hit counter script
شريط الأحداث

باقلامهم - د. ريتا الصياح نعمة

نصب تذكاري لكل عسكري شهيد

الخميس ١٥ تشرين الأول ٢٠١٤ - 01:38

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

قلبه بيده، صورة أمه بقلبه، قلبه على ولده، اصبعه على الزناد، وعينه على العدو...هكذا يدافع عنا، عن شرفنا، عن أبسط حقوقنا، عن وجودنا. قليلة عليه كلمة "بطل" ، فهو يموت فدانا، فدى هذ الوطن. ولكن أي وطن ؟ فالوطن لم يعد جامعًا. منهم من حاولوا الانقلاب على مؤسساته ، ومنهم من حاولوا تحطيمه معنويًا. منهم من ادعوا الخوف عليه وعلى جيشه ، فاختبأ وا وراء نفاقهم.
يستشهد بطل من بلادي، يؤدي واجبه الى ما بعد الواجب، يُنحر ويُقتل ويُهدد ولكن لا ينكسر، لأنه ببساطة وُلد من رحم أمه شهيدًا. أراد أهله أن يزفوه عريسًا، فودعوه باكرًا، باكرًا جدًا. أراد ولده أن يكبر وسنده الأغلى الى جانبه، فلم يُسمح له بذلك. ماذا سنقول لهذا الصبي المكسور؟ من قتل والده؟ لماذا استشهد والده؟ من هو العدو؟ ما هي جنسيته؟ ما هو لونه؟ ما هو دينه؟ ما هي عقيدته؟ أهو شبح؟ المحزن أن لا أحد يجيب، مع أن الكل يعلم الحقيقة كاملة.
من يراه شامخًا، متجهًا نحو عين العاصفة، قلبه بيده، والدمعة بعينه... فليكن على يقين أنها دمعة بطل صمم على بذل المستحيل من أجل بلاده... هي فقط دمعة على أم ستبكيه وابن سيشتاق اليه، على وطن لم يعرف قيمة تضحياته، على وطن يخسر معركة تلو الأخرى، على شعب تغنينا يومًا بحبه للحياة ، فأصبح غير معني بما يدور حوله، غير معني بطريقة مخيفة. فباتت أخبار الجندي المخطوف أو المستشهد من الأخبار اليومية، العادية، أخبار متناقلة في الصالونات. "عيب" أن تبقى البرامج التلفزيونية والاذاعية على حالها، من رقص و"فقش" وغناء ودراما وكوميديا، والسكين على رقبة هذا الجندي الباسل.
عندما تكون البذلة العسكرية مهددة، يكون الكيان أجمع بخطر. مخطىء من يعتبر أن التهديد الارهابي بعيد عنه،. فالبلد صغير، والقلوب خائفة، وبعض النفوس ضعيفة.
كي لا ننسى من دافع عن وجودنا... لكل عسكري روى تراب لبنان بنقطة من دمائه، نصب تذكاري. فقدنا الغالي، والذكرى هي كل ما بقي لنا منه.
 

  • شارك الخبر