hit counter script
شريط الأحداث

أخبار محليّة

الشعار: طرابلس وفيّة لموقف الحريري ونبله

السبت ١٥ تشرين الثاني ٢٠١٤ - 07:10

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

أشاد مفتي طرابلس والشمال الشيخ مالك الشعار بالتعويضات التي خص بها الرئيس سعد الحريري المتضررين من أحداث طرابلس، مؤكداً أن «المدينة وفية لهذا الموقف ولهذا النبل». وشدد على أن «أهل طرابلس يكفيهم من الفخر أنهم مع الدولة ومع الجيش، ويكفيهم من الوطنية والاعتزاز أن المسلحين والإرهابيين لم يجدوا بيتاً يحتضنهم، أو شارعاً يتلقف حركاتهم».وقال في حديث لـ«المستقبل» أمس: «طرابلس مدينة صابرة وصامدة وعصية على الموت، كما أنها عصية على أية فتنة تدبر لها من الداخل أو من الخارج على حد سواء. إن ما حدث في المدينة الأسبوع الماضي من شأنه أن يقعد مطلق مدينة من المدن، ولو أن الناس يعلمون تاريخ أبناء هذه المدينة وإصرارهم على المضي بتثبيت أركان الوطن لأدركوا جلياً أن طرابلس لن يحترق فيها أكثر من الخشب ولن يدمر فيها أكثر من بعض الجدران والمحال والبيوت، أما الهمم وإرادة الحياة والقيم الوطنية والدينية والإنسانية فهي تزداد قوة وتجذراً، كما أنها تزداد صلابة ومنعة». وشدد على أن «طرابلس لن تستسلم لأية فتنة من الفتن»، آملاً أن يكون ما حدث فيها «زوبعة في فنجان، أو أمر عرضي ليس له رجعة باذن الله تعالى، لأن جل ما حدث في المدينة قادم اليها من الخارج، وفي الحالة الأدنى ليس من صناعة أبنائها، وإنما هو مفتعل ومستورد ومفبرك، ولذلك لن يجد له استقراراً أو حياة في المدينة».
وجزم بأن «الإرهاب والتطرف عناوين غريبة عن أبناء مدينتنا وثقافتها وقيمها وتدينها»، مشيراً الى أنه «كلما عرف الانسان دينه ازداد رفقاً، وصلابة بتمسكه بقيمه، وشجاعة وأنفة في مسيرة تحديات كل أنواع الفتن. هذه المدينة حمدت ربها لأن ما حدث فيها قاصر على الماديات، ولم يتناول قيمها أو دينها أو ثقافتها أو إرادتها أو عزيمتها على الإطلاق».

واعتبر أن «طرابلس اليوم كأمسها مرتبطة بتاريخها ومنطلقة الى بناء مستقبلها المبشر بالخير دائماً، والمرتبط بمسيرة لن تحيد عنها ألا وهي مسيرة الدولة والوطن ودعم الجيش والقوى الأمنية، لأن لبنان لا يقوم إلا بنا جميعاً، ولأن أهل طرابلس يمثلون الرافعة الأساسية لراية الوطن ومداميكه». وقال: «لقد أحزنني كثيراً مشهد الخراب والدمار لأنه حرب عبثية ليس لها من ضرورة على الإطلاق، ولكن إذا كانت هذه وسيلة القضاء على كل فتنة قادمة الينا، فنحن قبلنا ذلك وحمدنا الله تعالى وشكرناه على أن الموضوع قاصر على بعض الخسائر المادية والاقتصادية، وكل ذلك سيعوض، وسيكون بمقدور أهل المدينة أن يستعيدوه ثانية وثالثة».

أضاف: «طرابلس يكفيها من الفخر أنها وقفت مع الوطن والدولة والجيش، ويكفيها من الوطنية والاعتزاز أن المسلحين والإرهابيين لم يجدوا بيتاً يحتضنهم، ولم يجدوا شارعاً يتلقف حركاتهم. أعلن أهل طرابلس رفضهم لكل أنواع الإرهاب أو الخروج عن الدولة، أو حمل السلاح في وجه الجيش، هذا موقف بطولي ينبغي أن يذكره التاريخ كما يذكر استقلال لبنان». وتوجه الى كل وسائل الإعلام وأهل الرأي بأن «يكفوا عن تلك التهم التي توجه الى المدينة لتشويه صورتها وتاريخها ومحاولة إلباسها ثوباً غريباً عن ثقافتها وقيمها الدينية والوطنية والإسلامية»، معتبراً أنه «لم يعد من الجائز على الإطلاق أن نسمع سؤالاً ما هو موقف أهل المدينة أو ساساتها أو مرجعياتها من الإرهاب، أو ما هو موقفهم من الدولة أو الوطن أو الجيش؟، فلقد حسمت المدينة كل ذلك بموقف بطولي عندما احتضنت الجيش ووقفت معه داعمة ورفضت كل أنواع الإرهاب والتطرف والخروج عن الدولة».

