وجهت نازك رفيق الحريري كلمة لمناسبة مولد الرئيس الشهيد رفيق الحريري، قالت فيها: "يا رفيق عمري ودربي، اليوم طويت من العمر سبعين عاما، وما زال عطاؤك مستمرا وراسخا، وإن اغتالوك بعمر الستين.
رفيق عمري الغالي، نلتقي اليوم، لإحياء ذكرى ولادتك العزيزة على قلوبنا جميعا والغموض يكتنف هذه المرحلة الحاسمة من تاريخ الشرق الأوسط والتاريخ العالمي، التي تسودها المواجهة بين التطرف والإعتدال.

أيها الأحبة، في مثل هذه الأوقات، يحضرني كلام لشهيدنا الكبير الرئيس رفيق الحريري "إننا أهل اعتدال، نؤمن بالله سبحانه وتعالى ونتمسك بحقوق الإنسان وبالعدالة والقانون ونسعى دوما إلى الإستقرار، والسلم الأهلي والعيش بأمن وسلام.
أيها الأحبة، كان الرئيس الشهيد رفيق الحريري يحذر - في كل محفل دولي - من أن الظلم يولد ظلما أكبر منه. وكان يدعو دائما إلى موقف موحد للأسرة الدولية يأتي بحل سلمي دائم وشامل يعيد الأرض لأهلها ويعيد الحق لأصحابه، ويبدأ حقبة جديدة من الأمن والإستقرار والازدهار.

أيها الأحبة، في ذكرى ولادة الرئيس الشهيد رفيق الحريري، الغالية والعزيزة على قلوبنا جميعا، فلتكن هذه رسالتنا له؛ أن نبني على إرثه الكبير، ونتمسك بالقيم والأفكار التي دافع عنها حتى الشهادة. والمطلوب منا اليوم أن نضع اليد باليد لنحافظ على تاريخنا الحضاري الطويل في التلاقي وحسن الجوار والعيش المشترك بين الأديان، في كنف العدالة والمساواة وفي ظل سيادة القانون وثقافة المحبة والتسامح.
أيها الأحبة، ولا يغيب عن البال في هذه المناسبة، شهداء الوطن الأبرار الذين منحوا لبنان حياتهم حتى يبقى عزيزا صامدا في وجه الأزمات والتحديات، وحتى يبقى حرا سيدا مستقلا شامخا شموخ أرزه. فالدعاء لشهدائنا جميعا بالرحمة ولذويهم بالصبر والسلوان.

أما جنودنا الأسرى الأبطال فندعو الله سبحانه وتعالى أن يفك ضيقهم عاجلا ويعيدهم إلى أهلهم وإلينا جميعا بصحة وعافية، إن شاء الله. ويبقى الدعاء أن يعجل الله عز وجل بكشف الحقيقة واستقامة ميزان العدالة للرئيس الشهيد رفيق الحريري ولسائر شهداء الوطن.
ولرفيق العمر والدرب في ذكرى ولادته الغالية، كلمات حنين واشتياق وتوق الروح لأيام جميلات سكن القلب فيها ضياء الأمل وآنس نور الوجود فتبسمت العين على وقع صور تتلو عمرك الذي لا يطويه النسيان.

والرجاء بأن يظل طيب ذكراك ملتقى لنا مع الأحبة على الخير والمحبة، بإذن الله".