نظم قسم دراسات الإعلام في كلية العلوم الإنسانية في جامعة سيدة اللويزة بالتعاون مع تيار المجتمع المدني ومؤسسة "فريدريش ايبرت" الالمانية يوما تدريبيا تناول مفاهيم اللاعنف، قصور عملية التواصل، غيابها كما عدم فعاليتها، حمل عنوان "التواصل اللاعنفي: قوة للتغيير"، قدمه المدرب على بناء قدرات اللاعنف وتقنياته عمر الحسامي، في قاعة الأصدقاء في حرم الجامعة الرئيسي في ذوق مصبح.

وشدد عميد كلية الانسانيات الدكتور كمال أبو شديد على أهمية إعداد كوادر من الطلبة، قادرين على الانخراط الفعال في ثقافة المواطنة وأبعادها "خاصة في قطاع الإعلام الذي يلعب دور الحاضن لهذه الثقافة ويساهم في عملية نشرها". واعتبرت رئيسة قسم الدراسات الإعلامية الدكتورة ماريا بو زيد أن هذه الدورة ساهمت في زيادة وعي المشاركين تجاه السلام من خلال الحوار الهادف الذي يرتكز على أسس علمية.

قسمت الدورة الى وحدات نظرية وتطبيقية ذات صلة، تخللها تعريف عن العنف، عن طرق الحد منه لغويا وكيفية إيجاد حلول عملية للتواصل مع الآخرين، بغض النظر عن اختلافاتهم.

ثم كانت مداخلة لممثل "فريدريش ايبرت" المقيم في لبنان أخيم فوكت، تحدث فيها عن حياته قبل وصوله الى لبنان للمرة الأولى في العام 1984 كما عمله كصحافي. ومازح الطلاب قائلا: "قد لا اكون الشخص المناسب للحديث عن التواصل اللاعنفي عندما أقود سيارتي في لبنان"، مضيفا: "الإصغاء إلى الآخر حالة ضرورية لإنجاح التواصل. لذلك ستكتشفون أصول الإصغاء وأدواته اليوم".

ثم تحدث الحسامي فقال: "اختبرت خلال تعاوني مع المشاركين قدراتهم الممتازة على التواصل. أعتقد أنه بالإمكان العمل على تنمية مهاراتهم وصقلها، فجميعهم يحملون بذور قدرات تغييرية من أجل واقع أفضل في المجتمع اللبناني".

ورأت أستاذة الإعلام في الجامعة ربى الحلو أن "اعتماد أسلوب التعليم التفاعلي كخيار استراتيجي من قبل ادارة الجامعة والهيئة التدريسية، ساعد الطلاب على تنمية قدراتهم الذهنية وتعزيز تفكيرهم النقدي وهي مبادئ أي حوار"

وأعرب طالب الصحافة في الجامعة ماريو فواز، عن استفادته من التدريب على الصعيد الشخصي كما المهني، فقال: "نحن نفتقد لتقنيات التواصل اللاعنفي في بلد مثل لبنان. استمتعت كثيرا بما اختبرته من خلال تفاعلي مع المشاركين".

واشارت الطالبة الهام فانوس إلى أن "هذا النشاط ليس الأول الذي تؤمنه الجامعة لطلابها، إذ إنه يأتي بعد اشراك في مجال العمل الصحافي من خلال التدريب كما من خلال المشاركة في مؤتمرات محلية واقليمية، بالاضافة الى حلقات حوارية، فتجلى هذا النشاط كمحرك جديد من خلاله تلمسنا قدرة تجنب العنف وتقليصه من خلال التواصل".

وهذا اليوم التدريبي هو جزء من صف "ندوات في عالم الصحافة"، ضمن المناهج الدراسية الجديدة التي اعتمدتها الجامعة مؤخرا، وهي تؤهل طلاب كلية الإعلام وتطور مهاراتهم العلمية من خلال صفوف نظرية وتطبيقية في آن.