وعن العشرين مليون دولار التي قررها الرئيس الحريري كتعويضات لأهالي طرابلس وباب التبانة، قال الشعار: «قالوا الولد سر أبيه، من عرف رفيق الحريري رحمه الله في مواقفه الوطنيه وفي عطاءاته واحتضانه لأبناء بلده خصوصاً مع كل ما يحدث في وطننا العربي، يدرك ويعلم أن ما يقوم به خلفه الرئيس سعد الحريري ليس غريباً عنه وليس مفاجئاً على الإطلاق، ففي الحديث الشريف «الولد سر أبيه»، ولقد ورث الأبناء سخاء أبيهم ووطنيته وحمل الرسالة التي حملها فقيد الوطن وشهيد العروبة والإسلام رفيق الحريري. هذا العطاء السخي ليس هو المحطة الأولى التي عبّرت عن مشاعر هذا الزعيم الشاب سعد الحريري وعاطفته ونبله».

وذكر بأن «أوضاع طرابلس لم تنتهِ منذ خمس سنوات إلا بمكرمة ندية من الرئيس سعد الحريري وصلت الى 12 مليون دولار مسح بها على جراح أهل التبانة والقبة وجبل محسن بالتساوي، والآن تأتي مكرمته الجديدة بعد مكرمته لأهل عرسال، وكم هذا الوطن بحاجة الى رجال يحملون المسؤولية ويتحسسون هموم أبنائه»، مؤكداً أن «هذه المكرمة السخية تعبّر عن شيء واحد هو أن سعد الحريري ابن طرابلس، وابن لبنان، وأنه جدير بالثقة والزعامة، لأن فكرة الزعيم في تصورنا الديني هو الذي يتحمل عن الآخرين، يتحمل عن شعبه وأهله ومحبيه، ولما قال الله تعالى «وأنا به زعيم»… أي كفيل، فالزعيم ينبغي أن يبرهن عن كفاءته لتحمل المسؤولية عندما يتكفل عن الناس أذاهم وحاجاتهم، والضر والمصاب الذي نزل بهم».

وتابع: «سعد الحريري ابن طرابلس كما أنه ابن الجنوب والبقاع، وابن كل لبنان. من موقعي الديني وبصفتي مواطناً لبنانياً من أهل طرابلس والشمال أوجه تحية كبيرة الى كل من ساند ووقف ومسح الجراح عن أبناء المدينة، ولعلي لا أبالغ إذا ذكرت بالتخصيص الرئيس سعد الحريري بتحية شكر وإكبار كبيرتين، ستكون طرابلس وفية لهذه المواقف ولهذا النبل، كما أنها تقول كلمتها اليوم وغداً، وكما أعلنت من قبل أننا مع الوطن والاعتدال والجيش واستقرار البلد ومع وحدة اللبنانيين جميعاً. نحن في طرابلس نعلن أننا مع اخواننا الشيعة ومع اخواننا المسيحيين ومع اخواننا بكل انتماءاتهم الدينية والمذهبية، ولو أننا نختلف في مواقف سياسية وتارة تتباين الآراء في مواقف ربما تكون مستغربة، إلا أن لحمتنا ووحدتنا الوطنية هما الدعامة الأولى لهذا الوطن، ولذلك لا يجوز أن تضعف أو تهتز». وأشار إلى أن «طرابلس تعلن هذا الموقف وستقول دائماً نحن مع مسيرة الخير، ومسيرة بناء الدولة والعودة الى الوطن، لكن ما نأمله ونأمل أن نراه يوماً، أن تستعيد الدولة عافيتها لتتمكن من احتضان سائر أبنائها».

ونوه بـ«الموقف الشجاع الذي اتخذته الحكومة بتخصيص ثلاثين مليار ليرة لبنانية كدفعة أولى لأبناء طرابلس والشمال»، موضحاً أن «من أتيحت له الفرص يدرك أن التبانة والأسواق القديمة تحتاج بالحد الادنى الى مئة مليون دولار من دون تردد. نعرف وضع الدولة والنكبات تتوالى، لكن عليها أن تشعر أهل طرابلس بأنها الأب والأم والراعي لهم».

  • شارك الخبر