hit counter script
شريط الأحداث

أخبار محليّة

الراعي من اوستراليا: ما يعيق إنتخاب رئيس هي دول الإنتماء والولاء

السبت ١٥ تشرين الثاني ٢٠١٤ - 10:52

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

افتتح البطريرك الماروني الكاردينال مار بشاره بطرس الراعي المعرض الماروني للتراث الذي نظمه المركز الماروني للدراسات ممثلا بالاب انطوان موسى والدكتور جان طربيه والتجمع المسيحي اللبناني -الاوسترالي برئاسة والي وهبه، في القاعة الكبرى لدير مار شربل.

والمعرض هو مجموعة من المنحوتات للفنان التشكيلي توفيق مراد، منها منحوتات لوجوه قديسين وسواهم بالاضافة الى لوحات ذات رموز ودلالات وأبعاد مختلفة .

حضر الحفل النائب البطريركي العام المطران بولس صياح، راعي الابرشية المارونية المطران انطوان شربل طربيه ، الرؤساء العامون للرهبانية اللبنانية المارونية ، مدير المركز الكاثوليكي للاعلام الاب عبده ابو كسم، المسؤول عن الاعلام في بكركي وليد غياض، رئيس ووفد المؤسسة المارونية للانتشار وحشد من فاعليات الجالية اللبنانية والمارونية .

وكان في استقبال الراعي والوفد المرافق الرئيس العام للرهبانية اللبنانية المارونية مع المدبر الاب طوني فخري وامين السر العام الاب كلود ندره ورئيس دير مار شربل الاب جوزف سليمان .

قدم الحفل رئيس تحرير "التلغراف" الزميل انطوان قزي، بدأ بالنشيدين اللبناني والاوسترالي . ثم رحب سليمان بالبطريرك الراعي والوفد المرافق ، وتحدث عن رسالة مار شربل وتاريخ تأسيسها والمراحل التي قطعتها في اوستراليا . كما تحدث عن ما يقدمه دير ومعهد مار شربل من خدمات على الصعد الدينية والتربوية والإنسانية . وأثنى على ما "أنجزه الرؤساء الذين تعاقبوا على رئاسة دير مار شربل"، منوها ب "إنجاز المعرض"، شاكرا "المركز الماروني للدراسات والتجمع المسيحي".

وألقى المطران طرييه كلمة حيا فيها البطريرك الراعي، مثمنا زيارته التاريخية الى اوستراليا، كما حياالوفد البطريركي، وأثنى على خطوة انجاز المعرض، شاكرا التجمع المسيحي والمركز الماروني للدراسات، وقال:"كلما جئت الى دير مار شربل، أشعر وكأنني في بيتي".

تخلل الحفل عروضا غنية ولوحات من التراث اللبناني قدمها طلاب مدرسة مار شربل. 

وفي الختام، ألقى الراعي كلمة بالمناسبة جاء فيها:"بفرح كبير نلتقي معكم اليوم في هذه الأمسية في معهد مار شربل الذي عمره 30 سنة، وهنا أريد أن اتوجه بكلمة شكر باسم الكنيسة وباسم المجتمع الأوسترالي على تربية كل الأشخاص الذين يصقلون شخصياتهم بكل ابعادها الروحية والمدنية، من هنا من المدرسة يتهيء الوطن والمجتمع الأوسترالي واللبناني. أنتم بناة المستقبل تحملونه باندفاع وباستمرار، وإذ نحيي الرهبانية اللبنانية المارونية التي مضى على وجودها في هذه الرسالة 44 سنة وقد خرجت هذه المدرسة وأعطت رجال علم ودين، ومن مفاخرها أنها خرجت أسقفا راعٍ لأبرشية أوستراليا. فالمدرسة تفاخر بك يا صاحب السيادة كونها خرجتك أسقفا لهذه الأبرشية امتدادا لمسيرة عمرها 44 سنة. لقد شاء الله أن كل الآباء الذين ضحوا وعملوا في هذه المدرسة أراد الله أن يكللها باسقفيتك، حاملا بقلبك كل الذين مشوا مسيرة الدرب من رهبان ومن أبناء الرعية والمدرسة، إذ عملوا على تهيئتك لهذه الدعوة السامية. وأنت تحمل بقلبك الوفاء والاخلاص للجميع".

وشكر "طلاب المعهد الذين أدوا أغنتين ترددتا صباحا في مدرسة مار مارون ومساء في مدرسة مار شربل، الأولى بعنوان: " I am, you are, we are Australian ". وتوقف عندها بغصة، شارحا أبعاد هذا التعبير أنا أنا، وأنت أنت، وكلنا أوستراليون. وما يحذ بقلبي أن هذا لا ينطبق على واقعنا اللبناني اليوم. لقد عاش لبنان هذه الحقيقة مع البطريرك الياس الحويك، وفي الميثاق الوطني. أما اليوم في لبنان أصبحنا نعيش عكس هذه الحقيقة فاستبدلنا ال أنا أنا وأنت أنت وكلنا نشكل الوطن بأنا أو أنت، وهذه يجب محوها من قاموسنا، فما شهدناه بالأمس خلال الانتخابات الطلابية في جامعة سيدة اللويزة شاهد على أنا أو أنت".

