hit counter script
شريط الأحداث

أخبار محليّة

ميشال معوض: لا يمكننا أن نربح الحرب على التطرف بتطرف آخر

الأحد ١٥ تشرين الثاني ٢٠١٤ - 15:27

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

أكد رئيس "حركة الاستقلال" ميشال معوض أن "اتفاق الطائف اغتيل باغتيال الرئيس الشهيد رينه معوض، وان اغتيال معوض "شكل الحد الفاصل بين الطائف وبين الوصاية".

كلام معوض جاء خلال محاضرة ألقاها، بدعوة من منسقية التثقيف السياسي في "تيار المستقبل"- طرابلس، حضرها النائب سمير الجسر، عضو المكتب السياسي منسق عام طرابلس في "تيار المستقبل" النائب السابق مصطفى علوش، مستشار الرئيس سعد الحريري لشؤون الشمال عبد الغني كبارة وحشد من كوادر التيار.

وقال معوض: "النظام السوري، باغتيال رينه معوض، اغتال المصالحة الوطنية الحقيقية التي كان أسسس لها اتفاق الطائف، هذه المصالحة التي قال عنها الرئيس معوض انها لا تستثني أحدا حتى ولا أولئك الذين يصرون على استثناء أنفسهم منها. باغتيال رينه معوض اغتال النظام السوري وفاقا تحت سقف دولة سيدة حرة مستقلة".

وذكر بقول الرئيس معوض في خطاب القسم: "لن اسمح لنفسي بلحظة راحة الا وقد استتب الامن اللبناني الشرعي في آخر بقعة من أرضنا، الا وقد جمعت آخر قطعة سلاح خارج القوات المسلحة الشرعية وتوقف أي تجاوز وقمع اي ارتكاب وأعيد كل حق الى نصابه ورد كل ملك الى أصحابه".

أضاف: "باغتيال رينه معوض تم اغتيال مشروع الاصلاح والانماء، رينه معوض الشهابي الذي قال في خطاب القسم لنا موعد أكيد مع التضامن والتكامل الاجتماعي القائم على الانماء والاصلاح تحقيقا للمساواة بين المناطق والمواطنين. باغتيال معوض، تم اغتيال الوفاق والشراكة، ومشروع الدولة السيدة، كما تم اغتيال مشروع الانماء والاصلاح. هذا هو الطائف الذي اغتيل، باغتيال رينه معوض، اغتالوه وضربوا أسسه، ليحكموا قبضتهم على لبنان. باغتيال رينه معوض استبدل الامن الشرعي اللبناني بثنائي الامن السوري الضروري والشرعي والمؤقت و"المقاومة". وبدل المصالحة الوطنية الحقيقية التي تبني وطنا متماسكا، تحولت هذه المصالحة الى اذعان وحولت لبنان الى ساحة ممسوكة من رأس الهرم الى آخر تفصيل في حياة اللبنانيين. من رئيس الجمهورية الى الحكومات الى الانتخابات الى المجلس النيابي الى قوانين الانتخاب الى حياة كل مواطن لبناني، وطرابلس المظلومة ولم تزل، من المدن التي دفعت الثمن الاكبر نتيجة الوصاية السورية في يومياتها".

ورأى ان "ما حاول فعله الرئيس الشهيد رفيق الحريري هو التأقلم مع أمر واقع محلي واقليمي ودولي فرض مع اغتيال رينه معوض وخلق مساحة ما لبنانية تحت سقف هذه الوصاية السورية وقد حقق انجازات أكيدة بالاعمار والاقتصاد والديبلوماسية، في وقت كان محرما على لبنان ان يكون له ديبلوماسية، وان النظام السوري حاول في تلك الفترة الاستفادة من حرب الخليج ليقوم بصفقة على حساب لبنان. وعلى الرغم من كل هذه الانجازات، تبين، ولو بعد حين، ان معادلة التنازل عن أمن لبنان وسيادته لنبني مساحة من الحرية والاقتصاد، مستحيلة. كما ظهر ولو بعد حين ان اعطاء أي قوة، خارج الشرعية اللبنانية، الامساك بمفاصل السيادة والامن ستتحول حكما الى وحش لا يكتفي بوضع يده على الامن والسيادة وانما سيضع يده على الاقتصاد والنظام والحرية والكرامة وحتى على حياة اللبنانيين. وهذا ما دفع ثمنه الرئيس الشهيد رفيق الحريري حين انتفض قائلا: "لبنان لا يحكم من الشام" قبل فترة من اغتياله. نعم، لقد انطبقت علينا كلبنانيين مقولة يكررها دائما النائب الصديق أحمد فتفت "أكلت يوم اكل الثور الابيض". وهنا لا بد لي من ان استحضر كلاما للوزير مروان حمادة قاله في شهادته أمام المحكمة الدولية: لو كشفنا في حينها من اغتال الرئيس رينه معوض لما كان تم اغتيال الرئيس رفيق الحريري".

