صدر للدكتور عقل كيروز والدكتور عصام عطالله وهما أستاذان محاضران في جامعة الحكمة كتاب "البلديات والحكم الرشيد"، وفي المناسبة يرعى رئيس أساقفة بيروت للموارنة المطران بولس مطر ندوة حول الكتاب، يشارك فيها السفير السويسري في لبنان السيد فرانسوا باراس والوزير السابق لوزارة الداخلية العميد مروان شربل ويديرها ألامين العام للجامعة الدكتور أنطوان سعد، وذلك عند الساعة السادسة من مساء يوم غد الخميس 23 تشرين الأول في قاعة المؤتمرات في جامعة الحكمة في صرحها الرئيسي في فرن الشباك.

ويسلط الكتاب الضوء ويقيم تأثير المحاسبة الموحدة وتأثير الوسائل ونظم المعلومات الجغرافية التي تطبقها البلديات في لبنان مع الاشارة الى الإيرادات والضرائب والانفاق، ويناقش بشكل بنّاء تأثير التشريعات على الاداء والتدهور في الانتاجية جراء الفساد والبيروقراطية.

وتم التركيز في البحث التقني على تحليل البيانات والتقارير الواردة من المؤسسات الحكومية المختلفة، ولقد تم تحليل معطيات ومعلومات من دراسة حالات عديدة ومنشورات ومقالات من المنشورات الدولية، وتم تفسير العديد من الوثائق والقوانين.

إن إختيار البحث في هذا الموضوع يستند الى سلسلة من الاحداث التي تهدد وجود لبنان كدولة ذات سيادة وديمقراطية مستقلة. لقد تضررت البنية الادارية لمعظم المؤسسات العامة خلال الحرب اللبنانية (1975-1989)، كما دمرت سجلات عديدة، والمؤسسات نفسها، إما توقفت عن العمل أو فقدت مصداقيتها تجاه المواطنين. وبعد إتفاق الطائف تم تقاسم السلطة في لبنان من قبل الترويكا السياسية آنذاك في ظل نظام شديد المركزية، مما جعل العديد من المؤسسات الأساسية في البلاد كالسلطة التنفيذية والبرلمانية والقضائية معطلة أو غير فاعلة أحيانا في مجتمع تقلص فيه دور القانون والمؤسسات.

وذكر الكتاب بأن الوضع العام والحاجة أحيانا كثيرة الى إعطاء دور اكبر للفساد والتبعية جراء عدم معرفة المبادىء الديموقراطية وعدم وجود محاسبة فعلية، ما أدى بالمؤسسات العامة الى وضع لا تحسد عليه من ناحية عدم الإنتاجية وإزدهار ثقافة الرشوة.