أضاف: "المدرسة هي ال "نحن"، من هنا من دير ومدرسة مار شربل نرسل نداءنا إلى السياسيين والأحزاب ونقول لهم كفى أن تربوا أنا أو أنت. نطلب منهم أن يعيشوا هوية لبنان الحقيقية على مثال نشيدنا الوطني : "كلنا للوطن".

وتابع: "أما الأغنية الثانية فهي : "I Still Call Australia Home " أي "ما زلت أدعو أوستراليا بيتي"، ولبنان هو بيت لجميع اللبنانيين إلا أن العديد من اللبنانيين لا يعتبرون لبنان بيتهم فكل واحد له بيت خارجي وانتماء خارجي، لم يقبلوا بأن يكون لهم لبنان وطنا وبيتا".

وقال: "لقد نصت المادة 49 من الدستور اللبناني أن الرئيس هو رمز وحدة اللبنانيين، من هنا لا يمكننا أن نتكلم عن وطن دون رئيس. وأيضا نواب الأمة لا يريدون وحدة، إذ لا وحدة دون رئيس. فلا يمكننا الصمت، حيث كما قال البطريرك الحويك، البطريرك رمز وحدة الكنيسة ورمز وحدة لبنان فلا أحد ينكر هذا الواقع علينا، من هنا الصمت علينا حرام".

أضاف: "تكمل المادة 49 من الدستور أن الرئيس حامي الدستور ويقسم على الدستور، إذ لا رئيس دون دستور، ونحن لا نقبل بدولة دون دستور". وأمام إعلاء تصفيق الجمهور ووقوفهم في القاعة تابع غبطته بنبرة صارخة ومدوية قائلا: "لا يمكننا ولا مرة ولا ساعة أن نقبل على الوطن إلا أن يكون واحدا برئيس ضامن وحدته وبعمود فقري هو الدستور".

وأردف:"بعدم إنتخابنا رئيس للجمهورية، يعني نحن ننتهك القسم الرئاسي، وهذه جريمة بحق الوطن. إذ لا يمكن لدولة ولا ليوم واحد أن تكون دون رئيس، وخطورة هذا هذا الأمر ما دفعتنا إلى هذا الكلام".

وقال: "فالميثاق الوطني، المسلم والمسيحي أقاماه معا، ولبنان واحد أيضا لكل اللبنانيين، لا شرق ولا غرب. ولاؤه لا لأي دولة عربية كانت أم أجنبية، لكن ما نعيشه اليوم مغاير تماما عن الحقيقة، إذ لكل ولاؤه لغير الدول ما عدا لبنان".

وتابع: "ما يعيق إنتخاب رئيس اليوم هي دول الإنتماء والولاء ، إذ بدورها لم تعط بعد كلمة السر. وهذا كله مناقض تماما لمفهوم التعاون والصداقة، بحيث وحسب المبدأ والدستور لا يمكن لأي دولة أن تكون لها الأولوية واعتبارها الأولى، إذ كل الدول هي لها أولوية واحدة وهي الصداقة، ولبنان هو صديق للكل ومنفتح على الكل لم يقدر أن يدخل بمحاور إقليمية ودولية. رسالة لبنان هي الإنفتاح على الكل، يلتزم بكل القضايا دون أن يغلق الباب على احد، هو بتعاون وبشركة مع الكل".

أضاف: "المواطن الأوسترالي يعيش في بلد تعددي ثقافي يحترم الكل، من هنا وأمام العلن يعلن ولاءه أوستراليا بيتي وذلك علامة الشعور بالبيت وبوجود الدولة القريبة والحاضنة له، على عكس لبنان، إذ بإلغاء الآخر نصل"، مؤكدا أن لا أحد أكبر من لبنان والدستور، إذ يجب علينا جميعا أن نكون في خدمة الوطن ولا يمكننا العيش دون الآخر، وبصرخة قال تطلبون منا أن "نبق البحصة، رح نبقها" لأنها "خربت".

وبعودة إلى تحديد المجتمع اللبناني، صرح الراعي "أن المجتمع اللبناني بطبيعته مجتمع يحترم غيره وتعدديته، من هنا المطلوب اليوم من الساسة إحترام هوية مجتمعهم"،
لافتا الى "أهمية المحافظة على هوية لبنان وصيغته"، معلنا "أن الذين زارهم في أربيل قد حملوه رسالة عنوانها المحافظة على لبنان وإنتخاب رئيس"، مؤكدا "أهمية دور البطريرك"، مستشهدا بالبطريرك الدويهي، إذ قال "أن الذي يخون وظيفته يبطل أن يكون بطريركا. من هنا مثمنا هذا الموقف، معبرا "أن على البطريرك أن يقول الحق ولا يقبل أن يغير التاريخ وبخاصة الميثاقية، ويرفض أي مؤتمر تأسيسي بدوره أن يضرب الكيان اللبناني. لبنان يعيش بجناحيه المسيحي والمسلم، فلا نقبل بما يطرح اليوم تحت عنوان المثالثة والتي تعني ضرب الصيغة والتي نرفضها بكليتها"، معلنا "أنه مع المسلم والمسلم معه، والكل مع لبنان وليس مع المثالثة والمرابعة".

وبكلمة رجاء ختم كلمته متكلا على الأعمدة الأربعة والركائز الأربعة والذين هم "قديسو لبنان"، معلنا "أن لبنان للكل، وليس أنا أو أنت".

وفي نهاية الاحتفال، قدم الفنان مراد عصا للبطريرك محفورة من خشبة أرز في اوستراليا.
 

  • شارك الخبر