hit counter script

خاص - ملاك عقيل

بين مؤخرة كيم كاردشيان... وتضاريس أزماتنا!

الجمعة ١٥ تشرين الثاني ٢٠١٤ - 06:18

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

بين مؤخرة كيم كاردشيان والغذاء الفاسد ضاع اللبنانيون حقا. ايهما أجدر بالاهتمام والتركيز؟!
في مقابل إجماع الشعب، الممّدد لنوابه غصبا عنه، على ان صور مؤخرة نجمة تلفزيون الواقع اجمل بكثير من "تضاريس" الازمات التي تحاصرهم، فإن اللبنانيين لم يتوانوا هذه المرّة عن الاختلاف على... صحتهم، وكيفية حمايتها.
بعد لوائح الوزير ابو فاعور لـ "التسمّم وفرط المعدة وتوديع الاهل" انقسم اللبنانيون عموديا، مع سياسييهم وتجار الاحتكار وأصحاب المصالح وحيتان المال. الخطوة التي لاقت احتضانا شعبيا، قابلها جيش من المعترضين... وصودف ايضا أنهم من آكلي السموم.
منهم من أيّد ومنهم من عارض. كثر اعتبروا ان ما قام به الوزير ابو فاعور، سبقه اليه بعض وزراء الصحة السابقين، بينهم الوزير علي حسن خليل، لكن على السكت من دون التشهير و"خرب البيوت".
من أحد المآخذ ان مجرد ذكر اسم محل او مطعم او سوبر ماركت، تبيع صنفا واحدا غير مطابق للمواصفات، فإن الصيت العاطل سيضرب كل الاصناف والفروع في كل المناطق، من دون استثناء، فتكون النكبة الكبرى. الاغلبية رأت ان مهام وزارة الصحة هي ارسال التقارير والعينات غير المطابقة الى القضاء الذي تعود له مهمة التحرك وإقفال المؤسسات المخالفة او تحذيرها، من دون الركون الى مؤتمرات الاستعراض.
أمر آخر واكب فضيحة "الطعام الملغوم". عندما أمَرَ النائب وليد جنبلاط وقرر رفع الغطاء السياسي عن ملف الغذاء، كان ما كان، وحصل ما حصل.
تخيّلوا فقط، لو لم يعط "البيك"، وهو الذي تناوب وزراؤه على العديد من الوزارات "الفضائحية" منذ التسعينيات، ولم نسمع مذاك "طرطوشة" خبرية عن فضيحة ما، تخيّلوا فقط لو لم يعط جنبلاط أوامره بكشف لوائح المؤسسات التي تبيع أطعمة فاسدة، لكنا اليوم نبتلع اللحمة المفرومة والطاووق والمقانق والشاورما الفاسدة والسموم تجتاح عروقنا. سيكون الفضل الاكبر في تقدير المعروف الى ابن بني معروف.
مزاجية وليد جنبلاط، على ما يبدو، لا تقتصر على السياسة. صحتنا أيضا باتت رهن mood البيك. ربما يفترض بنا ان نرفع الدعاء والصلوات كي لا يغيّر رأيه، فيوقف قطار كشف الفاسدين والمفسدين.
بالرغم من هذه الوقائع، وبعيدا عن الملابسات التي رافقت هذه الخطوة، والنشاط الزائد لدى وزير الصحة بعد عشرة اشهر من ولادة الحكومة، فإن حَملة وائل ابو فاعور ضد بائعي الموت البطئ تشكّل خطوة أولى في مسار الشفافية الذي لم ندرك ملامحه بعد.
رغم تكون بعض المؤسسات قد وقعت ضحية احتيال تجار باعوها لحما فاسدا، وبالتالي طالها سيف التشهير، إلا ان ما قام به ابو فاعور، وما سيقوم به، شكّل بارقة أمل لإمكانية التمرّد على الامر الواقع بقيادة مسؤول في السلطة... حتى لو بكبسة زر من زعيم! سنحلم أيضا، والحلم مش عيب، ان نرى العديد من الرؤوس الكبيرة، من سياسيين وغير سياسيين، وراء القضبان!

  • شارك الخبر