hit counter script

أخبار محليّة

البطريرك الراعي: الأولوية عندي انتخاب الرئيس أما التمديد فلا يعنيني

السبت ١٥ تشرين الأول ٢٠١٤ - 20:27

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

 وزع المكتب الإعلامي في الصرح البطريركي في بكركي، بيانا عن النشاط الكامل للبطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، في اليوم الثاني من زيارته لسيدني في أوستراليا، والذي استهله بلقاء مع أساقفة وممثلي الكنائس الشرقية في أوستراليا، عقد في بيت مارون في سيدني.

بدأ اللقاء بكلمة لرئيس مجلس الأساقفة الشرقيين في أوستراليا ونيوزيلندا، راعي أبرشية الروم الكاثوليك المطران روبير رباط الذي رحب بالبطريرك الراعي، قائلا: "إن الكنيسة كتبت بدماء أبنائها قصة حب الله"، متمنيا أن "يبقى غبطته رأس حربة لوحدة الكنيسة".

ورد غبطته بكلمة طالبا من الأسرة الدولية "وضع حد للحروب التي أصبحت أهدافها واضحة وهي مصالح سياسية واقتصادية وتجارة سلاح"، مشددا على "ضرورة وضع حد لدعم الحركات الأصولية والإرهابية ووقف تغذيتها بالسلاح". وحث الدول "التي تسهل مرور المرتزقة والتنظيمات الأصولية إلى أماكن القتال" على "وضع حد لهذه الاعتداءات".

ودعا المسيحيين في العالم، وبخاصة في لبنان إلى "عدم الخوف لأنهم مواطنون أصليون وأصيلون في هذه البلدان وليسوا أقليات"، لافتا إلى أن "الشرق الأوسط اليوم في أمس الحاجة إلى سماع لغة الإنجيل، لغة المحبة والعدالة والسلام، والتي تحترم قدسية الحياة البشرية على عكس اللغة التي نسمعها اليوم، لغة القتل والتدمير".

وختم "لا يوجد أي مبرر لعدم انتخاب رئيس جديد للجمهورية في لبنان"، لافتا إلى أنه "كما لا تقبل أي دولة ألا يكون لها رئيس، نحن أيضا لا يمكننا أن نقبل لسبب أو لمخطط أو لتدبير ما، أن يتعود اللبنانيون ألا يكون لديهم رئيس مسيحي، أو أن يعيشوا من دونه"، مشددا على "ضرورة أن يتحمل المجلس النيابي مسؤولياته الخطيرة والمشرفة في انتخاب رئيس جديد".

ثم التقى البطريرك الراعي ممثلي الطوائف الإسلامية في أستراليا، وشارك في اللقاء مفتي المسلمين في أستراليا ابراهيم أبو محمد، ممثل دار الفتوى اللبنانية الشيخ مالك زيدان، رئيس جمعية المبرات الخيرية في استراليا الشيخ يوسف نبها، معتمدا الطائفة الدرزية في أستراليا الشيخ نجيب الباقي وملحم عساف.

وقد انضم لاحقا الى لقاء الصلاة ومائدة الغداء الرؤساء العامون للرهبانيات اللبنانية المارونية، الرئيسة العامة لراهبات العائلة المقدسة المارونيات، وعدد كبير من الكهنة والرهبان والراهبات، وفي حضور الصحافة المحلية والعالمية واللبنانية.

وإثر اللقاء، صدر بيان مسيحي إسلامي مشترك، جاء فيه: "بمناسبة زيارة غبطة البطريرك الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي الكلي الطوبى إلى أوستراليا، وجه سيادة راعي أبرشية أوستراليا المارونية المطران أنطوان- شربل طربيه السامي الإحترام دعوة إلى أساقفة وممثلي الكنائس الشرقية ورؤساء الطوائف الإسلامية في أستراليا إلى لقاء مشترك مع غبطته في بيت مارون - دار المطرانية المارونية، وذلك يوم السبت 25 تشرين الأول 2014، تخلله تعارف وتبادل للكلمات، واختتم بصلاة مشتركة مسيحية -اسلامية وحفل غداء على شرف غبطته والمدعوين".

وهنأوا فيه "غبطة البطريرك مار بشارة بطرس الراعي الكلي الطوبى بوصوله سالما إلى أستراليا مع الوفد المرافق"، وتمنوا لغبطته وللوفد المرافق "اقامة سعيدة وزيارة مثمرة".

وشكروا "المطران أنطوان - شربل طربيه السامي الإحترام، ومعاونيه على الجهد المتميز في العمل على هذا اللقاء الأخوي المثمر والتاريخي في بيت مارون، هذا المكان المبارك".

