hit counter script

أخبار محليّة

ريفي: لن نقبل بدويلة ضمن الدولة مهما كلف الأمر

الأربعاء ١٥ تشرين الأول ٢٠١٤ - 10:41

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

كد وزير العدل اللواء أشرف ريفي أن "لا إنهيار حكومي ولا أمني ولا داعي لتخويف الناس على الرغم من تداعيات البركان السوري الذي يسبّب بعض الخروقات الأمنية المحدودة والمتفرقة".

وقال ريفي: "نحن قادرون على إطفاء نيران هذا البركان، فلا أحد من الأطراف المحلية لديه مصلحة في إذكائها لأن جميعنا يدرك خطورة المرحلة وما يصيبنا يبقى محدوداً، فنحن نبذل كل الجهود السياسية والأمنية لحصر إمتداد الحريق".

وأضاف: "شهداؤنا سقطوا شهداء القضية اللبنانية وليس خدمةً لمشروع إقليمي خاص وأي مقاربة لما هو خارج إطار العدالة ستكون له إنعكاساته السلبية، لقد واكبنا الخطة الأمنية في طرابلس ونبذل كل الجهود الرامية إلى تثبيتها أما فيما يتعلق بالخطة الأمنية بقاعاً فأعتقد أنها لم تنطلق بشكل تام حتى الآن في ظل ما نشهده من حوادث إختطاف.

وأَطلق ريفي صرخة تحذيرية لإعادة التوازن والتمسك بالثوابت كي نعبر هذه المرحلة الدقيقة بسلام فالوضع هو غير طبيعي خاصة مع وجود جيش آخر غير رسمي.

وأكد ريفي أن الوضع السياسي متأزم ويرخي بظلاله على جميع الأطراف وقال: عندما كنت مديراً عاماً للأمن الداخلي في عهد فخامة الرئيس ميشال سليمان كان شديد الحرص على عقد اجتماعات مكثفة وعلى التنسيق الدائم بين كافة الأجهزة الأمنية من معلومات وأمن عام وأمن دولة ومخابرات الجيش.

وعن التململ في الشارع السني حيال الوضع الأمني في طرابلس شدد الوزير ريفي على أن "رهاننا هو فقط على الدولة وعلى المؤسسات الشرعية. قد تكون هناك ملاحظات على أداء أمني معين لكنني لا أتطرق إليها عبر وسائل الإعلام كي لا أُسيء لهيبة الدولة ولقد أجريتُ إتصالات وعبر قنواتٍ بقيادة الجيش وقلتُ للمعنيين أنكم أخطأتم في مكانٍ ما.

وأردف: "التوتر في طرابلس تمّت معالجته بحكمة وتعقل وحريصون على أن لا يكون هناك أي تداعيات في المستقبل. أنا في المدينة بين أهلي وأعرفهم جيداً والبعض إتَّهمنا بخيارات فيها الكثير من الظلم والتجني. طرابلس هي مدينة العلم والعلماء ومدينة الإبداع وهي أنجبت الطفل النابغة محمد المير وشخصيات مميزة من آل الحلاب وأديب والأيوبي وهم أبدعوا وهذا هو خيار طرابلس العقلاني.

وأكد أنه "لا إقليم ولا إمارة إسلامية في طرابلس وأي كلام آخر هو تهويلي فطرابلس ستبقى العاصمة اللبنانية الثانية".

وعن العلاقة مع "حزب الله" قال ريفي "سمعنا الكثير من الكلام الإيجابي لكن نبقى الحكمة في التطبيق على أرض الواقع والحزب ليس طوباوياً.

ورداً على سؤال حول طبيعة التناقضات في تصريحات بعض نواب "المستقبل" أوضح الوزير ريفي بأن هذا الأمر دليل عافية فتيار المستقبل يملك هامشاً كبيراً من الحرية وهو ليس بحزب توتاليتاري ولا يتكلم "لغة خشبية تجاوزها الزمن وتآكلها العفن".

وعن إلغاء المحاكمات العسكرية أوضح ريفي بأن هذه الخطة الإصلاحية كانت راسخة في ذهنه منذ فترة طويلة ولا يجوز أن تبقى رهينة أفكار العصور الحجرية ولا أن يُحاكم مدني أمام المحكمة العسكرية كما علينا أن نمنح القضاة كافة حقوقهم.

من غير المقبول أن يخضع الموقوفون لأحكامٍ عرفية وأنا كوزير للعدل قد سجّلت بعض الإعتراضات والملاحظات على أدائها وأوضحت مراراً أنني لا أغطي أداء أي قاضٍ لكن في الوقت عينه لا أقبل بأن يكون هناك صيف وشتاء تحت سقفٍ واحد ولا بأن يسير العمل ببعض الملفات بسرعة الأرنب وبعضها الآخر بسرعة السلحفاة.

