hit counter script

خاص - ملاك عقيل

24 وزيرا برتبة رئيس جمهورية!

الجمعة ١٥ تشرين الأول ٢٠١٤ - 05:57

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

فيما يقترب موعد إقرار التمديد الثاني لمجلس النواب، والذي ينتظر إخراج اللحظة الاخيرة بما يحفظ وجه المؤيّدين والناقمين، يبدو موعد إجراء الانتخابات الرئاسية وكأنه من زمن آخر. المرشّحون الجدّيون لدخول القصر لم يغادروا مربّع الانتظار. الاحباط يُقرأ على وجوه العديد منهم: لا انتخابات رئاسية تحت سقف "داعش".
منذ ولادة حكومة الرئيس تمام سلام أخذ الجميع على عاتقه إلغاء احتمال توافق القادة السياسيين والموارنة على رئيس "صنع في لبنان" بمعزل عن رغبات الخارج وفيتوات الدول الكبرى.
ثمّة من كان يروّج فعلا لإمكانية حصول معجزات من هذا النوع تحت مبرّر ان الارهاب الزاحف الى الأعناق قد يسهّل حصول مبادرات "أهلية بمحلية" تشكّل علاجات رئاسية موضعية لمرحلة انتقالية.
هذا الفريق كان يعتقد فعلا ان المسيحيين، إذا أرادوا، قادرون على فرض خيارهم على الجميع، ومن ثم التداول مع باقي القوى السياسية في اسم المرشح المؤهّل لمواكبة مرحلة بالغة الحساسية والدقة. لكن يوما بعد آخر كان يتبيّن ان مجرد النقاش الجدّي حول الانتخابات الرئاسية هو سراب، وبأن عراقيل الداخل توازي عراقيل الخارج.
غرقت الحكومة لأسابيع طويلة في فنجان الصلاحيات الموروثة من رئيس الجمهورية لتخرج بعدها بآلية توقيع ملتبسة، ثم رفعت متاريس المقاطعة بوجه مجلس النواب. فريق ضد التشريع في ظل غياب "حامي الدستور"، وآخر ضد انتخاب رئيس الجمهورية بمَن حضر من المرشّحين.
ومن خلف هذه المتاريس كان التمديد لنواب 2009 يطبخ على نار هادئة بقيادة "الشيف" سعد الحريري واستيعاب من جانب الطرفين الشيعيين "حزب الله" والرئيس نبيه بري.
يندر ان يجتمع اليوم سفير دولة غربية مع مسؤول لبناني من دون أن يكون بند الرئاسة حاضرا فقط من باب التذكير بضرورة انتخاب رئيس للجمهورية. الدول الكبرى، كما الفاتيكان، تحبّذ بقوة هذا الخيار وإن كانت لا تضغط كفاية لتحويله الى أمر واقع.
دوليا، تلتقي كافة المؤشرات لتعلن تمديدا، مجهول المدّة، للانتخابات الرئاسية. ولا يضيف تضمين قانون التمديد لمجلس النواب بندا ينصّ على إجراء الانتخابات النيابية فور انتخاب رئيس الجمهورية اي معطى يمكن الركون اليه لاستخلاص وجود نية بملء فراغ القصر.
داخليا، تشير شخصية سياسية الى ما يحدث داخل مجلس الوزراء قائلة "هناك 24 وزيرا برتبة رئيس جمهورية. من له مصلحة بالتخلي عن هذا الترف؟".
على هامش هذا الواقع التقى مؤخّرا أحد ضحايا التمديد لمجلس النواب، وهو نائب سابق، مرشحا رئاسيا في مكتبه. الاثنان توافقا على الرؤية نفسها. لا انتخابات نيابية ولا انتخابات رئاسية. الاثنان توافقا على ان الفراغ سيطول، وربما أكثر من المتوقع. نعي الحالة السائدة كان متبادلا. شربا فنجان القهوة سويا، واتفقا على موعد آخر... وعلى جدول الاعمال بندا وحيدا: الفراغ.


 

  • شارك الخبر