hit counter script

أخبار محليّة

سعاده يترأس قداس ذكرى استشهاد رينيه معوض في زغرتا

الأحد ١٥ تشرين الثاني ٢٠١٤ - 17:39

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

 ترأس النائب البطريركي على منطقة الجبة والموكل مؤقتا بتدبير نيابة اهدن زغرتاالمطران مارون العمار، القداس العائلي الذي أقيم بمناسبة الذكرى الخامسة والعشرين لاستشهاد الرئيس رينيه معوض ورفاقه في كنيسة سيدة زغرتا، حيث يرقد الرئيس الشهيد، بمشاركة المطران بولس أميل سعاده ومعاونه الخوري جان مورا أخ الشهيد سايد مورا الذي استشهد مع الرئيس معوض، وحضرتهه الوزيرة السابقة نايلة معوض، النائب السابق جواد بولس وعقيلته، رئيس "حركة الاستقلال" ميشال معوض وعقيلته المحامية ماريال واولادهما نايلة ورينيه ويارا ومالك، ممثل حزب القوات اللبنانية سركيس بهاء الدويهي وعائلات الشهداء، حشد من الفاعليات والمخاتير ورؤساء البلديات، ممثلون عن الجمعيات والهيئات الاقتصادية والتربوية والاجتماعية وأبناء زغرتا - الزاوية. وخدمته جوقة رعية زغرتا - اهدن.

وقد استهل المطران العمار القداس بكلمة تمنى فيها أن "يكون حلول عيد البشارة عيد محبة وسلام في زمن نحن فيه بأمس الحاجة الى بشارة آتية من عند الرب بشارة السلام والأمل".

وأضاف: "نحن واياكم نصلي على هذه النية كما نصلي على راحة نفس الرئيس الشهيد رينه معوض الذي استشهد في مثل هذا اليوم من 25 سنة ونطلب من الرب ان يعطينا شهداء كالرئيس معوض يفدون بدمهم الكريم والخير والمعطاء هذا الوطن وسيادته واستقلاله. ونطلب من الرب أن يرحمنا جميعا".

بعد تلاوة الانجيل كان للمطران سعاده عظة جاء فيها: "في الذكرى السنوية الخامسة والعشرين لاستشهاد المرحوم الاستاذ رينه معوض رئيس الجمهورية اللبنانية الاسبق، نلتقي بدعوة من العائلة في رحاب كنيسة سيدة زغرتا وعلى مقربة من مثوى فخامته حيث يؤمن جسده باكرام لنخشع ونصلي ونقدم الذبيحة الالهية لراحة نفسه ونفوس رفاقه الشهداء الابرار، احياء لذكراه الطيبة لا على قلوب افراد عائلته والاهل بل على قلوب جميع اللبنانيين الذين تعرفوا على وجهه الصبوح والذين رأوا في انتخابه رئيسا خشبة خلاص للبنان في زمن كان الوطن مهددا بالانهيار والدمار".

واضاف: "ان ذكرى استشهاد فخامة الرئيس معوض ذكرى خالدة لما كان يتحلى به من صفات ومزايا خلقية عالية وايمان عميق بربه وبالانسان. وبوطنية صادقة وروح انفتاح على الجميع ومحبته للسلام والوفاق. وقد استشهد رحمه الله ضحية اخلاصه لوطنه ودفاعه المستميت عن حقوقه المشروعة ورفضه المساومة على سيادته واستقلاله. لقد غدرت به أيدي الشر وارادت باغتياله ان تنال من منعة لبنان، اذ رأت فيه عائقا أمام تحقيق غاياتها. لقد أرادت الايدي الشريرة من وراء اغتيال الرئيس رينه معوض اغتيال الروح الوطنية لا بل اغتيال الوطن بكامله".

واردف: "لقد ارادوا باغتياله ان يغتالوا الامل الذي علقه اللبنانيون على شخصه وقد رأوا فيه القائد الذي يخرجهم من اتون الاقتتال وظلام البغضاء الى نور الوفاق والسلام. كما رأوا فيه الربان الحكيم الذي يعرف أن يقود سفينة البلاد الى ميناء الامان والسلام. وهو القائل: "ان ارتقائي سدة الرئاسة في هذا الظرف بالذات يحملني مسؤولية وطنية خطيرة. لقد نذرت نفسي منذ اللحظة الاولى لانتخابي رئيسا للتعاطي مع هذه المسؤولية بوعي وادراك لدقة المرحلة التي نمر بها وتصميم أكيد على بذل الجهود مهما عظمت التضحيات ومهما كبرت من أجل انهاء آلام اللبنانيين وتحقيق آمالهم وتأمين سيادة كاملة لدولة لبنان الديموقراطية القائمة على وحدة الشعب والارض والمؤسسات. وعلى احترام حرية الفرد وحقوق الانسان واصلاح النظام وتحديثه بما يحقق العدل وتكافؤ الفرص بين جميع اللبنانيين".

