العالم بصدد طفرة ليست بالجديدة، لكنها بصدد الانتشار لتقضي على وسائل قد يفكر البعض في انه لا يمكن الاستغناء عنها يوميا وهي النقود، ففي ظل ما يشهده العالم من التوسع في العالم الرقمي، فان العالم يسير في اتجاه مجتمع غير نقدي، حيث ستجرى كل التعاملات عن طريق الانترنت والوسائل الالكترونية الاخرى، بغض النظر عن قيمة المشتريات او نوعيتها سواء ادوات او أجهزة الكترونية او شراب او طعام أو سواء كانت جديدة او قديمة في إشارة إلى انه لن يبقى هناك عامل واحد يدعو إلى التعامل النقدي.

وهناك الكثير من وسائل الدفع البديلة التي ستساهم بشكل كبير في إيقاف التعاملات النقدية، موجود بالفعل منذ اكثر من نصف قرن. إلى جانب البعض الآخر وقد بدأ يطفو على السطح خلال السنوات الاخيرة.

ومن هذه الوسائل التي سيكون لها دور فعال في انهاء حقبة التعاملات النقدية، ما يلي:

 بطاقات الائتمان Credit Cards

ليست بغريبة على المجتمع المالي فمنذ انشاء بطاقات «دينرز كلوب» منتصف القرن الماضي وقد بدأ الناس في استخدامها مما أتاح لهم فرصة عدم القلق بما في جيوبهم من نقود قد تكون كافية أو غير كافية لشراء حاجياتهم. وفي تلك الآونة كان يتم سداد هذه البطاقات بالكامل وليس على دفعات كما هو الحال هذه الأيام، وتلا ذلك اصدار بنك اوف أميركا لكروته عام 1958 والتي كانت البذرة الاولى لما يعرف اليوم باسم كروت الائتمان. فخلال العام الماضي انفق الاميركيين نحو 4.077 تريليونات دولار عبر بطاقات الائتمان بزيادة سنوية بلغت 7.9% مقارنة بـ 2012.1

بيتكون Bitcoin

على الرغم ما تشهده هذه الوسيلة من تقلبات كبيرة بالنسبة لاصل قيمتها إلى انها «Bitcoin» تحظى بالكثير من المحفزات مقارنة بالبدائل النقدية الأخرى، على الرغم من الفضيحة الكبرى التي منيت بها في ابريل الماضي والمعروفة باسم «Mt Gox». فيما لايزال هناك الكثير من الاهتمام بهذه الطريقة البديلة عن التعاملات النقدية والمعروفة باسم «النقود الرقمية» حيث بلغ اجمالي تعاملاتها اليومية 257 مليون دولار متجاوزة بذلك تعاملات بورصة ويسترين يونيون، وفي الوقت ذاته فان تعاملات Bitcoin ستضيف 4 سنتات للسهم الواحد من خلال أرباحها لهذا العام.2

الدفع عن طريق «آبل»

وهو عبارة عن طريقة للدفع من خلال نظام أجهزة الاتصالات (NFC) وذلك من خلال ما أدخلته شركة آبل على انظمة هاتفها آيفون 6 والذي يعد بمنزلة خطوة واسعة تجاه البدائل النقدية. فيمكن لمستخدم اجهزة آبل اتمام معاملاته ببساطة عن طريق الضغط على زر هاتف الآيفون إلى جانب زر تأكيد عملية الشراء من خلال البصمة الخاصة بك، مما سيسهل عمليات الشراء أسهل من أي وقت مضى لدى متاجر التجزئة مثل ميسي، ولغرين، ماكدونالدز ومتجر أبل.

