hit counter script

الحدث - نادر حجاز

راشيا وحاصبيا بخير: لن ندخل معارك الآخرين

الخميس ١٥ تشرين الثاني ٢٠١٤ - 06:33

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

ليلة الجمعة في 6 الجاري، وصل النبأ الى حاصبيا: عشرات الشباب من قرى "جبل الشيخ" سقطوا في أرض المعركة.
تهيّب العقلاء الموقف. اطمأنوا أن "حضر" بخير وكذلك "عرنة وصحنايا وقلعة جندل" وان الاشتباكات بعيدة عنهم. الا ان الواقعة قد وقعت، واياً تكن ظروف المعركة لكن النتيجة كانت مأساوية، مجزرة أودت بحياة 36 شابا درزيا.
صباح الجمعة كان الهدوء الحذر سيد الموقف على المقلب الشرقي لجبل الشيخ. سكت المدفع ولملم كل فريق ضحاياه. وفيما بقيت عشرات الجثامين لدى "جبهة النصرة" اضافة الى أسيرين، كان 11 جريحاً من "بيت جن" قد وصلوا عبر الطرق الجردية الى مشارف شبعا. الا ان الجيش اللبناني منعهم من الدخول تنفيذا لقرار الحكومة اللبنانية القاضي بمنع عبور اي نازح او جريح بطريقة غير شرعية.
وصل الخبر الى المشايخ الدروز، فقام عدد منهم باتصالات لا سيما مع مفتي حاصبيا ومرجعيون الشيخ حسن دلة، حتى ان احد المرجعيات الروحية الرفيعة توجه بنفسه الى شبعا للوقوف على الامر بعدما أشيع ان دروز المنطقة يضغطون على الجيش لمنع إدخال الجرحى. الا ان قرار الجيش كان حاسماً في موقفه فقيادة الجيش تأتمر برئيس الحكومة ومن يريد فليراجع الرئيس تمام سلام. ليتم السماح بعدها للصليب الاحمر اللبناني بمعالجة هؤلاء الجرحى على احدى المرتفعات المقابلة لشبعا... وانتهت القصة هنا.
ساعات قليلة وبدأ سباق البيانات والاشادة بالجيش لمنعه ادخال الجرحى، والاهم من كل ذلك "مناشدة اهالي حاصبيا وراشيا بالتحلي بالوعي والحكمة".
ومن قال ان الاهالي بصدد معركة ويقفون على سلاحهم؟ وتجاه مَن عليهم أن يتحلّوا بالحكمة والوعي؟ فالمشكلة خلف الحدود والجيش قام بدوره على أكمل وجه. واذا كان المقصود أبناء شبعا، فهم كانوا السباقون الى إدانة اي محاولات لزرع بذور الفتنة في المنطقة، وهذا ما اثبته ابناء المنطقة بالفعل لا بالقول، ولقاءي مرج الزهور وراشيا كانا شاهدين على ميثاق العيش الواحد الذي اكده الجميع. وزيارة النائب وليد جنبلاط الى المنطقة وحجم الاستقبال الذي كان له في شبعا ودار الافتاء في مجدل عنجر هو خير دليل على طبيعة العلاقة القائمة هناك.
هي المزايدات نفسها التي تنطلق عند كل استحقاق، والتهويل على الناس والتي بات واضحا انها تندرج في سياق محدد.
لا يخفي ابناء منطقتي حاصبيا وراشيا انزعاجهم من الضجة الاعلامية غير المبررة تجاههم. صحيح ان القلب على "إخوانهم" خلف الحدود وقلقون على مصيرهم وتطور الاحداث في ظل التغيرات الميدانية المتسارعة في الجنوب السوري، الا ان ما يشاع عن قلق على امن "وادي التيم" و"العرقوب" لا يبدو انه يلقى رواجاً شعبياً هناك. فجغرافية المنطقة تشكل درعاً طبيعياً، خصوصا وان الحدود الفاصلة بين مقلبي جبل الشيخ اللبناني والسوري، هي حدود وعرة وجردية لا تسمح بالتنقل عبرها وليست منطقة تسمح باعتمادها لاعمال وهجومات عسكرية كبيرة. وبالتالي من السهل السيطرة والتصدي لاي تحرك عسكري يمكن ان يأتي عبر هذه الجبهة لانه سيبقى محدوداً. وهذا ما تؤكده المصادر المحلية.
اسبوع مرّ على احداث جبل الشيخ، اصبحت راشيا وحاصبيا خلاله حديث الساعة على المنابر وفي مقدمات نشرات الاخبار وعناوين الصحف. وتسابق للتحذير من الخطر القادم من خلف الحدود. واما لسان حال الاهالي فيعبّر عنه كلام احد ابناء بلدة راشيا، الذي ردّ على سؤال "ليبانون فايلز" عن وضع المنطقة قائلا: "اننا سندافع عن ارضنا حتى الرمق الأخير فيما لو تعرضنا للاعتداء، ولن نتكل على احد كما لن نترك الآتي من خلف الحدود ان يمر مرور الكرام. ولكن لن نسمح لأحد أن يدخلنا في معركة لا علاقة لنا بها ولن ندخل بأي توتر مع محيطنا من أجل إرضاء طموح البعض. وندعوا الدولة ان تكون اكثر فعالية بوجه من يتربص شراً بمنطقتنا". في اشارة واضحة الا ان دروز راشيا وحاصبيا على درجة كبيرة من الوعي ولن يخوضوا معارك الآخرين التي يتم جرّهم اليها، واما اذا فُرضت عليهم اي مواجهة فلن يكونوا في موقع الضعف.
وفيما يتلهى البعض بمصائر الشعوب وفبركة ما يتناسب ومصالحه الكبرى في لعبة الامم، دارت معاصر العنب والزيت في راشيا وحاصبيا، ورغم ان موسم الزيتون هذا العام ليس موسم الحمل، الا ان الخوابي كريمة كما أصحابها. وقلعة راشيا تتحضر كما في كل عام ليوم الاستقلال في 22 تشرين الثاني، الذي ولد بين أسوارها، وسيبقى حارساً لحدودها.
 

  • شارك الخبر