hit counter script
شريط الأحداث

أخبار محليّة

اجتماع بين حماس ومسؤولين إيرانيين في لبنان خلال أيام

الإثنين ١٥ تشرين الثاني ٢٠١٤ - 12:36

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

شفت مصادر رفيعة المستوى مطلعة على مجريات الأمور على الساحة السياسية الفلسطينية لصحيفة السياسة الكويتية عن خلافات شديدة برزت في الآونة الاخيرة في صفوف قيادة “حماس” حيال مستقبل العلاقات بين الحركة وبين إيران في المرحلة ما بعد الحرب الأخيرة في غزة, وذلك بعد ان ظهر الى العلن موضوع تحويل مبالغ مالية كبيرة من إيران الى “كتائب عز الدين القسام”, الجناح العسكري للحركة, في قطاع غزة, من دون اطلاع أي من الكوادر القيادية على الموضوع.
وأكدت المصادر ان حدة الخلافات اشتدت أخيراً فيما من المقرر إجراء نقاشات بين الكوادر القيادية في الحركة لتحديد المواضيع التي من المنوي طرحها في اجتماعات مرتقبة بين كوادر قيادية في “حماس” ومسؤولين ايرانيين في لبنان خلال الايام القليلة المقبلة, يتوقع أن يطرح خلالها موضوع قيام إيران بإعادة تمويل الحركة بمبالغ كبيرة.
وأشارت المصادر الى ان القياديين محمود الزهار وعماد العلمي يقفان على رأس المجموعة التي تنادي بضرورة توثيق العلاقات بين إيران والحركة, حيث يرى الاثنان في طهران السند الرئيسي والستراتيجي الذي يمنح “حماس” مزايا خاصة سياسياً ومالياً لا توفره لها أية جهة أخرى.
في المقابل, يقف على رأس المجموعة التي تعارض توثيق العلاقات مع ايران, رئيس المكتب السياسي خالد مشعل والمقربون منه الذين لا يعارضون تلقي الأموال من طهران لكنهم يعارضون بشدة منح الإيرانيين اية إمكانية للتدخل في دائرة اتخاذ القرارات داخل الحركة.
وترى هذه المجموعة أن نتائج الحرب الأخيرة في قطاع غزة أثبتت ان السند الحقيقي الذي يمكن لحركة “حماس” الاعتماد عليه هو فقط تركيا وقطر, وان توثيق العلاقات مع ايران في هذه المرحلة يحمل في طياته ضرراً بالغاً للحركة, وعليه يجب على كوادر الحركة أن تكتفي بتلقي الاموال والاسلحة من ايران من دون ان تلتزم بأي شيء يمكن تفسيره على انه تغيير في توجهها السياسي حيال طهران, لأن ذلك من شأنه ان يصور الحركة وكأنها تبيع مبادئها مقابل حفنة من المال.
ولفتت المصادر إلى أن موضوع طبيعة العلاقات مع طهران من شأنه أن يعكر اجواء النقاشات التي من المقرر ان يجريها وفد الحركة مع مسؤولين إيرانيين في لبنان, خاصة أن التوجه السائد هو لجهة تبني موقف خالد مشعل المعارض لتوثيق العلاقات مع طهران.
من جهتها, رجحت مصادر مطلعة في لبنان أن يشارك مسؤولون من “حزب الله” في الاجتماعات بين مسؤولي “حماس” والإيرانيين.
وإذ استبعدت عودة العلاقة بين الحركة وإيران إلى سابق عهدها, بما في ذلك عودة الدعم المالي واللوجستي بشكل كامل, رجحت المصادر أن تؤدي الاجتماعات المقبلة إلى تحول الاتصال بين الطرفين إلى مستوى علاقة “عادية” مثل العلاقات مع بعض الدول في المنطقة, سيما في ظل الخلافات الحادة في صفوف الحركة بشأن التقارب مع طهران.
ولفتت إلى وجود مخاوف لدى القيادة السياسية للحركة من اتساع النفوذ الإيراني لدى جناحها العسكري المتمثل ب¯”كتائب عز الدين القسام”, مشيرة إلى تصاعد الدعوات داخل الحركة لحصر قنوات الاتصال مع طهران بالقيادة السياسية, رغم صعوبة ذلك لأن الإيرانيين أقاموا على مدى السنوات القليلة الماضية شبكة علاقات واسعة مع القياديين العسكريين للحركة.
وأوضحت المصادر أن الطرفين بحاجة لبعضهما البعض لكن تطور العلاقات سلباً أم إيجاباً بينهما رهن مسار ملفات اقليمية عدة أبرزها: مدى اتساع الصفقة المحتملة بين إيران والغربيين وإمكانية تجاوزها الملف النووي لتشمل ملفات اقليمية أخرى بما يعني اعترافاً غربياً بدور إيراني في المنطقة, إضافة إلى مسار الأزمة السورية في ظل تطورات حرب التحالف الدولي على “داعش” سيما أن “حماس” وإيران يقفان على طرفي نقيض في هذا الملف, فضلاً عن التضييق على الجماعات المرتبطة بـ”الاخوان” في المنطقة.
ولفتت المصادر إلى عنصر داخلي يؤثر على العلاقات بين الجانبين يتمثل بالتباين الداخلي في إيران, بين تيارين: الأول هو تيار الرئيس حسن روحاني الذي لا يميل إلى دعم حركات داخل الدول على حساب الدول نفسها, والثاني هو التيار المرتبط بـ”الحرس الثوري” الذي يشرف على علاقات طهران بمختلف المجموعات المسلحة التي يدعمها في المنطقة.

  • شارك الخبر