hit counter script
شريط الأحداث

الحدث - أنطوان غطاس صعب

صراع الخيارات على هوية الرئيس

الثلاثاء ١٥ تشرين الأول ٢٠١٤ - 05:55

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

يدرك جميع من واكب العهد الرئاسي السابق، ان الرئيس العماد ميشال سليمان حاول تمرير المرحلة ب"خرم الإبرة"، مانعا انفجار الوضع السياسي وحتى الأمني، متكئا على اتفاق الدوحة الذي أرسى هدنة مؤقتة بين الأقطاب المتخاصمين، سرعان ما جرى نقضها باستقالة وزراء قوى "8 اذار" من حكومة الرئيس سعد الحريري.
ومع انتهاء ولايته في 25 ايار الفائت، انتقل سليمان الى خوض مضمار العمل السياسي وفقا نهج خطاب قسمه وثوابت خطاباته ومواقفه، التي كرسها في "اعلان بعبدا" .
في خطابه يوم الأحد من ميفوق، وفي سياق مقاربته لمقولة "استنساخ تجربة ميشال سليمان" والتي رفض عبرها فكرة الاستنساخ، السياسي طبعا لان لكل شخصية خصوصيتها ومزاياها، تساءل الرئيس سليمان عن النموذج الرئاسي الذي يريده اللبنانيون: نموذج الرئيس كميل شمعون ام فؤاد شهاب ام بشير الجميل...ام نموذج رؤساء الدول المجاورة الذين جاءوا بانقلابات ورحلوا بانقلابات؟
ان كلام الرئيس ميشال سليمان يختصر في توقيته اللافت في ظل ما يشهده الاقليم ومعه لبنان من تطورات مصيرية، حقيقة صراع الخيارات القائم على الساحة اللبنانية. بين لبنان الملتحق بمحور سوريا-ايران ام لبنان المنضوي ضمن تحالف ما يعرف ب"عرب الاعتدال"؟ لبنان الساحة ام لبنان الاستقرار؟ والاهم لبنان المتدخل في النزاع السوري تحت عدة ذرائع، أما لبنان " اعلان بعبدا" والذي يحيّد نفسه عن الانغماس في صراعات الاخرين.
اضاء خطاب سليمان، على ما يريده اللبنانيون فعلا. يريدون رئيساً يحافظ على النموذج اللبناني في التنوع والتعددية، ويحافظ على الإرث الديموقراطي، ومبدا الحريات، وفكرة التعايش بين المسيحيين والمسلمين. يريدون رئيسا ، حتى لو اتى بإجماع محلي وإقليمي ودولي استثنائي، يترك الرئاسة مع انتهاء ولايته، ليكون من الرؤساء السابقين القلة في هذا العالم العربي الذي يضج بالكلام عن الديموقراطية لكنه لا ير تطبيقا لها، الا في لبنان ، ولو في مرات وحالات نادرة.

 

  • شارك الخبر