واعتبر "اننا نجحنا بثورة الارز كما نجحنا بتأسيس أول حركة شعبية اسلامية مسيحية، فالاستقلال الاول في العام 1943 أسسته نخب من كل الطوائف اللبنانية أما الاستقلال الثاني فأسسه الشعب اللبناني يدا بيد مسيحيين ومسلمين. نجحنا في ثورة الارز باخراج الجيش السوري وهذا انجاز تاريخي، كما نجحنا بانشاء محكمة دولية وهذا انجاز تاريخي ايضا حتى ولو اخذت المحكمة سنوات وسنوات الا انها تؤسس لعصر العدالة في لبنان. لكننا فشلنا، نتيجة ظروف صعبة واخطاء ارتكبناها، بتكريس أحادية مرجعية الدولة وسيادتها على الاراضي اللبنانية كافة. فبعد اتفاق الدوحة واحداث 7 ايار 2008 عدنا الى معادلة ما قبل ال2005 ولو بأشكال مختلفة. لقد انتقلنا من معادلة "ضروري وشرعي ومؤقت" الى معادلة "جيش وشعب ومقاومة". أي أن حزب الله، وعبره ايران، أمسك لوحده بمفاصل السيادة والأمن اللبناني، مع بعض الاستثناءات، كتجربة الشهيد اللواء وسام الحسن، وليس صدفة أن يكون شهيدا. هذه التجربة حاول ان يقودها الرئيس الشهيد رفيق الحريري قبل العام 2005 فاغتالوه. ومحاولة اعادة انتاجها من قبل قوى 14 آذار كان لا بد من أن تفشل لانه من غير الممكن التأسيس لوطن أو دولة أو حرية أو ديموقراطية أو انماء أو نمو اقتصادي أو بناء دولة طالما ليس هناك دولة واحدة وجيشا واحدا بقرار واحد قادرة على بسط سيادتها على كامل الاراضي اللبنانية".

ورأى ان "ما وصلنا اليه يحول لبنان تدريجيا الى ساحة صراع بين تطرف وتطرف آخر، لانه عمليا من خلال التطورات الاقليمية التي نشهدها لم يعد هناك فارق أساسي بين ما كان يحصل قبل العام 2005 وبعده. كان هناك وحش واحد واليوم أصبح هناك وحوش تنمو في المنطقة وفي لبنان. لقد انتصر الجيش على خلايا ارهابية في طرابلس وعرسال نتيجة تضحيات ضباطه وعناصره ونتيجة تغطية جريئة وشجاعة من الرئيس سعد الحريري ومعه قوى 14 آذار. لكن حتى لو ربحنا معركة الا أنه لا يمكننا أن نربح الحرب على التطرف بتطرف آخر، وطالما ان التطرف والارهاب يقاسان بمكيالين، من غير الممكن أن نواجه التطرف في طرابلس ونغطيه في البقاع، ومن غير الممكن أن نواجه التطرف في عرسال ونحول الى قديسين من اغتال الرئيس الحريري وشهداء ثورة الارز. من غير الممكن أن نربح معركة ضد التطرف طالما ان القرار السيادي وجزء من السلاح خارج الدولة اللبنانية".
 

  • شارك الخبر