبدو فيه المساعي السلمية التي تقودها الولايات المتحدة معطلة، بينما تستمر اسرائيل في سياساتها العدوانية، لا سيما في توسيع عمليات الاستيطان، في انتهاك واضح للشرعية الدولية، ولقرارات هذه المنظمة".

اضاف: "ان الصراع في القدس وعليها، يكاد يختزل اليوم أساس الصراع العربي الاسرائيلي. وفي حله مفتاح الطريق الى السلام العادل والشامل في منطقتنا. ولا عجب في ذلك، فضمن اسوار القدس القديمة تاريخ ليس كتاريخ باقي المدن. فهو هنا مزيج من قصص الانبياء والرسل ومن اخبار الملوك والسلاطين والنبلاء ومن افعال سائر البشر. وفي القدس يختلط الديني بالدنيوي، ويصعب التمييز بين الايمان والسياسة. وفيها تتقاطع في الحاضر صور الماضي باحلام المستقبل. انها مدينة الرموز قبل اي شيء". 

وتابع: "وعندما نقول ان الصراع في القدس وعليها يكاد يختزل اليوم أساس الصراع العربي الاسرائيلي، فذلك ايضا لأن اسرائيل تواصل في موضوع القدس تحديها السافر لقرارات الجمعية العامة ومجلس الامن ومجلس حقوق الأنسان والمجلس الاقتصادي والاجتماعي ومنظمة الأونسكو، ورأي محكمة العدل الدولية، التي ترفض كلها، انطلاقا من مبادئ شرعةالامم المتحدة وأحكام القانون الدولي العام وبنود معاهدات جنيف ولاهاي، "القبول بالاستيلاء" علي اراض بواسطة الحرب، وتستنكر ممارسات اسرائيل الأستفزازية في القدس منذ العام 1967 وتشجب اجراءاتها الايلة الى تغيير وضع المدينة ومعالمها لا سيما قرارها بضم القدس الشرقية واعلانها لما يعرف ب "القانون الاساسي"، وتعتبرها جميعا باطلة بطلانا كاملا وتطالب بالعودة عنها كليا، ومنها على سبيل المثال قرارات مجلس الامن رقم 252 - 446 - 267 - 465 - 452 - 471- 476- و478 والواقع ان في القدس، كما في سائر الاراضي المحتلة، ولا بل اكثر، تواصل اسرائيل بناء المستوطنات ومصادرة املاك العرب الفلسطينيين، والتضييق عليهم بشتى الوسائل بما فيها هدم منازلهم وصولا الى تهجيرهم تحت مختلف الذرائع. 

واردف: "ولعله يقتضي التذكير هنا ان اول ما قامت به اسرائيل عند احتلالها للقدس الشرقية عام 67 كان هدمها لما يعرف بحي المغاربة بالكامل خلال ساعات معدودة وتشريدها لسكانه. اما الاستيطان فهو على قدم وساق منذ هذا التاريخ اذ بات عدد المستوطنين في القدس الشرقية يتجاوز ال 250000 نسمة. وقد تمت مصادرة حوالى 35 بالمئة من اراضي القدس الشرقية لاعمال الاستيطان، بينما لا يسمح للعرب الفلسطينيين بالبناء سوى على مساحة 13 بالمئة من القدس الشرقية، الامر نظري طبعا، لان معظم هذه المساحة مبني عليها اصلا كما ان الاستحصال من سلطات الاحتلال على رخص للبناء للسكان الفلسطينيين هو ببساطة من اصعب الامور، كي لا نقول انه مستحيل وبين العام 1967 ونهاية العام الماضي كانت اسرائيل قد هدمت اكثر من2000 منزل في القدس الشرقية، وطردت 14309 من اهلها. ودعونا لا ننسى دور حائط الفصل العنصري وسياسة سلطات الاحتلال الهادفة الى تطويق القدس الشرقية بالمستوطنات على نحو يعيق التواصل بينها وبين شمالي الضفة الغربية وجنوبها ا او حتى شرقها، وذلك فضلا عن سياستها في منع سائر سكان الضفة من الدخول الى القدس الا بأذون خاصة، وهي غير سهلة المنال طبعا". 

وقال: "وعندما نقول ان القدس هي مفتاح الطريق الى السلام العادل والشامل في منطقتنا، فالمقصود انه من دون ازالة الاحتلال عنها واستعادة الحقوق الفلسطينية العربية، المسيحية والاسلامية، في القدس الشرقية لن يكون هنالك من تسوية سلمية قابلة للحياة. فالقدس الشرقية هي وحدها عاصمة دولة فلسطين، ولا عاصمة لدولة فلسطين عنها بديلا. وما تسميه سلطات الاحتلال ب "القدس الموحدة العاصمة الابدية لدولة اسرائيل"، ليست في الحقيقة سوى صورة من صور الاحتلال الذي يرفضه العالم، كل العالم. فالوحدة المزعومة هذه هي من نتاج الحرب ومنطق القوة، وهي مجرد تعبير عن الغلبة والأستئثار. فالقدس ترفض ان تكون مدينة اللون الواحد. فهي ليست مقدسة عند اليهود وحدهم. ففي القدس نشر السيد المسيح رسالته، وفيها طريق الجلجلة وكنيسة القيامة. وعند المسلمين هي "أولى القبلتين و ثالث الحرمين"، وهي أرض "الاسراء" و"المعراج". 

واضاف: "فقط عند ازالة الاحتلال عن القدس الشرقية، واستعادة الحقوق العربية السليبة فيها، المسيحية والاسلامية، تعود القدس الى معناها، مدينة للسلام، مدينة للانسانية جمعاء ولأسمى قيم البشرية". 

وختم: "لا أجد أبلغ من كلمات الشاعر الفلسطيني الكبير، محمود درويش: في القدس، أعني داخل السور القديم، أسير من زمن إلى زمن بلا ذكرى تصوبني فإن الأنبياء هناك يقتسمون تاريخ المقدس. يصعدون إلى السماء يرجعون أقل إحباطا وحزنا، فالمحبة والسلام مقدسان وقادمان إلى المدينة". 

  • شارك الخبر