hit counter script
شريط الأحداث

الحدث - ابراهيم درويش

تفهموا أهالي العسكريين المخطوفين!

الثلاثاء ١٥ تشرين الثاني ٢٠١٤ - 05:56

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

لا أحد منا، يحب ان يحاصر في ازدحام للسير، كما ان لا احد منا يتقبل ان يغلق أحد الطريق أمامه ويمنعه من المرور. وقد يكون من الصعب ان نتقبل الصراخ المرتفع، وبعض الكلمات القاسية التي قد تنساب من فم أم موجوعة، وأخت وأخ مقهورين، او اب حائر...
هي مواقف صعبة تماما كصعوبة تقبل بعضنا ردة فعل العسكريين المخطوفين في الفيديو الاخير الذي اظهرته الجهة الخاطفة، والذي رأى البعض فيه ضعفاً وتذللاً غير مقبولين، من عسكر مؤتمنين على امن الوطن.
اهالي هؤلاء العسكريين المخطوفين يقرأون هذه الاشارات من منطلق خوفهم على ابنائهم. هم ليسوا قطاع طرق، وليسوا عاطلين عن العمل، كما انهم ليسوا ابناء شارع، وبلا حرص ومسؤولية. لا بل قد يكونوا الاكثر حرصاً ومسؤولية من كثيرين في وطننا. علينا ان نتفهمهم. ان نشعر بحرقة قلوبهم. علينا الا ننسى أن هؤلاء هم اهل حماة الديار وذووهم. هم آباء أولئك المرابضون في الوديان وعلى التلال، هم امهات اولئك الذين يفترشون الارض ويتلحفون السماء، دفاعاً عن لبنان. ففضلهم ليس في الروابط العائلية، انما في النهج والتربية التي زرعوها في قلوب اولادهم، حتى سلكوا طريق الحياة العسكرية، في وطن عسكره على مدى الثلاثمئة واربعة وستين يوماً قابض على الحديد والنار.
ليس المطلوب ان ننزل الى الشارع، ونقف الى جانبهم تضامناً، مع ان هذا واجب علينا، انما في اقل تقدير يجب ان نتفهم توترهم وغضبهم ولوعتهم. ويكفي قبل ان نصدر احكامنا، ان نتريث قليلاً، وان نختبر شعورهم ومعاناتهم، فيما لو كان المخطوف ابنا او اخا لنا، ينام على حد السكين، ولا يبصر افقاً لعودته.
علينا ان ننتبه ان اهالي العسكريين ،الاحرار في نفوسهم وابائهم، الا أنهم يخضعون للابتزاز من الجهة الخاطفة، التي تحدد لهم جهة التحرك وساعة الصفر، ملوّحة بذبح العسكري الذي لا يلتزم اهله بالاملاءات، فمن منكم يتحمل مسؤولية اعطاء الذريعة لاعدام ابنه؟؟
في الوقت عينه، تؤكد المعطيات والسياق الطبيعي للامور، ان الخاطفين، باتوا الطرف الاضعف اليوم في حلقة التفاوض. يظهر هذا في ضغطهم على الاهالي لتفعيل تحركهم، لدفع الحكومة الى الاستجابة لمطالبهم. فبقاء العسكريين على قيد الحياة هو الورقة الرابحة بيد هذه المجموعة، وهذه الورقة غير قابلة للاجتزاء، والخاطفين يدركون جيداً ضرورة مداراتها ورعايتها، للاستفادة منها قبل ان تفقد قيمتها.
وهنا لا يمكن اسقاط عدم الجدية الذي تعاطت به الحكومة مع الملف منذ بدايته. فلو انها فرضت شروطها وحذرت ان اي عملية ذبح سيرد عليها باستخدام اوراق كثيرة هي في يد الحكومة، لكانت ربما حقنت دماء اقله اثنين من العسكريين الثلاث الذين ذبحوا بدم بارد، ومن دون رادع او ضمير.
حال اهالي العسكريين لا تقل سوءاً عن ابنائهم المخطوفين. فهم عالقون بين مطرقة الذبح وسندان شل حركة الناس والتضييق عليهم. فصبراً عليهم، ولنحضنهم، ولنصلي معهم ليتم اطلاق سراح ابنائهم بخير، فيخف قلقهم ووجعهم ويتجنب لبنان دفع اثمان جديدة.
 

  • شارك الخبر