hit counter script
شريط الأحداث

خاص - ملاك عقيل

مصارعة حرّة... في السرايا

الإثنين ١٥ تشرين الثاني ٢٠١٤ - 06:05

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

سيجلس "عشّاق التمديد" كما كارهوه وجها لوجه داخل الحكومة. لا أحد يتجاهل واقع ان ذيول ما بعد التمديد ستنعكس توترا بين الحلفاء أنفسهم وبين المتخاصمين اصلا. "كباش الشتائم" بين الوزيرين جبران باسيل وبطرس حرب في الجلسة الاخيرة لمجلس الوزراء نموذجا.
لكن باعتراف الطرفين لا أحد بوارد قلب الطاولة ولا ايصال الخلافات الى نقطة اللاعودة. المساكنة مطلوبة، وبأي ثمن. بعد تطيير طربوش الرئاسة الاولى ثم الثانية، طربوش الثالثة يجب أن يبقى فوق الرؤوس، حتى لو اعترف الوزير سجعان القزي ان الحكومة مخطوفة ايضا وليس فقط العسكريين!
بالتأكيد سنشهد على جولات متتالية من المناكفات الحرّة بين الوزراء، والنكد المتبادل، والتسكير على بعض، والاعتكاف عن التوقيع على القرارات... كل ذلك تحت سقف ان سقوط الحكومة ممنوع.
يبصم الوزراء، بشئ من الاجماع، بأن صبر الرئيس تمام سلام طويل جدا. يستوعب الجميع، ويأخذ بصدره ألغام السرايا، وحين يحشر في الزاوية، يؤجّل الملفات العالقة الى أن يأتي من يعالجها خارج السرايا، ليقبل لاحقا بإعادة طرحها بعد نزع فتيل التفجير منها.
يرى كثر ان ذيول التمديد لن تمح بسهولة على طاولة مجلس الوزراء، وسينعكس الامر تراجعا أكبر في الانتاجية. القصة ليست بين" 8 و14 آذار"، بل بين منازل الحلفاء أنفسهم. بتأكيد أحد الوزراء في قوى "8 آذار" لا أحد بوارد قلب قواعد اللعبة. نعترف ان آثار التمديد قد تبقى عالقة في النفوس، وهذا ما قد ينعكس على تصرفات الوزراء وأدائهم داخل الحكومة، إلا ان الاتي من الملفات قد يعيد خلط الاوراق، لان العديد منها قد تشكّل عامل جمع بين الاخصام وليس تفرقة".
بمطلق الاحوال، سيلقى على عاتق هذه الحكومة مهام استثنائية بعد مرور قطوع التمديد، في وقت يشير فيه العالمون ان الطعن الذي قدّمه "التيار الوطني الحر" في التمديد قد لا يكتب له القبول، بالرغم من كونه طعنا مبكّلا، إلا ان "الظروف الامنية" قد تفرض نفسها على قرار أعضاء المجلس الدستوري، وربما سيتمّ الاخذ بواقع عدم وجود رئيس جمهورية، المخوّل إجراء الاستشارات النيابية لتسمية رئيس للحكومة بعد حصول الانتخابات النيابية.
أولى هذه المهام صدور مرسوم قانون الانتخابات بعد إقراره في مجلس النواب. هذه الحكومة عالقة أيضا في خرم تضارب الصلاحيات بين الوزرارات، وملفات الطاقة، والكهرباء، والمياه، وشركات الخليوي، وسوكلين، وملف الاطعمة الفاسدة، ومواكبة قرار مجلس الوزراء بوقف النزوح السوري الى لبنان، ومعالجة قضية المخطوفين العسكريين...
يبقى الرهان على ما يلوح في الافق من انفراجات محتملة تروّج لها "عين التينة" بانتظام، ويمكن ان تنعكس حلحلة داخلية على كافة المستويات. غير ذلك، ما على المشاهدين الكرام سوى متابعة مسلسل المصارعة الحرة اسبوعيا داخل السرايا!
 

  • شارك الخبر