وتابع: "لقد اقترن استشهاد الرئيس معوض بذكرى الاستقلال اللبناني. لقد روت دماؤه التي سقطت يوم الاستقلال على أرض بيروت أرزة الاستقلال لكي تبقى خضراء خالدة تنشر طيفها على كافة أرجاء الوطن".
نعم، لقد أصبح اسم الشهيد رينه معوض مرادفا لعيد استقلال لبنان ولا غرابة أن يذكره اللبنانيون كلما بزغت شمس هذا العيد بالترحم. يا من اختصرت العلى فعشت كبيرا ومت شهيدا بطلا وخلدت اسمك في ذاكرة التاريخ اللبناني.

ان ينسى الرئيس معوض. وكيف ينسى من كان صادق المواقف. هادىء الاعصاب. صافي الذهن والضمير غيورا على الصالح العام. كيف ينسى من ضمير الوطن وذاكرة التاريخ والشعب من ترك بصماته على مجريات الحياة السياسية منذ الستينيات. رينه معوض السياسي البارع والمحنك كان عالما من القيم الوطنية الادبية والانسانية. وعلم من أعلام الدبلوماسية اللبنانية. صاحب نهج وطني معتدل يقوم على الانفتاح والاعتدال وبناء الدولة على قواعد المؤسسات".

وأضاف: "السياسة في نظر المرحوم الرئيس معوض هي خدمة اجتماعية وانماء شامل للمناطق وعمران لوطن وتناغم مع الاخر على ما يوحد صفوف المواطنين.
وكان لشماله زاوية خاصة حميمة في قلبه وحنين كبير الى ربوع اهدن زغرتا حنين كان يتفجر من حين لآخر في زيارات الى الوادي المقدس يستوحي منها التعلق بالقيم الانجيلية والتمسك والاحتفاظ بالارض التي عاش عليها الاباء والاجداد آخذا من صلابة صخورها صلابة في المواقف ومن عناد الشعب الذي عاش على هذه الارض عنادا في الحق، فلم يتراجع أمام الصعوبات.

لم يأت الرئيس رينه معوض الى عالم السياسة من المجهول وانما جاء من بيت سياسي. شغل مراكز مرموقة وترعرع في أحضان اهدن - زغرتا مدينة الابطال والرؤساء والشهداء وكبار رجال الدين من بطاركة وأساقفة وعلماء ملأوا مكتبات الشرق والغرب من غزير علمهم وانتاج فكرهم".

وقال: "وما كان الشأن الوطني يهمله عن اتمام واجباته الدينية والعائلية . وقد استوحى هذه الواجبات من الايمان الذي استقر في قلبه وعاطفة شدته الى ربه بزاوية خاصة في داخله كما شدته الى عائلته التي حافظت على ذكراه وتحاملت على الجراح وتعالت على المصيبة وخاصة أرملته الفاضلة الست نايلة ووحيده ميشال بك متابعا نهج فخامته وسياسته في خدمة الوطن والمواطنين".

أضاف: "ما أحوج وطننا لبنان اليوم الى رجال وطنية أمثال المرحوم الرئيس الشهيد رينه معوض يتحلون بالروح الوطنية الحقة قبل كل شيء. ويعلون حق الوطن والمواطن فلا نعيش فراغ مركز رئاسة الجمهورية لأسباب ثانوية شخصية أو حزبية.
ما أحوج لبنان اليوم الى أمثال فخامة الرئيس رينه معوض يتعالون عن التراشق الكلامي والتباغض والتباعد لأنانيات شخصية ومصالح ذاتية قبل مصلحة الوطن.
ما أحوج لبنان الى رجال وطنية يضحون بحياتهم على مثال الرئيس الشهيد رينه معوض للحفاظ على الوطن والسيادة والاستقلال".

وختم سعاده قائلا: "اننا نصلي ونقدم الذبيحة الالهية لراحة نفسه راجين من الله تعالى أن يتقبله في أحضانه السماوية ويسكنه فسيح جناته. وأن ينعم على لبنان برجال وطنية صادقة على مثاله. الراحة الدائمة أعطه يا رب ونورك الأبدي فليضىء له.آمين".

وقبل بدء القداس، توجه المطرانان العمار وسعاده وعائلة الرئيس الشهيد والمشاركون الى مدفن الرئيس معوض في الكنيسة حيث صلوا لراحة نفسه.

وتقبلت معوض ونجلها ميشال والى جانبهم عائلات الشهداء التعازي في دارة العائلة في زغرتا، من رؤساء بلديات ومخاتير وفعاليات وهيئات وأبناء زغرتا الزاوية.

وللمناسبة، انتشرت في شوارع زغرتا وقرى الزاوية الرئيسية صور للرئيس معوض.
 

  • شارك الخبر