hit counter script
شريط الأحداث

أخبار محليّة

حوار حزب الله وتيار المستقبل بين تسوية رئاسية وتحييد لبنان

الإثنين ١٥ تشرين الثاني ٢٠١٤ - 01:31

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

رغم ان ايّ فريق سياسي لبناني لم يطلق أيّ إشارة سلبية حيال المسعى الذي يتولاه رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري لإطلاق حوار ثنائي بين تيار «المستقبل» بقيادة الرئيس سعد الحريري و«حزب الله» في وقت قريب، فإن غالبية الأفرقاء لا يزالون بفضّلون التريث ويحاذرون اتخاذ مواقف مسبقة من هذه الخطوة الا في اطار العموميات.

فالمعطيات التي تحوط هذا المسعى تبدو على قدر غير قليل من مناخ انعدام الثقة الذي تركتْه فترة طويلة جداً من الانقسامات الحادة والمضاعفات الخطيرة لمسائل سياسية وأمنية يتخبّط فيها لبنان ويأتي في مقدّمها الفراغ في سدّة رئاسة الجمهورية منذ ستة أشهر وتداعيات تورُّط «حزب الله» في الحرب السورية. حتى ان تجربة جمْع الفريقيْن في الحكومة الحالية لا تزال جارية بفعل أمرٍ واقع كان من ابرز تجلياته ان تيار «المستقبل» أطلق على التعايش الحكومي صفة «ربْط النزاع».

ومن هنا لا يبدو غريباً ما تلفت اليه أوساط مواكبة للاتصالات الجارية حالياً في هذا الصدد من ان ترحيب الجميع بأيّ حوار ينطلق بين «المستقبل» و«حزب الله» شيءٌ، والنتائج المأمولة منه شيء آخر. اذ غالباً ما كان «شيطان التفاصيل» يكمن لمبدأ الحوار.

وتبدو الأوساط في قراءتها عبر «الراي» كأنها تشير تحديداً الى ان كرة ايّ تغيير ايجابي مأمول من هذه الخطوة هي في ملعب «حزب الله» أكثر منها بكثير في مرمى خصمه. وتستدلّ على ذلك بأن هذا الحوار الذي لم تتبلور بعد أطره الشكلية ومضامينه السياسية المحدّدة يفترض ان يتمحور على نقطتين خلافيتيْن كبيرتيْن هما الانتخابات الرئاسية وتحييد الساحة اللبنانية عن مجريات الحرب السورية. ولا يبدو حتى الآن ان بري أنجز الخطوة الحاسمة التي يمكن على أساسها إطلاق الحوار لان التوافق على بنود جدول أعمال الحوار لم يُنجز بعد.

وتلاحظ هذه الاوساط انه يتعيّن على «حزب الله» ان يعطي دلائل قويّة الى انه يملك إرادةً صادقة في إنجاح هذه الخطوة لان خصمه نزَع كل ذريعة ممكنة كان يمكن الحزب ان يتذرع بها لعدم تسهيل الخطوة. فتيار «المستقبل» مثلاً لم يوقف مساعي بري بعد نشوء مخاوف من انعكاسات المطالبة السعودية في الأمم المتحدة بفرْض عقوبات على «حزب الله» وبإدراجه ضمن التنظيمات الارهابية لتورُّطه في القتال في سورية، بل هو ردّ على الذين راجعوه في إمكان تأثُّر المسعى الحواري سلباً بأن ثمة فصلاً بين الموقف السعودي حيال الحرب السورية وبين الواقع اللبناني الداخلي، كما ان السعودية نفسها أثبتت ذلك بكلام لسفيرها في بيروت علي عواض عسيري فصَل فيه بين موقف بلاده من سورية وتشجيعها لكل حوار داخلي في لبنان، مع إشارته الى وجوب حصول حوارٍ واسع يؤدي الى انتخاب رئيس للجمهورية اللبنانية.

وهذه المعطيات بمجملها تحمل الأوساط نفسها على التساؤل اذا كان موقف «حزب الله» صار جاهزاً للبحث مع تيار «المستقبل» في مرشّح ثالث للرئاسة اللبنانية على قاعدة تعذُّر انتخاب ايّ من العماد ميشال عون والدكتور سمير جعجع لكونهما المرشحيْن الحصرييْن لكل من فريقيْ 8 آذار و14 آذار؟ وتالياً هل نضجت الظروف الاقليمية التي يستحيل فصل موقف الحزب عنها في ايّ تطور يتعلق بمواقفه من قضايا الداخل اللبناني؟

وفي اعتقاد الأوساط المواكبة ان بري يُقْدِم على مبادرته متشجعاً بطلائع متغيّرات تلوح إقليمياً ودولياً يمكن من خلالها وضْع طبخة إنضاج التوافق على رئيس توافقي للجمهورية. واذ تختلف التقديرات حول المدى الزمني لبلوغ هذا الهدف، فان الأوساط عيْنها تشاطر بري ان اللحظة مؤاتية لتحريك الأزمة الرئاسية ولكنها لا تجزم بأيّ تقديرات مسبقة حول مدى نجاح المسعى ولا بموعد زمني متوقَّع لانتخاب رئيس للجمهورية لان الأمر لا يزال في مرحلة مبكرة جداً مما يقتضي انتظار اختبار النيات اذا انطلق الحوار فعلاً ولم تعترضه عقبات مفاجئة. ولذا ستتّجه الأنظار هذا الاسبوع الى التحركات المتصلة بإنجاز ترتيبات الحوار وكذلك الى مواقف منتظَرة للحريري هذا الاسبوع.

  • شارك الخبر