hit counter script
شريط الأحداث

"آلهة تنفخ القوة" في طاويين صينيين عبر طقوس تطهير معقدة سكاكين وقضبان اخترقت الوجوه، الدم تطاير.. والنشوة تأججت!

الثلاثاء ١٥ تشرين الأول ٢٠١٤ - 06:57

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

"ما ان تحضر الآلهة، حتى لا نعود نشعر بأي شيء"، يؤكد "جامبن ديبوك"، بعدما ثقب بقضيب معدني خدَّي احد المشاركين في مهرجان "فوكيت" النباتي في تايلند، وهو طقس ديني "طاوي"، ركيزته اخضاع الجسد لتشويهات تكفيرية. قبل ان يضع في يديه قفازات الكاهن البلاستيكية البيضاء، خضع بنفسه لمراسم التطهير إياها، وهي مراسم ضرورية للاقلية الطاوية المهمة ذات الاصول الصينية، والتي تعيش في "فوكيت"، الجزيرة السياحية جنوب تايلند.

"لا أشعر بأي ألم. الامر ليس مؤلماً"، يقول "جامبن" (49 عاما)، رغم الندوب التي شطّبت وجهه. على غرار مئات المشاركين في المهرجان الذي اختتم الخميس 2 تشرين الاول 2014، يؤكد انه يتمتع، في اثناء الطقس، بقوى تنفخها فيه روح الآلهة الصينية المستحضرة. غير ان بعض الاتباع لا يسعه سوى الصراخ وجعاً عندما تخترق الشفرة لحمهم.
بعضهم يذهب الى حدود التباهي بادوات مدهشة، في أثناء مسيرات دينية تجوب شوارع مدينة "فوكيت": أحدهم يعرض "برج ايفل" من صنف التذكارات المبيعة للسياح في باريس، وكان غرز جزءه الاعلى في لسانه. ثان يمرّر مقبض مجرفة من خد الى آخر... من نحو 200 عام، تتكرر تلك الطقوس في "فوكيت"، بتنظيم المجتمع المحلي الصيني من العام 1825. وفقاً للأسطورة، بدأ كل شيء مع فرقة أوبرا صينية شفي اعضاؤها من الملاريا، بعد اعتمادهم نظاماً غذائياً نباتياً صارماً. عند انطلاق المهرجان، سار مئات المؤمنين بملابس بيضاء، في عرض، متلقين بركة جموع محتشدة. "هذا يدل الى سلطة المؤمنين، فهم يتلقون الألم نيابة عن الآخرين. وهذا يخلص مجموع التلاميذ من سوء الحظ"، يقول رئيس معبد "جوي توي" تيرافوت سريتولاراك.
خلال طقوس معقدة للتطهير، يمتنع الاتباع عن تناول الكحول واقامة العلاقات الجنسية، ويعذبون اجسادهم، تحت عدسات مصورين تجهّز بعضهم بأقنعة واقية وبدلات لحماية أنفسهم من رذاذ الدم المتطاير. معظم الاتباع هم من الرجال. غير ان بعض النساء يقدمن على الخطوة، خلال هذا العرض الذي "يتمايز" في هذا المنتجع الشعبي المقدَّر لدى السياح الأجانب.
عند هبوط الليل، يُمَدُّ جمر مشتعل على الأرض. في تلك الساعة، يدخل الزعماء الدينيون في نشوة، ويبدأون بالركض او المشي (حفاة) على الجمرات، قبل ان يحذو الاتباع الاكثر جرأة حذوهم. "عندما ركضت على الجمر، لم يكن ذلك حارا إطلاقا. كان لدي شعور بأن الآلهة تحميني،" يروي شاوواريت اتاتهام (29 عاما)، عقب مروره على سجادة سميكة من الجمرات المتوهجة. "عليك أن تتبع القواعد، ان تنفذها بصدق. يجب أن تكون نقيا جدا"، يصرّ على القول، مشيرا الى "القوة الذهنية" الضرورية للقيام بالتضحية، والتي يجب عدم تخفيفها بتناول المخدرات.
وفقا لهيئة السياحة في تايلند، يجذب المهرجان الى "فوكيت"، خلال ايامه الـتسعة، نحو 300 الف زائر إضافي. أغلبية الزوار سياح آسيويون، ماليزيون من أصل صيني، وأيضا صينيون، أو من سكان سنغافورة وتايوان.
عديدون ايضا التايلنديون الذين يتوجهون الى "فوكيت"، على غرار "ساكشان بونغتهيباراك" الذي جاء الى العرض مع ابنته البالغة 7 اعوام. "انه مثير وممتع. انها معجزة"، يقول، فيما كانت المفرقعات النارية تتفجر عند مرور موكب يضمّ رجالا اخترقت شفاههم وخدودهم فؤوس ورماح وسكاكين أخرى. "بعضهم مدهش. ومن دون اي إساءة، لا أستطيع ان اتحمل" مشاهدة ذلك، تقول السائحة الايرانية سميرة هاليه (32 عاما)، وهي تشيح بنظرها عند مرور المُضَحَّى بهم.
 

  • شارك الخبر