أطلقت سانوفي، الرائدة عالميّاً في مجال الرعاية الصحيّة، حملتها الخاصة باليوم العالمي لالتهاب المفاصل: “Step it Up” –"تخطَّ الحواجز" خلال مؤتمر صحافي عُقد في فندق هيلتون حبتور لتسليط الضوء على تكلّس المفاصل، المرض الأكثر شيوعًا الذي يُصيب عدداً كبيراً من الأشخاص.
إنّ تكلّس المفاصل الذي سُمّي لوقت طويل بالمرض اليتيم، هو مرض روماتزمي تنكّسي يدمّر الأنسجة الغضروفيّة للعظام. يُصيب هذا المرض 17 % من اللبنانيين من كافة الأعمار و 80 % منهم ابتداء من سنّ ال 75 عامً.
يسبّب تكلّس المفاصل تحلّل الغضروف الذي هو عنصر أساسيّ يغطّي الأطراف العظميّة للسماح بحركة جيّدة ولامتصاص الصدمات اليوميّة. ويؤدّي اختلال التوازن هذا إلى ترقّق الشقوق حتّى اختفاء الغضروف، فيصبح تكلّس المفاصل عندها مؤلمًا جدًا. انّ الركبة والورك هما المفصلان الأكثر تضرّرًا. كما أنّ تشوّه أصابع اليدين يُشكّل علامة مهمّة من علامات هذا المرض.
خلال المؤتمر، عرض الدكتور بيار الجميّل، أخصّائي في جراحة العظم والمفاصل والعمود الفقري وأمين عام الجمعيّة اللبنانيّة لجراحة العظم، مخاطر هذا المرض ونتائجه وكذلك مختلف العلاجات الوقائيّة والفعّالة لمكافحة تكلّس المفاصل.
وبحسب الدكتور الجميّل: "يُصيب تكلّس المفاصل النساء والرجال على حدّ سواء. إنّ أسباب هذا المرض تبقى مجهولة ولكن هناك بعض العوامل التي تزيد خطر الإصابة به مثل البدانة والحوادث الرياضيّة والظروف المناخيّة بما فيها الرطوبة، كما أنّ تشوّهات الأعضاء عند الولادة أو العوامل الوراثيّة تلعب دورًا أساسيًا."
وأشار الدكتور الجميّل أيضًا إلى أنّ زواج الأقارب في لبنان (التناسل الجنسي لشخصين تربطهما صلة قرابة) يلعب دورًا كبيرًا في هذا المرض، إذ إنّ زواج الأقارب يزيد حدّة الخصائص الوراثيّة أجيّدة كانت أم سيّئة. وبالتالي فإنّ الأولاد سيكونون حاملين للعيوب المتنحيّة مثل تكلّس المفاصل أو أمراض وراثيّة أخرى.

ويمكن أن تكون نوبة تكلّس المفاصل حادة جرّاء ترسّب بلورات حمض اليوريك لدى الأشخاص الذين يكون معدّل حمض اليوريك في دمهم مرتفعًا وهذا ما يُعرف بمرض "النقرس". وتتضمّن العوامل المهيّئة لمرض النقرس ما يلي: اتباع نظام غذائي غنيّ بالبورينات والكحول وكميّة سعرات حراريّة مفرطة والفشل الكلوي وأخذ أدوية معيّنة والإصابة ببعض الأمراض الأيضيّة.
وأشار الدكتور الجميّل الى أهميّة العلامات السريريّة التي تسمح باكتشاف بداية تكلّس المفاصل المتمثّلة بألم حاد في الأعضاء وتيبّس المفاصل مما يمكن أن يكون سببًا للعجز. بالإضافة الى ذلك، فإنّ العلامات الإشعاعيّة مهمّة جدّاً اذ إنّها تكشف مرحلة المرض أي درجة إصابة المريض بتكلّس المفاصل.
ومن وجهة النظر التشريحيّة، يمكن تصنيف إصابات الغضروف المفصلي في أربع مراحل:
- المرحلة 1: تليّن سطح الغضروف
- المرحلة 2: تآكل أو رجفان، شقوق سطحيّة في الغضروف
- المرحلة 3: ترقّق أو شقوق عميقة في الغضروف
- المرحلة 4: تقرّح الغضروف أو اختفاؤه، فتصبح العظام مكشوفة وهذه هي المرحلة النهائيّة.
وقد ختم الدكتور الجميّل قائلاً: "عند تحديد مرحلة المرض يمكننا وضع تشخيص واضح بهدف الحدّ من تفاقم المرض ومضاعفاته وإيقاف تطوّر تلف المفاصل وذلك تفادياً للوصول الى العمليّة الجراحيّة واستعمال الأطراف الاصطناعيّة "
وللحدّ من خطر الاصابة بتكلّس المفاصل، يُنصح بممارسة تمارين رياضيّة معتدلة الحدّة مثل السباحة وركوب الدرّاجة الهوائيّة واليوغا والجمباز إذ إنّها تقوّي المفاصل بعكس الرياضة المكثّفة التي يمكن أن تدمّر المفاصل وتؤذيها. ويزداد خطر الاصابة بتكلّس المفاصل لدى الأشخاص الذين يعانون من البدانة. فجسم الشخص البدين يضغط على المفاصل وبخاصة على الركبتين والوركين وبالتالي ستكون هذه المفاصل عرضة لضغط شديد ومن شأن هذا أن يؤدّي إلى تضرّرها بشدّة.
تتوافر اليوم علاجات عدّة قادرة على مكافحة هذا المرض بما فيها بعض الأدوية والعلاج الفيزيائي وعمليّات الحقن داخل المفصل التي تتضمّن علاجًا بمقاربة جديدة مع تقنيّة الحقن viscosupplement injection التي يمكنها أن تحسّن نوعيّة حياة المريض وأن تؤخّر العمليّة الجراحيّة.