hit counter script
شريط الأحداث

وليد جنبلاط ولذّة المبتدئين

الجمعة ١٥ تشرين الأول ٢٠١٤ - 06:16

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

لا يهمّ توجّهك السياسيّ. لا يهمّ إن كنت تحبّ وليد جنبلاط أو تكرهه. كن خصمه، سمّه رجل المواقف المتقلّبة، اشتم إرثه الإقطاعيّ ما شئت، لكنّك لن تستطيع إخفاء إعجاب، ولو خجول، بتغريداته. أو هذا أقلّه ما استطاعت تغريدات حساب «البك» الأولى، رسمه في ذهني حتّى الآن.
يحلّ جنبلاط ضيفاً لطيفاً على «تويتر»، يغرّد بعفويّة متوجّهاً إلى كلّ مغرّد على حدة ومحاولاً الإجابة على أسئلة المغرّدين المتنوّعة التي تدخل في السياسة والمجتمع والأسئلة الشخصيّة أيضاً. ولذلك فالكثيرون ما زالوا يشكّكون في هويّة المغرّد الجديد الحقيقيّة. وبالرغم من تأكيد جنبلاط لـ«السفير» أنّه ينشّط الحساب بنفسه، ما زالت فرضيّة أن يكون أحدهم قد انتحل شخصيّته على «تويتر»، قائمة من وجهة نظر الكثيرين. فكلّ شيء يجوز، والأقنعة مريحة في زمن السوشل ميديا.
حتى الآن، لم يتعامل جنبلاط مع «تويتر»، كمنبر للتصريحات الرسميّة. لا يتقيّد رئيس «الحزب التقدّمي الاشتراكي» بتعليمات وكالات العلاقات العامّة، عن كيف ومتى وماذا يصحّ تغريده. لا يدير مكتبه الإعلاميّ الحساب، بل هو بنفسه. جنبلاط هنا إذاً، وليد، بهاتفه الشخصيّ ووجوه «إيموجي» الضاحكة والساخرة، مبتدئ يكتشف فضاء «تويتر». يحبّ وليد كلبه «أوسكار»، وهو مهتمّ بالفنّ والسينما، مقدّر لعبد الناصر، قارئ نهم ومتابع للصحف العالميّة، إضافة إلى اهتمامه بالسياسة: هكذا يظهر لنا. يفلت من قيود ترتيب الكلام وقواعد الإنكليزيّة والفرنسيّة. يسمح لنفسه بالخروج عن رسميّات حديث الشاشات والصحف وإخراجها المنمّق.
ولكن لمَ أجدني أعطي أعذاراً لجنبلاط، في وقت لم يكن يجذبني مغرّدون آخرون، يعتمدون أسلوباً مشابهاً له؟ لمَ أجد نفسي متسامحة مع عدم تغريده باللغة العربيّة واستخدامه لبعض العربيزي في جمله؟ هل هو أسلوب الساسة اللبنانيّين على موقع التدوينات القصيرة الذي يحمل ما يكفي من التكلّف والتزيّف والفوقيّة، ما يجعلني أتحفّظ عن متابعة أحد منهم؟ ربّما. فهم إن غرّدوا، يبدون متوجّهين لجمهور منصّات تقليديّة، ولا يسعون لمناقشة ما لا يخاطب ربطات عنقهم. بعضهم حاول سابقاً تخصيص جلسات تفاعل مباشر مع المتابعين، لكنّها كانت تتحوّل في كثير من الأحيان إلى حملات تبادل قصف افتراضيّ بين مؤيّديهم ومعارضيهم. اختفت مبادراتهم لمخاطبة المتابعين أصلاً.
«وليد بك» من الناس، من دون شارة التوثيق الزرقاء الفخمة، ابقَ هنا، غرّد مثلنا، وكن أحد أصدقائنا الافتراضيين.


الأكثر رواجاً على «تويتر»
تحوّل انضمام وليد جنبلاط إلى «تويتر»، إلى ما يشبه القنبلة التي تردّد صداها على جدران معظم اللبنانيين الناشطين على الموقع. وبعد ساعات على التأكّد من هويّة صاحب الحساب الرسميّة، تضاعف عدد متابعي جنبلاط بسرعة فائقة، ليبلغوا خلال يومين أكثر من 8 آلاف، مرجَّحين للتزايد بكثرة.
رحّب المغرّدون بضيفهم الجديد، عبر وسم «وليد جنبلاط بيناتنا» الذي تصدّر لائحة الوسوم الأكثر رواجاً على «تويتر» في لبنان لأكثر من ثلاثين ساعة متواصلة. وكتب أحد المغرّدين عبره: «شعرت أنّ وليد بك جالس بقربي، يفقّي بذر صغير». وأضاف آخر: «الله يسامحك يا وليد بك، أبي صار بدّه يعمل حساب على تويتر حتى يتابعك».
خصّص جنبلاط معظم تفاعله للتواصل مع الصحافيين ومراسلي وسائل الإعلام الأجنبيّة في لبنان، وتبع عدداً من الصحافيين ومراسلي القنوات التلفزيونيّة اللبنانيّة الذين راحوا يتبادلون التهاني بحصولهم على «فولو» من «وليد بك».

رنا داود- السفير
 

  • شارك الخبر