hit counter script
شريط الأحداث

خاص - ملاك عقيل

الميثاقية... موضة

الجمعة ١٥ تشرين الأول ٢٠١٤ - 06:09

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

العام 2005 عاد ميشال عون من المنفى. تسونامي "الجنرال" أربكت يومها حسابات الجميع. ارتعب "البيك"، وتوتّر الثنائي الشيعي، ودبّ الصوت في "تيار المستقبل".
شعور طبيعي، ربما، لمن تعوّد وضع اليد على ما ليس له. فتحت صناديق الاقتراع لتبرّر لاحقا هذا الكمّ من الهواجس التي سكنت القلقين من زعامة آتية من نضال وغربة وليس من بيوتات الوراثة السياسية.
نال ميشال عون أكثر من 70% من الصوت المسيحي الصافي. لكن يومها لم تكن الميثاقية دارجة وعلى الموضة، تماما كما لم تكن كذلك عام 92.
يومها روّج رأس الكنيسة المارونية البطريرك نصرالله صفير لحملة ضد الانتخابات بوجود جيش محتلّ على الاراضي اللبنانية. الاغلبية الساحقة من المسيحيين رفضت التوجّه الى صناديق "التعيين"، لكن القوى السياسية اقترعت بدم بارد، من دون أن يرفّ لها جفن "الميثاقية".
العام 2005 خرج الجيش السوري من لبنان وعاد ميشال عون من منفاه، في ظل تركة ثقيلة جدا من التهميش المسيحي المنظّم في المجالس النيابية المتعاقبة، في التعيينات، في الادارات العامة... لكن استحقاق العودة لم يغيّر شيئا في الصورة بعد فرز صناديق الاقتراع. يومها لم يكترث الميثاقيون للغة الارقام ومعنى ان يحصد ميشال عون 72% من الصوت المسيحي بوجه تحالف رباعي ركّب ضدّه على عجل.
فنسبة التمثيل المسيحي غير المسبوقة انعكست إمعانا في التهميش وتجاهلا لواجب ترجمة الميثاقية بحذافيرها، فبقي "الجنرال" مع عسكره خارج الحكومة التي تألفت بعد الانتخابات بالتعاون مع بعض رموز النظام السوري.
"الميثاقيون" عادوا وحملوا الشعار "المغيّب" يوم طرح ميشال عون مشروع اللقاء الارثوذكسي الانتخابي على طاولة النقاش. قامت القيامة ولم تقعد لافتقاد القانون المقدّم برأيهم لمعاني العيش المشترك والميثاقية! وفق منطقهم "لا ميثاقية في انتخاب المسلم لمسلم، لكن كل الميثاقية في انتخاب المسلم عن المسيحي!
وكما فعلها العماد عون قبل أكثر من عام حين قال لجبهة الممانعة "أعطوني اي قانون انتخابي يؤمّن المناصفة (وليس بالضرورة المشروع الارثوذكسي) وأنا أمشي به"، فإنه اليوم في الموضوع الرئاسي يطبّق المبدأ نفسه "انا اليوم الاكثر تمثيلا للمسيحيين والاحق برئاسة الجمهورية، تماما كما القاعدة المطبّقة لدى الطائفتين السنية والشيعية بوجود الأقوى على راس السلطة. فإما نعتمد معيار التمثيل، أو المعيار التوافقي أو... المداورة".
في خلفية هذا المشهد ما يدفع رئيس "تكتل التغيير والاصلاح" اليوم الى رفع الميثاقية المسيحية بوجه الميثاقية السنية التي يتمسّك بها الرئيس نبيه بري لتبرير السير بالتمديد لمجلس النواب للمرة الثانية.
لكن مسار الأمور يشي بتركيبة، بدأت تتبلور ملامحها بإعلان النائب سليمان فرنجية مشاركته في جلسة التمديد، وتصبّ في إطار تأمين الصوت المسيحي الكافي لتمرير تمديد من دون مقاطعة مسيحية شاملة له. كما ان الحركة الناشطة مسيحيا بين الرابية ومعراب وبكفيا ترسم خارطة طريق المواجهة "الناعمة" للتمديد في الجلسة المحدّدة لإقراره.
عمليا، حاول عون الضغط باتجاه باقي القوى المسيحية لرفض التمديد، وتكوين مشهد مسيحي مواجه لهذا الخيار طارحا تساؤلات مشروعة حول سبب الكيل بمكيالين، ورافضا تحميل المسيحيين مسؤولية الفراغ في حال عدم بتّ اقتراح قانون "تطويل عمر" مجلس النواب، لكن ميشال عون نفسه عاد ورضخ للامر الواقع "لا انتخابات نيابية الان، وهلق رح يتمدّد للمجلس".

 


 

  • شارك الخبر