hit counter script
شريط الأحداث

مقالات مختارة - راجح الخوري

طال عمرك في المرّيخ !

السبت ١٥ تشرين الأول ٢٠١٤ - 06:47

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

النهار

عندما يصل المسبار الإماراتي الى المريخ سنة 2021، الى اي جحيم يكون قد وصل لبنان؟

أطرح السؤال على خلفية قصة يعرفها الجميع، وقد سمعتها شخصياً من الشيخ محمد بن راشد قبل عشرة اعوام، خلال حفلة شواء في الصحراء دعانا اليها وكنت من اعضاء هيئة جائزة الصحافة العربية، قال:
"كلما كنت ألتقي الرئيس رفيق الحريري كنت اسأله كيف بدي أعمل دبي مثل بيروت يا شيخ رفيق، وبعد سنوات صار يسألني كيف بدنا نعمل بيروت مثل دبي يا شيخ محمد؟"
باختصار، دول تسير الى الأمام ودول تسير الى الوراء، دول تحلّق في الفضاء ودول تهوي الى الحضيض، في النهاية إبحث عن الرجال، وعن المسؤولين، وابحث عن الشعب، وليرحم الله رفيق الحريري الذي كان يريد ان يجعل من بيروت لؤلؤة آسيا ومن لبنان منارة المنطقة فقتلوه!
قبل يومين دعا الشيخ محمد بن راشد العرب الى المشاركة في بناء تاريخ جديد للأمة العربية من خلال المسبار الإماراتي الذي سيصل الى المريخ سنة 2021 تزامناً مع الذكرى الخمسين لقيام دولة الإمارات، والذي سيكون بقيادة فريق عمل إماراتي، وسيقطع اكثر من ستين مليون كيلومتر في رحلة تستمر تسعة اشهر!
ذات يوم قلت لصحيفة "البيان" ان الشيخ محمد فارس بارع، لكنه يمتطي ايضاً صهوة المدن ويسابق الريح، وهكذا عندما خاض بمشاركة الشيخ عبدالله وزير الخارجية معركة استضافة "اكسبو 2020"، وتقدم على روسيا وتركيا، كان محور شعار الحملة: "اننا سندهشكم"!
لكن عملية الإدهاش مستمرة في دبي وابو ظبي، ولن ينتظر الإماراتيون الوصول الى المريخ او افتتاح "اكسبو 2020"، فليس قليلاً ان تنضم دولة الأمارات الى نادي غزاة الفضاء مثل اميركا وروسيا والصين اليابان والهند واوروبا، وان تكون ضمن تسع دول فقط لها برامج فضائية لاكتشاف الكوكب الأحمر.
الدول الناجحة والعظيمة هي التي تصنع عادة الرجال الناجحين والعظماء، لكن الإعجاز هو عندما يقود الرجال دولاً عادية لتصبح ناجحة وعظيمة. أبناء الشيخ زايد والشيخ راشد فعلوها. كل تجارب العرب في الوحدة والإتحاد فشلت، لكن ها هي الإمارات المتحدة تذهب الى المريخ، بينما يذهب لبنان الى الحضيض لأن معظم زعمائه حضيض ومعظم ابنائه يئسوا واليأس حضيض.
لن أغرق في بكائية على وطني لبنان، فالبكائيات لا تفيد، لكن كان لا بد من مقارنة خاطفة بين اولئك الرجال الذين حوّلوا الصحراء جنّات، وبين هؤلاء المهرجين الذين جعلوا من الجنة اللبنانية صحراء.
ليس من عربي لا يشعر بالاعتزاز عندما تطلق صحيفة "لوسوار" الفرنسية على دبي لقب "أيقونة الحداثة والتصاميم المعمارية الحديثة"...
من قمة برج خليفة نقول للإماراتيين: نغبطكم!

  • شارك الخبر