hit counter script
شريط الأحداث

مجتمع مدني وثقافة

محاضرة في الجامعة الاسلامية عن الامام الحسين

الجمعة ١٥ تشرين الأول ٢٠١٤ - 14:10

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

 ألقى مدير الوحدة البحثية في الجامعة الاسلامية في لبنان الدكتور علي محسن قبلان محاضرة، في ذكرى عاشوراء، في قاعة الاحتفالات في الجامعة بعنوان "الامام الحسين قيمة إنسانية كبرى"، في حضور رئيس الجامعة الدكتور حسن الشلبي وأمينها العام الدكتور عباس نصرالله وعمداء الكليات وأساتذتها والطلاب ومهتمين.

وقال المحاضر: "ان الامام الحسين هو صاحب شخصية تعددت جوانبها واتسعت آفاقها فتمثلت بها كل العناصر التي تصنع بطولات التاريخ ومعجزاته، بكل ما في البطولة من عزة وعظمة واستشهاد ونضال وفداء وقوة. فحين نظر الامام الحسين الى الواقع المتخلف المتردي، ورأى الى انهيار المجتمع من جذوره، نظر الى الأشياء بفكر ثابت وعينين نقيتين، وأعلن احتجاجه على روح العصر بالقول والفعل، فنهض واستنهض الهمم طالبا الاصلاح في أمة جده. ولقد أوجد استشهاد الامام الحسين منبها لضمير الأمة وضابطا لتصرفات بعض الحكام في ما بعد. وقدم الدليل الحي على أن الروح اذا ارتفعت الى الله سبحان غدت بزهدها وترفعها أعظم قوة تهز عروش البغي وتوجه أحداث التاريخ. فالانتصار ليس وقوع الدنيا بأيدي بعض الفاسدين والحاقدين، وانما هو انتصار المبادئ على الرغم من الاندحار الظاهري".

واكد "أننا اليوم نحتاج الى ما بعد الدهشة والفجيعة لنعالج جراحاتنا بعمق، ونرتفع بالحقائق ونلتزمها الى ما فوق أحزاننا. كما أننا مطالبون بأن نعيد الى فعل الالتزام بريقه وصدقيته حتى نسمو بالمعاني الانسانية في فضاء الحرية المستعصي على الاعتساف والتسلط. فالانسان أعظم من السماوات والأرض، لأنه حرية ودعوة ورسالة وامكان تحقق ومشروع. ومن أجل هذا الانسان قام الحسين بثورته".

وأبرز "أهمية استلهام سيرة أبي عبدالله بأبعادها الدينية والانسانية والاجتماعية والسياسية، في المواقف المصيرية كما في توجيه الفكر وتحديد أطره العقدية"، واضاف: "هذا الاستلهام يدفعنا الى التفكر في واقعنا والاندفاع في طريق الخير والنور الذي رسمه لنا الامام الحسين.

واضاف: "في وقت نحن في أمس الحاجة الى الاحتفال بذكرى عاشوراء لما في ذلك من اصرار على تخليد ذكرى الشهداء، يجب أن نعمل جاهدين على اثبات أصالة هذه المراسم الاسلامية، فنقدمها الى الآخرين في اطارها الاسلامي الحضاري الانساني المشع، كي ندحض الافتراءات التي تبثها القوى المعادية للاسلام بين بسطاء الناس، والتي تهدف الى تعميق الشرخ بين المسلمين ليتدخلوا في القشور على حساب عقيدتهم ووحدتهم، وحتى لا يبقى الكثيرون وخصوصا بعض الكتاب المعاصرين ضحية تلك التراكمات الخبيثة من الافتراءات والمخططات التي أخذت موقعها الفاعل عبر المراحل التاريخية الماضية.
واليوم وبعدما أصبحت وسائل الاعلام المكتوبة والمسموعة والمرئية رفيقة كل انسان على سطح هذا الكوكب، أصبحت المسؤولية مضاعفة وخطيرة، وأصبح لزاما علينا وعلى أصحاب الشأن خصوصا إعداد العدة لهذه المسؤولية وتحملها".

واقترح "انشاء مراكز متخصصة في الدراسات الاسلامية وتعميمها واغنائها بالمؤلفات والمراجع والدراسات المعمقة والقيمة التي تقف في وجه الشبهات ومحاولات التحريف والبدع وأصحابها، والافادة من كل الطاقات البشرية المؤمنة الملتزمة والمنفتحة على تراث الآخرين وحضاراتم وقيمهم، واغناء الحوزات والمدارس الدينية بالمناهج الجادة والمنتجة، والافادة القصوى مما هو متاح لنا من وسائل اعلامية لنقدم الى الآخرين الصورة المشرقة عن الاسلام، واعطاء المحطات المشرقة في تاريخنا وعلى رأسها ثورة الامام الحسين حقها من الاحياء والتكريم باعتبارها أهم مدرسة في التضحية والجهاد والافادة من احياء واقعة كربلاء ببلورة مفهوم التشيع وعرضه للآخرين بصورته الهادفة الجادة الملتزمة، كي نثبت لهم أن احتفالنا بعاشوراء ليس مجرد حركات وتقاليد ايقاعية، بل هو للتعبير عن التمسك بالمبادئ والقيم الإنسانية".
 

  • شارك الخبر