hit counter script
شريط الأحداث

أخبار اقتصادية ومالية

السفير الصيني في مؤتمر اتحاد المصارف العربية: على ثقة تامة بآفاق تطور الاقتصاد العربي في المستقبل

الجمعة ١٥ تشرين الثاني ٢٠١٤ - 12:08

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

شكر السفير الصيني جيانغ جيانغ الامين العام لاتحاد المصارف العربية محمد بركات، في كلمته خلال المؤتمر السنوي لاتحاد المصارف العربية، "على دعوته للاطلاع على الرؤى الحكيمة من الضيوف الكرام، ولتبادل وجهات النظر معكم حول كيفية تعميق التعاون الاقتصادي الصيني العربي".

اضاف: "منذ تأسيس جمهورية الصين الشعبية قبل 65 عاما، خاصة بعد تطبيقها سياسة الإصلاح والانفتاح منذ 30 عاما ونيف، حققت الصين إنجازات كبيرة في التنيمة الاقتصادية والاجتماعية، حيث يرتفع مستوى معيشة الشعب بشكل ملحوظ، وتشهد ملامح البلاد تغيرات هائلة. فقد احتل حجم الاقتصاد الصيني المرتبة الثانية بين بلدان العالم. في عام 2013، بلغ حجم إجمالي الناتج المحلي الصيني 9,3 تريليون دولار أمريكي، وتجاوز حجم الصادرات والمستوردات 4 تريليون دولار أميركي، حيث أصبحت الصين الشريك التجاري الأول ل 128 دولة في العالم، بما فيها لبنان. في نفس الوقت، إننا على كل اليقين بأن الاقتصاد الصيني رغم حجمه الضخم، إذا قسم بمليار و300 مليون نسمة، فالمعدل الفردي لإجمالي الناتج المحلي فقط في مرتبة 80 تقريبا بين بلدان العالم. إن الصين ما زالت دولة نامية، والهدف لتحقيق التحديث الشامل يتطلب منا جهودا شاقة طويلة. في الوقت الحالي، يناضل الشعب الصيني جاهدا لتحقيق الهدفين المئويين، إذ يسعى إلى إتمام بناء مجتمع رغيد الحياة بشكل شامل عند حلول عام 2020، وإتمام بناء دولة اشتراكية حديثة متميزة بالرخاء والدمقراطية والثقافة والتناغم في منتصف القرن الجاري، هذا هو الحلم الصيني لنا، ونثق ثقة تامة بأن هذا الحلم سيتحقق بكل تأكيد".

اضاف: "إن التنمية التي تسعى إليها الصين هي التنمية السلمية والمنفتحة القائمة على التعاون والفوز المشترك. تزامنا مع سعينا إلى تحقيق الحلم الصيني، نأمل أن تنميتنا الذاتية تخدم مصالح بلدان العالم خاصة الدول العربية بشكل أفضل. خلال السنوات الخمس المقبلة، ستستورد الصين بضائع تتجاوز قيمتها 10 تريليون دولار، ويتجاوز حجم الاستثمارات الصينية في الدول الأجنبية 500 مليار دولار، وسيسافر 500 مليون صيني إلى خارج البلاد. كل هذه الأرقام تشير إلى أن الصين ستأتي إلى الدول العربية والعالم كله بمصالح كبيرة وفرص تجارية لا حدود لها".

وتابع: "كلما نتحدث عن تبادلات الصين مع الدول العربية، أتذكر دائما طريق الحرير الذي كان يربط بين الطرفين ربطا مكثفا قبل 2000 سنة، والذي فتح تاريخ التبادلات الودية بين الصين والعالم العربي. فعبر هذا الطريق، انتشرت الإبداعات الصينية مثل صناعة الأوراق والبارود والطباعة البوصلة إلى العالم العربي حتى أوروبا، وانتقلت علم الفلك والتقويم والعقاقير الطبية العربية إلى الصين. ومن خلال طريق الحرير العربق، عزز الشعب الصيني والعربي التعارف وأسسا الصداقة العميقة بينهما".

وقال: "بعد 2000 عام، حدثت تغييرات كبيرة في الأوضاع العالمية. فأصبحت العلاقات الصينية العربية أكثر كثافة من أي زمن مضى، ويتعمق الاعتماد على بعضهما البعض باستمرار. نتخذ العلاقات الاقتصادية والتجارية كالمثل، لقد أصبحت الصين ثاني أكبر شريك تجاري للعالم العربي ككل، والشريك التجاري الأول ل9 دول عربية، بما فيها لبنان. بالمقابل، إن الدول العربية هي أكبر صادر النفط الخام وسابع أكبر شريك تجاري للصين وسوق مهمة للمقاولات الهندسية والاستثمارات الخارجية".