وتابع: نذكر جميعنا فيما مضى كيف كانت هذه المحكمة أداةً بيد النظام الأمني اللبناني السوري ولطالما عمٍلت لمصلحته. ولا ننسى مشهد 7 آب المشؤوم وكيف تمَت "جرجرة الشباب" وكيف تعرض بعضٌ من نخبة ضباطنا للمهانة وهنا أذكر أحيي الوقفة المشرّفة للصديق اللواء نديم لطيف في التيار الوطني الحر وهو قد عومل حينها بطريقة مريعة ولن نسمح بتكرار هذه السلوكيات ثانيةً.

وأضاف: نحن نريد نظاماً قانونياً عادلاً يساوي بين اللبنانيين جميعاً مدنيين كانوا أم عسكريين. الأنظمة الديكتاتورية قمعت شعوبها طوال 40 عاماً تحت شعار الأمن لكنهم يسقطون الواحد تلو الآخر.

وعن زيارة قائد الجيش العماد جان قهوجي إلى واشنطن أوضح ريفي أن لا خوف على لبنان فهو ممسوك بالتي هي أحسن وممكن نكون بالتحالف الدولي ضد الإرهاب بالحكومة ومش معه خارج الحكومة.

وكرر ريفي تحفظه على دور "حزب الله" في سوريا وبأنه بطبعه يميل إلى المبادىء أكثر من السياسة وقد سجّل نقاطاً جعلته ينسجم مع نفسه منذ تعيينه وزيراً للعدل في حكومة الرئيس تمام سلام.

وأشار: لا أعتبر قتلى "حزب الله" شهداء فالشهيد يسقط في حال المواجهة مع العدو الإسرائيلي وهنا فقط أنحني أمامه وأؤدي له التحية.

كما أعرب ريفي عن تفاؤله بجلسة مجلس الوزراء التي سوف تُقعد الخميس المقبل مشيراً إلى أن "العقلاء تدخلوا لتخفيف آثار الإحتقان الذي حصل بين الوزيرين باسيل والخليل. نحن نعمل لما فيه مصلحة الناس بالحد الأدنى والحكومة باقية ومستمرة.

وعن الهبة العسكرية الإيرانية وزيارة وزير الدفاع سمير مقبل إلى طهران أوضح الوزير ريفي أننا "لسنا بحاجة لخبرات عسكرية منهم ولدينا كفاءاتنا العالية المستوى فنحن منفتحون على المدارس العسكرية الغربية منذ زمن بعيد وكنتُ أرسل الضباط للإلتحاق بدورات عسكرية في أوروبا وفي الولايات المتحدة. كيف نقبل هذه الهبة في ظل حظر دولي مالي على إيران ونحن لسنا دولة عظمى كي نُجبر الأميركيين الموافقة عليها. إيران لديها مشروع سياسي خاص في لبنان وهي تعمل لإنجاحه.

وعن هبة المليار دولار السعودية أكد ريفي بأنه تمّ التوقيع على عقود تجاوزت ثلث المبلغ المرصود والمعدات العسكرية هامة وفعالة جداً إذ أن رهاننا يبقى على الجيش القوي. نحن نعمل للحصول على تجهيزات أخرى من أوروبا وأميركا وهناك البعض منها روسي متطور وسنقوم بشرائه قريباً.

أما عن وضع عرسال والمخيمات فقد أوضح وزير العدل أن الخطر الكبير يكمن في تخطي عدد النازحين السوريين نسبة عدد اللبنانيين. الخيار صعب ونحن نواجه خياراً مراً يتأرجح بين تخصيص مخيمات لهم وبين أن نترك الحال على ما هو عليه. ولا نريد تكرار التجرية الفلسطينية.

وشدد وزير العدل على أن المرحلة التي يمر بها لبنان غير إعتيادية وعلينا أن نبقى متيقظين، مؤكداً أن هناك مظلة إقليمية تحمي لبنان وما من أحد بإستطاعته تفجير الساحة. لكن علينا الإنتباه من تداعيات الحرب في سوريا. فالمجموعات المسلحة بدأت تستعيد السيطرة على القلمون وأعتقد بأنهم سينكفئون الى الداخل السوري وأكرر مطالبتي "حزب الله" بالإنسحاب من سوريا وبنشر الجيش والقوات الدولية اليونيفيل على الحدود وبتطبيق القرار 1701.

وختم ريفي: يكفي تكاذباً فمن مدّ يده للتعاون مع الأميريكي في العراق لا يستطيع أن يشجبها هنا، ولا يمنِّنا أحد بأن لولا سلاحه لوصلت "داعش" إلى جونية وهم من "حركَش بوكر الدبابير". "حزب الله" لا يستطيع أن يحدد مكان المواجهة العسكرية وأن يخرج بعسكره خارج الأراضي اللبنانية فها هو ذاهب إلى الإنتحار من تلقاء نفسه. نحن لن نقبل بدويلة ضمن الدولة مهما كلف الأمر. الخطر التكفيري مماثل للخطر الإلغائي بالمنطق السياسي فهما وجهان لعملة واحدة.

  • شارك الخبر