hit counter script

مقالات مختارة - ألان سركيس

فرعية جزين إن حصلت... صدى لمعارك الموارنة الرئاسية

الجمعة ١٥ تشرين الثاني ٢٠١٤ - 07:51

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

الجمهورية

في حال قرَّرت وزارة الداخلية إجراءَ الإنتخابات لملء المقعد النيابي الذي شغَر بوفاة النائب ميشال حلو في جزين، فإنّ هذا القضاء سيشهد إنتخاباتٍ فرعية بأبعادٍ رئاسية تصادميّة.

لم تُقرّر وزارةُ الداخلية حتى هذه الساعة إجراءَ إنتخابات جزين الفرعية، وتنتظر التقارير الأمنية إضافةً الى بتّ الطعن بالتمديد النيابي. ففي حال قُبل، ستكون ملزَمةً إجراءَ الانتخابات في كلّ لبنان، لذلك تتريّث ولن تقول إنّها غير قادرة على تنظيم إنتخابات فرعية في قضاء صغير، بل تعطي نسَباً متساوية لإجرائها من عدمه.

والأحزاب المسيحية كلها تترقب القرارَ النهائي لتنصرف الى معركة، أقلّ ما يُقال فيها، وفق توصيف الجزّينيين إنها «شرسة وقد تمزّق ثوبَ «عروس الشلال»، على رغم برودة الماكينات الإنتخابية على الأرض، وإقتصار التحضيرات على بعض الإتصالات والترتيبات داخلَ البيت الواحد وضمن الحلقة الأوسع».

ستخوض الأحزاب المسيحية الإنتخابات وكأنها معركة حياة أو موت، إذ إنها مرتبطة بمعركة بعبدا الرئاسية وتدخل فيها عوامل سياسية أساسية ووطنية، ولن يوفّر الموارنة هذه الفرصة، لإظهار نزاعاتهم، بل قد تكون مناسَبة لإعطاء دروسٍ في فنون المعارك داخلَ البيت الواحد. فكسب المعركة بالنسبة الى «التيار الوطني الحرّ» سيكون دليلاً إضافياً على أنه الطرف المسيحي الأقوى، ومن حقّ زعيمه الوصول الى قصر بعبدا.

من جهتها، تعتبر «القوات اللبنانية» أنّ كسرَ عون في جزين سيشكل إنتصاراً لها. أما النائب السابق سمير عازار فيُراهن على هذه المعركة للعودة إلى الخريطة الجزّينية، وردّ صاع إنتخابات عام 2009 لعون، صاعَين.

تتميّز جزين بتركيبتها السياسية المختلَطة، بوجود «التيار الوطني الحر» الذي فاز بثلاثة مقاعد نيابية، و»القوات اللبنانية» والكتائب والمستقلين، وعازار وحركة «أمل» و»حزب الله»، ووضعها ليس صورة عن الإنقسام السياسي السائد بين «8 و14 آذار»، إذ إنّ التحالفات تدخل كعاملٍ حاسمٍ في المعركة.

من هنا تتّجه الأنظار الى إمكان صَوْغ تحالف بين «القوات» وعازار، يقف في وجه «التيار» والنائب زياد أسود، كذلك فإنّ الصوت الشيعي منقسمٌ في القضاء، حيث تدعم «أمل»، عازار، فيما تصبّ أصوات «حزب الله» الى جانب مرشح التيار المفتَرَض، علماً أنّ الكتلة الشيعية لا تستطيع توزيع أصواتها على غرار عام 2009، لأنّ المرشح واحد.

في وقت، نالت لائحة التيار عام 2009 معدل 14000 صوت، فيما حظي عازار بـ10792، والنائب السابق ادمون رزق المدعوم من «14 آذار» بـ7399، ووصل عدد المقترعين الى 29225.

وفي هذه الأجواء، سيشهد التيار وفق قريبين منه، تنافساً شديداً، وهو الذي يحاول لملمة ساحته بعد تصرّفات أسود التي كادت أن تشق صفوفه، وقد هدّد أخيراً بالعصيان في حال لم تكن الإنتخابات والمرشح على «ذوقه»، خصوصاً أنّ الأسماء العونية المطروحة استفزازية بالنسبة إليه، وهي رجل الأعمال أمل ابو زيد، أو عقيلة الراحل حلو، ميشلين.

وتنكبّ قيادة «التيار» على درس إحتمالات المعركة، ويؤكد منسقه في جزين حبيب فارس لـ»الجمهورية»، «أنّنا ننتظر قرار القيادة ونحن كعناصر نلتزم التعليمات وجاهزون للمعركة»، لافتاً الى أنّ «أسود ليس مَن يقرر بل الجميع، على رغم أنّ كلّ واحد منا يميل الى شخص محدّد». ويشير حبيب الى أنّ «تصرفات أسود لم تؤدِّ الى انشقاقٍ في الصفوف، بل الى تنافسٍ حادّ خصوصاً بعد قضية البلدية وتدخل عون مباشرة لحلّها، لكنّ أخطاءه بدأت تقلّ».

اذاً، أيّ تحالفٍ بين «القوات» وعازار سيقلب النتائج، من هنا تؤكد أوساط «القوات» في جزين أن لا خيارَ نهائياً، «ومرشحنا حتى الساعة هو المحامي انطوان سعد، والإنتخابات الأخيرة أثبتت أننا نملك نحو 8000 صوت، لذلك أيّ حوار مع عازار سينطلق من حجمنا، وربما قد يدعم مرشحنا». وتضيف: «علينا أن نفهم موقع عازار، فإذا كان في موقع وسطي، سنتفاهم معه، أما إذا كان في صلب «8 آذار»، ماذا نكون قد فعلنا؟».

الى ذلك، حسم آل عازار موقفهم بالترشح، ويؤكد إبراهيم عازار لـ»الجمهورية» أنّ بيتنا مفتوحٌ لخدمة الناس منذ مئة عام، ولن نقفله، أما ترشيحي او ترشّح والدي، فسنحسمه لاحقاً». ويرفض منطق تزكية مرشح التيار، «لأننا نعيش في بلد ديموقراطي»، لافتاً الى أنّ «الجوَّ في جزين لا يوحي بأنّ الإنتخابات ستحصل، لكن في حال حصلت ستدخل فيها كل الأحزاب المسيحية».

وفي شأن التحالفات، يؤكد أنّ «الإتصالات لم تنقطع مع «القوات» وبقية الأحزاب، لكنّنا ننتظر مجريات الأمور»، مرجِّحاً أن يكون التصويت الشيعي كما في انتخابات 2009».

لن تكون معركة جزين نزهة للقوى المسيحية، بل ستكون صدى لمعركة الرئاسة، والوقت كفيل بحسم الأحزاب المسيحية خياراتها.

  • شارك الخبر