اضاف: "في ظل التطورات الجديدة، طرح رئيس جمهورية الصين الشعبية شي جينبينغ مبادرة لبناء الحزام الاقتصادي بطريق الحرير وطريق الحرير على البحر في القرن ال21، إن مبادرة الحزام مع الطريق أعطت طريق الحرير العريق بمحتويات وحيوية في العهد الجديد. إن الحزام الاقتصادي بطريق الحرير يمتد من الصين إلى اسيا الوسطى وغرب آسيا حتى أوروبا، أما طريق الحرير على البحر في القرن ال21، فينطلق من الصين ويمتد إلى جنوب شرقي آسيا والمحيط الهندي والبحر العربي حتى مناطق الخليج. إن الحزام والطريق يتلاقيان في العالم العربي. لذا، تعتبر الدول العربية هي شركاء مهمين وطبيعيين لبناء الحزام والطريق. إن بناء الطريق والحزام سيخلق فرصة تاريخية سانحة لتطور العلاقات الصينية العربية".

وتابع: "إن السنة الجارية هي السنة الأولى بعد طرح مبادرة الحزام والطريق، على الاجتماع الوزاري السادس لمنتدى التعاون الصيني العربي، أشار فخامة الرئيس الصيني شي جيبينغ إلى أن الحزام والطريق هو الطريق المؤدي إلى المنفعة المتبادلة والفوز المشترك. يتمحور التعاون الصيني العربي لبناء الحزام والطريق حول تشكيل إطار تعاون 1+2+3. 1 يمثل ضرورة اتخاذ التعاون في مجال الطاقة كالقاعدة الأساسية، ويمثل 2 ضرورة اتخاذ مجالي البنية التحتية وتسهيل التجارة والاستثمارات كجناحين، 3 فيقصد وضع التعاون 3 مجالات ذات التكنولوجيا المتقدمة والحديثة في الأولوية، والتي تشمل الطاقة النووية والفضاء والأقمار الاصطناعية والطاقات الجديدة. كذلك وضع الرئيس شي أهدافا لزيادة حجم التبادل التجاري الصيني العربي إلى 600 مليار دولار في العشر سنوات القادمة، وزيادة رصيد الاستثمار الصيني غير المالي في الدول العربية إلى 60 مليار دولار في العشر سنوات القادمة، وتدريب 6 آلاف كوادر عرب في مختلف التخصصات خلال الثلاث سنوات المقبلة. هذا خير دليل على ثقة الصين وصدقها لتعميق العلاقات الصينية العربية، بما يقدم دعما قويا للبنان وغيره من الدول العربية بغية زيادة نسبة التوظيف وتعجيل العملية الصناعية ودفع التنمية الاقتصادية، ويضع مجالا أوسع للتعاون الصيني العربي في كافة المجالات".

وقال: "إن لبنان هو عضو مهم في الأسرة العربية. خلال فترة أداء مهمتي في لبنان منذ أكثر من سنة ونصف، تلمست بعمق الصداقة من الشعب اللبناني تجاه الشعب الصيني، وشاهدت إنجازات التعاون التي يحققها البلدان على كافة المجالات. ظل البلدان يتعامل مع بعضهما البعض بالاحترام والصدق، ويقدم للطرف الآخر التفهم والدعم في القضايا المتعلقة بالمصالح الحيوية وذات الهموم الكبرى. اقتصاديا، في عام 2013، بلغ حجم التبادل التجاري الثنائي ما فوق 2,3 مليار دولار أمريكي، وأصبحت الصين أكبر شريك تجاري للبنان. خلال الأشهر التسعة الأولى للسنة الجارية، احتفظ حجم التبادل التجاري الثنائي بنسبة زيادة تتجاوز 15%. بالإضافة إلى ذلك، تقدم الصين ما في وسعها من المساعدات إلى لبنان لدعم تنميته الاقتصادية. ثقافيا وإنسانيا، فإن معهد كونفوشيوس الذي أسستها الصين في لبنان هو الأول من نوعه في كل العالم العربي. يبدأ عدد متزايد من الأصدقاء اللبنانيين تعلّم اللغة الصينية، وبعضهم يتكلمون الصينية بطلاقة. يسرني ويشجعني هذا الاتجاه الإيجابي لتطور العلاقات الثنائية، ويستعد الجانب الصيني للعمل مع الجانب اللبناني على تعميق الصداقة التقليدية وتوسيع التعاون العملي للارتقاء بالعلاقات الثنائية إلى مستويات جديدة".

وختم: "إن عنوان المؤتمر السنوي هو أي اقتصاد عربي أمامنا؟ أنا على الثقة التامة بآفاق تطور الاقتصاد العربي في المستقبل. اليوم، لقد انفتح باب الفرصة الجديد لتطور العلاقات الصينية العربية، دعنا نعمل جنبا إلى جنب للتمسك بالفرصة ومضي قدما لتحقيق الأهداف السامية وخلق مستقبلا مشرقا!، أتمنى النجاح والتوفيق لهذا المؤتمر السنوي!". 

  • شارك الخبر