hit counter script
شريط الأحداث

أخبار محليّة

المطران مطر: نسأل الرب أن يلهمنا الثبات على التمسك بمشروع لبنان الوطن

الخميس ١٥ تشرين الأول ٢٠١٤ - 16:38

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

إختتمت راهبات البزنسون في لبنان، إحتفالاتهن باليوبيل المئوي الأول على تأسيس مدرسة القديسة حنة لراهبات البزنسون في بيروت (1914-2014) حمل شعار "مئة عام في خدمة الثقافة والتربية"، بقداس شكر في المدرسة، ترأسه رئيس أساقفة بيروت للموارنة المطران بولس مطر يحيط به النائب الأسقفي المونسنيور أنطوان عساف والخوري جان شماس. وشارك فيه، إلى رئيسة مقاطعة الشرق للرهبنة الأخت بسكال خوري ورئيسة المدرسة الأخت سيده خيرالله وأفراد الهيئتين التعليمية والإدارية وممثلون عن قدامى المدرسة وأولياء التلامذة وتلامذة، السيدة إيرين راوشر (نمساوية من أصل إيراني وهي من خريجات المدرسة في العام 1942) حضرت خصيصا للمشاركة في اليوبيل المئوي الأول لمدرستها، ترافقها إبنتها سفيرة النمسا في سوريا إيزابيل راوشر.
وبعد الإنجيل، ألقى مطر عظة حيا فيها الراهبات "على جهودهن في حقل الثقافة والتربية في لبنان"، وقال: "اليوبيل في ذاته ثمرة من ثمار النعمة، يمنحها الله تتويجا في الزمن لبعض رجاء. وهو تكريس لمسيرة إيمانية لا تضع أوزارها إلا مع إطلالة زمن جديد، وتطلع نحو آفاق نستشرفها من مواقع اكتمال الملكوت.
أما اليوبيل المئوي لانطلاقة مدرسة راهبات المحبة - بزنسون في بيروت فله في ذاته لون إضافي يتأتى من واقع يصفه الكتاب المقدس بقوله أن "من يزرع بالدمع يعطى له أن يحصد بالفرح.
لقد استقرت هذه الرهبانية العزيزة في لبنان المتصرفية قبل أن تقرر زرع مدرسة لها في بيروت. فقد سبقتها إلى خدمة النشء اللبناني نظيرتان لها في كل من بسكنتا وبعبدات. إلا أن الجمعية عادت وقررت النزول إلى العاصمة منذ العام 1909، على أن يبدأ عمل البناء في المدرسة الجديدة في مطلع العام 1914".
وأضاف "فيما نثني على جهود أخواتنا الراهبات في إبقاء شعلة هذه المدرسة حية ومرفوعة بين أياد أمينة، نذكر معهن اليوم أن سر هذه المعاندة الصلبة والناجحة، قد سبق أن عاشته الرهبانية بامتياز مع الأم المؤسسة القديسة جان أنتيد بالذات. فهذه الابنة الصالحة لفرنسا الإيمان والتقاليد الثقافية العريقة، قد انطلقت في دعوتها الرهبانية مع إطلالة الثورة الفرنسية التي ناصبت الكنيسة وقادتها عداء متشرسا وصل إلى تقتيل أبنائها وشرذمتهم باسم الأفكار الجديدة. وعندما طلبت الثورة من الإكليروس الفرنسي الإذعان لزعمائها الذين أرادوا وضع اليد على قدرات الكنيسة برمتها، رفضت الراهبة المؤسسة والقديسة هذا الإذعان، واستمرت على الإيمان بربها وعلى الرجاء بأن هذه الأجواء السلبية سوف تتغير لصالح حرية الضمير واحترام الأديان ورسالتها الروحية النبيلة. فهجرت مؤسستها الفتية في بزنسون ويممت شطر بلدان استطاعت العمل فيها على نشر التعليم والإيمان الصحيح، وفتحت المدارس في كل من سويسرا وإيطاليا. وقد تيسر لها في هذه الجولة أن تتلقى اعترافا بجمعيتها من قداسة البابا. فتوطد عندها الأمل بتوحيد مؤسساتها في كل هذه الدول المذكورة. وقد استجاب الرب لصلاتها ولرغبتها في الخدمة فانتشرت الرهبانية بعد هذه المرحلة في كل أصقاع الأرض".