بطاقات الخصم

في كثير من الأحيان وبسهولة يخلط الناس بين بطاقات السحب الآلي وبطاقات الائتمان، حيث لم يتم التوسع في استخدامها حتى تسعينيات القرن الماضي، ففي عام 1990 لم يتم استخدام بطاقات السحب الآلي سوى من خلال 300 مليون صفقة فقط وهو رقم يدعو للخجل، لكن بعد عشرين عاما بدت هذه النوعية من البطاقات تطغى بطريقة جعلتها تصل إلى 37.6 مليار معاملة. في الواقع ان بطاقات الخصم هي الطريقة الأكثر انتشارا بين المستهلكين في الولايات المتحدة، وفقا لتقرير نيلسن. فخلال العام الماضي بلغت قيمة التعاملات التي تم اجراؤها من خلال بطاقات الخصم من الفيزا 1.079 تريليون دولار بزيادة بلغت 9.9% عن 2012. 4

PayWave/ PayPass

قد تحصل طرق الدفع عن طريق آبل على أكبر قدر من الاهتمام، لكن كلا من فيزا وماستركارد لديهما برامج دفع عن بعد وهما (PayWave) في حالة فيزا و(PayPass) بالنسبة لماستر كارد، من خلال السماح لحاملي هذه البطاقات بإتمام عملياتهم من خلال النقر ببطاقاتهم من خلال جهاز متخصص أو (في بعض الحالات) عن طريق الهاتف الذكي ليستطيعا دفع المبالغ المستحقة عليهم على الفور، في ظل ضوابط أمان شديدة، حيث إن الكاشير لا يمسك بطاقتك الائتمانية أبدا أو يرى أرقامها.

PayPal/Alipay

قريبا جدا ستعلن شركة PayPal عن انفصالها عن شركة eBay، وتعد PayPal احد الطرق القديمة التي تمكن مستخدميها من الدفع عن طريق الانترنت، خاصة بالنسبة للدفع من شخص إلى شخص، ولدى هذه الخدمة نحو 152 مليون حساب نشط، وقد بلغت قيمة التعاملات التي تمت من خلالها العام الماضي مبلغ 27 مليار دولار من خلال اجهزة الهواتف الذكية لتتضاعف بذلك قيمة تعاملاتها خلال 2012. تلك الارقام تأتي تأكيدا لإعجاب مستخدمي الخدمة بها، لكن هذا يتضاءل أمام الخدمة المنافسة لها «AliPay» التابعة لشركة علي بابا، والتي أعلنت أنها أجرت تعاملات عبر الهاتف النقال بنحو الـ150 مليون دولار خلال العام الماضي.

 QuickTap/Softcard

عندما يخطر ببالك التفكير في طرق الدفع البديلة، فربما اول ما يتبادر إلى الذهن هو شركة كوكاكولا Amatil، وهي عبارة عن عملية تعبئة في منطقة آسيا والمحيط الهادي، ثم انتشرت وإن كان طريقة «QuickTap» تتركز في آلات البيع، حيث يصبح بمقدور الناس الحصول على شرابهم حتى حال لم يكن لديهم أي نقود من خلال نظام غير النقدي للدفع المسبق. حيث يمكن لأصحاب البطاقات أو الهاتف الذكية الضغط على لوحة الجهاز ببطاقاتهم أو أجهزتهم النقالة وللحصول على الشراب. وقد أطلقت شركة كوكاكولا في أميركا الشمالية برنامجا تجريبيا مع شركة ISIS إيزيس للدفع (والتي غيرت تسميتها مؤخرا لتصبح Softcard).7

أشياء الإنترنت

فكما أصبحت أجهزة الهاتف أكثر ذكاء، حيث بات بإمكانها إجراء عمليات دفع بالنسبة لك، فإن شركة LG بالفعل أنشأت برنامجا في سوق البرامج تحت اسم «الثلاجة الذكية» التي تتعقب انواع الطعام التي تشتريها ليقوم البرنامج بوضعها معا من خلال قائمة مقترحة للتسوق. ففي ظل هذه التطورات لا يستبعد الخبراء في المستقبل ان يكون هناك إعداد طلبات مشتريات المواد الغذائية أوتوماتيكيا في المستقبل سواء من البقال المحلي أو مواقع الخدمات المتخصصة عبر الإنترنت مثل أمازون، مع إمكانية ان تصبح ممارسة شائعة إلى حد ما في البيوت الأميركية.