ثم رفعوا معا صلاة مشتركة من أجل السلام في لبنان وسوريا والعراق ومصر وفلسطين وجميع بلدان الشرق الأوسط والعالم، مجددين "التزامهم بالعيش المشترك المسيحي - الإسلامي، ووحدة الشركة والمحبة بين أبنائهم وبناتهم جميعا".

وأعلنوا "تمسكهم بالحوار والصلاة أساسا لمعالجة الإختلاف وصون حرية الإيمان والعبادة، وبأنه لا توجد أي قضية على حساب كرامة الإنسان الموهوبة من الله تعالى وحقوقه، فالسلام هو الهدف الاسمى لكل إنسان مؤمن بالله"، مشددين على "رفضهم مبدأ الاستقواء واللجوء إلى العنف".

ونددوا ب"عمليات التهجير الإرهابي للمسيحيين والمسلمين والأقليات، بخاصة في سوريا والعراق وفلسطين، وباصحابها الخارجين عن تعاليم الدين والمتمردين على حرمة الأوطان وحقوق الإنسان"، مذكرين ب"أن الشرق يكون ويستمر بتعدديته المميزة، خصوصا بمسلميه ومسيحييه معا، أو لا يكون".

وأعلنوا "تضامنهم مع أبنائهم وبناتهم المهجرين من بيوتهم وأرزاقهم، الذين يواجهون صعوبات حياتية كثيرة، خصوصا على أبواب فصل الشتاء"، شاكرين الحكومة الأسترالية وباقي الدول على "مساعداتها"، مطالبين المجتمع الدولي والحكومة الأسترالية ب"زيادة حجم المساعدات للمهجرين ورعاية حاجاتهم".


ونوهوا ب"الدعم على أنواعه الذي خصص لهاذا الغرض، من قبل عدد كبير من المؤمنين المسيحيين والمسلمين، ومن ذوي النيات الحسنة في أستراليا"، وشكروهم على "سخائهم".

وأكدوا أن "المسيحيين والمسلمين المشرقيين في أستراليا، الذين تجمعهم ثقافة مشتركة، هم مواطنون متساوون في الحقوق والواجبات، ومشاركون أساسيون في نسيج المجتمع الأسترالي، وقادرون معا على بناء، ومواكبة الحضارة الإنسانية بكل قيمها وأخلاقها"، آملين أن "يحافظ إخوانهم في أوطانهم المشرقية على حضارتهم وتاريخهم الذي بنوه معا".

وتوجه الأساقفة وممثلو الكنائس الشرقية مع الرؤساء العامين ورؤساء الطوائف الإسلامية ب"عاطفة الشكر إلى البطريرك الراعي، وإلى المطران طربيه على استضافتهما الكريمة لهم في بيت مارون"، وحملوا الراعي "أمانة الصورة المشرقة والمشرفة للعيش المشترك، وشراكة المحبة بين المسلمين والمسيحيين في أستراليا".

وبعد الظهر التقى الراعي وفودا شعبية وحزبية لبنانية، زارته في مقر اقامته في دار المطرانية المارونية في سيدني، فأمل امامها ان "يستعيد لبنان عافيته بشفاعة قديسيه واستحقاقات آلام أهله ودم شهدائه" داعيا إلى أن "نكون على مستوى تضحيات اجدادنا واهلنا، الذين تركوا لنا وطنا نفتخر به، ويشكل رسالة نموذجية للعالم".

وإذ اكد "عدم السكوت في موضوع عدم انتخاب رئيس جديد للجمهورية"، قال: "اننا نعمل مع كافة البطاركة والاطراف المعنية والفاتيكان وسفراء الدول المؤثرة، على تسهيل عملية انتخاب الرئيس، وفي الوقت ذاته نرفض ان تفرض اي جهة خارجية علينا اسم الرئيس".

وامام وفد من اقارب عائلة الشهيد اللواء وسام الحسن شدد الراعي على "ضرورة تضامن اللبنانيين، وتعميق وحدتهم، التي تبقى الكفيلة للانتصار على التحديات الراهنة"، مقدرا للعائلة "حجم الشهادة التي قدمتها في سبيل لبنان".

واعتبر امام وفد بلدة دير الاحمر ان "بلدات الاطراف تشكل سياجا للوطن"، مؤكدا ان "ما يحمي لبنان هو اصالة اهله وعنفوانهم"، مشددا على "ضرورة الصمود لكي نجتاز العاصفة التي تمر بنا في هذه الايام".

كما استقبل الراعي وفدا من "تيار المستقبل" نقل اليه "تحيات الرئيس سعد الحريري، والامين العام للتيار احمد الحريري"، وسلمه باسمه هدية تذكارية عبارة عن كتابين عن الارض المقدسة، يتضمنان صور معابد وكنائس الارض المقدسة.