وتابع "لقد علمتنا حقا هذه الأم القديسة مؤسسة هذه الرهبانية العزيزة، أن الإيمان ينقل الجبال، وأن المحبة هي الأقوى على المدى الأطول والأوسع. فهذه التي صمدت وحدها أمام جحافل الثورة المعادية في فرنسا ما كانت تعمل وحدها أبدا، لأن روح الله كان يؤيدها وكان يجري على يدها أعاجيب الصمود والانتصار على الحقد الأعمى والأفكار المشوهة. وهكذا، فيما نحن نشهد اليوم في منطقتنا تراجعا للحب ونكسات حضارية تتمثل برفض الآخر بل بالرغبة في إزالته من الوجود، وفيما نسجل تنكرا لمشيئة الله في خلقه وهو الذي أراد للناس أن يكونوا شعوبا وقبائل ليتعارفوا لا ليتقاتلوا، لن نقبل بأن يجري استخفاف إلى هذا الحد بالمشيئة الإلهية، ولا أن يعم الرفض لحوار الثقافات وللتداخل في ما بينها خدمة للإنسانية التي كونها ربها من طينة واحدة ومن جبلة يديه".
ورأى أن "هذه المدرسة هي حبة لؤلؤ ثمين ولها مثيلات في الوطن تعمل كلها من أجل لبنان الرسالة وشرق العدالة والإنسان الجديد، حيث تتجلى الحياة أنشودة للمحبة والمحبة أنشودة للحياة. ونقدم لرهبانية المحبة بزنسون كل تهانينا لهذا اليوبيل الفارح العطر، والذي يمثل تعب قرن من الزمن في سبيل الله وفي خدمة الإنسان، نسأله تعالى أن يبارك هذه الرهبانية فتكمل المسيرة في قرن جديد، وفي الخدمة التي تهيئ إتمام الملكوت، وأن يلهمنا جميعا الثبات على التمسك بمشروع لبنان الوطن، الذي منه سينطلق التغيير في الشرق كله ليسلك من جديد طريق الخلاص، طريق الحرية والإنسانية، طريق الأخوة والمحبة".
وكانت الأم باسكال خوري ألقت كلمة رحبت فيها بالمشاركين في اليوبيل، ومما قالت: "قرن جديد ينتظرنا، باختراعاته الحديثة وتحدياته العديدة! تطور المجتمع، وأيضا الذهنيات. فلا بد للعصور الجديدة من التربية الجديدة:
- جديدة في منهجيتها.
- شاملة في مقترحاتها التربوية.
- متكيفة مع عصر التكنولوجيا الحديثة.
- مطابقة للسياق التاريخي والجغرافي لوسط مدينة بيروت.
- منفتحة على المجتمع بطوائفه وفئاته، بحوار بناء وتعايش مشترك... فمجال التربية والتعليم واسع ومتطلب. ينادينا، نحن الراهبات والعلمانيين معا بكلام القديس بولس: " نحن معاونو الله " ( 1كو3/9 ) سويا، فلحنا وزرعنا وطعمنا وسقينا...والله يطلب منا السير إلى الأمام، وخصوصا من المدعوين إلى تجسيد موهبة القديسة جان أنتيد "شفيعة المربين". أخص بالذكر جماعة القديسة حنه، المكونة من خمس راهبات. مثلما كثر يسوع الخمس أرغفة وأعطى الجموع لتأكل. فهو دائما معنا، المعلم الحقيقي لعملنا التربوي يكافئ مجهودنا.
فإلى الأمام يا عائلة القديسة حنه: الجماعة التربوية والتعليمية ، والمتعاونين من مهندسين ومقاولين، والعاملين في الخدمات المتنوعة... كي يبقى صرح المدرسة عاليا ، لخدمةالأجيال الصاعدة. فليباركنا الرب ويعطنا روح القوة والحكمة، مع مستقبل مشرق كله سلام وأمان لمدرستنا ولكل لبنان".

  • شارك الخبر