والقى منسق دولة استراليا عبدالله المير كلمة الوفد، جاء فيها: "نفرح معا ونحزن معا، لكن همنا المشترك حال لبنان، الذي نأمل الاطمئنان اليه من غبطتكم، لا سيما ان الجميع يعلم ان لا حياة لجسد من دون رأس"، سائلا "فكيف تكون جمهورية من دون رأس؟".

أضاف "زيارتكم بركة لاستراليا عموما، وللجالية اللبنانية خصوصا، ونأمل ان تنجح لان ذلك نجاحا للبنان ولكل اللبنانيين، على امل ان نعود جميعا الى لبنان، ونزوركم في بكركي كما نزور رئيس الجمهورية في بعبدا، فيكتمل نصاب الجمهورية، ويكتمل املنا بلبنان معافى سيدا حرا مستقلا".

من جهته رد الراعي بكلمة شدد فيها على "التواصل المستمر مع تيار المستقبل، الذي يحمل همين، الاول: الفراغ في موقع رئاسة الجمهورية، والثاني: الخوف من الفراغ الذي قد يلحق بالمجلس النيابي".

وقال: "وهذا ما حمله لنا خلال لقاءاتنا في باريس وفي روما دولة الرئيس سعد الحريري، ونحن نشاركه في ذلك. وقد اشار لنا الى ان التمديد للمجلس النيابي اصبح امرا واقعا، على الرغم من سعيه الى تجنب هذا الامر..وقد سعينا معا كثيرا لتجنب الوقوع في الفراغ القاتل".

أضاف "من جهتنا جددنا موقفنا، ونجدده اليوم، وهو الدعوة الى انتخاب رئيس جديد للجمهورية قبل اي شيء آخر"، سائلا "اذا كان باستطاعة النواب عقد جلسة للتمديد فلماذا لا يلتئم المجلس لانتخاب رئيس؟"، مشيرا "فالاولوية عندي هي انتخاب الرئيس، اما التمديد فهو لا يعنيني، ويكفي انتهاكات ومخالفات للدستور تحت حجة الضرورة".

وأسف ان "تقوم حملة في الاعلام لتعكس مناخا مغايرا لجو اللقاء، فالرئيس الحريري قال بنفسه بعد اللقاء، وامام الاعلام، ان الاولوية عندي هي انتخاب الرئيس، وهذه هي الحقيقة. اما الكلام عن انني برفض التمديد اقبل بالمجهول او بالخراب، فهذا كلام في غير محله. لان مطالبتي بانتخاب الرئيس هي التمسك بقيام المؤسسات الدستورية وبانتظام الحياة السياسية. فاذا سارعنا الى انتخاب الرئيس نتجنب أي خراب. لا ادري ما هي اجندات الآخرين، انما ما يهمني هو انتخاب الرئيس".

وختم "اننا نتفق مع تيار المستقبل على شعار لبنان اولا، وعلى الجميع ان يلتزموا بوضع لبنان اولا، كي يخلص هذا الوطن".

وخلال استقباله وفدا من "القوات اللبنانية" برئاسة منسق استراليا طوني عبيد، رأى الراعي ان "القوات اللبنانية تقول لبيك لبنان عندما تصل الامور الى الصعوبة"، منوها ب"التضحيات والشهداء الذين قدمتهم القوات، فلا يجوز ان يذهب دمهم هدرا، فهم سقطوا ليس للعبث بلبنان وبرئاسة الجمهورية، ودماؤهم يجب ان تكون صوت الضمير".

واعتبر انه "لا يمكن الاستمرار في لبنان بالخلافات والنزاعات، وعلى القوات ان تهدم الجدار وتبني الوحدة من جديد"، مؤكدا ان "القوات اكثر من ضحى من اجل لبنان، ولولا المقاومة اللبنانية الحقيقية لما بقي لبنان".

كذلك استقبل الراعي وفودا من: حزب "الديمقراطيين الاحرار"، "الكتائب اللبنانية"، "حركة الاستقلال"، الحزب "التقدمي الاشتراكي" مع ممثلي جالية الموحدين الدروز، الجامعة اللبنانية الثقافية في العالم، "فرسان الاراضي المقدسة"، الصليب الاحمر، الى جانب عدد من الجمعيات، ووفود مثلت بلدات: الجية، البحيرة، بقرقاشا، كرم المهر، حدشيت، بقاعكفرا، تنورين، ضهر المغارة، بشري، عيمار، عرجس، حرف ارده، قنات وعشاش.

ويترأس الراعي الذبيحة الالهية غدا الاحد، في كاتدرائية السيدة في سيدني عند الساعة الحادية عشرة صباحا.  

  • شارك الخبر