hit counter script

باقلامهم - د. ريتا الصياح نعمة

عندما ينكسر قلب الأب

الإثنين ١٥ تشرين الأول ٢٠١٤ - 06:21

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

سألت ربي عما يجول في ذهنه، فلم يجبني. قلت لنفسي أنه لم يسمعني. عدت وسألته عن أحواله، فلم يجبني. "من الأرجح أن هنالك ما يشغل باله". أصريت على معرفة ما يشتت أفكاره، فهمس لي: "يا ابنتي، أسمعت أخبار البارحة؟ أرأيت مشاهد الدمار والخراب والدماء السائلة والأطفال المعنفين والنساء المغتصبات؟ أسمعت أصوات القذائف والمدافع؟ ألاحظت الحقوق المهدورة والظلم المستشري والفساد المتغلغل والطمع القاتل والغيرة العمياء؟". أجبته أن هذه المصائب والآفات أصبحت جزءًا من يومياتنا، بل باتت يومياتنا "الطبيعية"، بشكل غير طبيعي، تعايشنا معها، تعودنا عليها لدرجة مخيفة.

عاد الرب وسرح بأفكاره بعيدًا، ثم أضاف: "يا ابنتي، أنا خلقت الانسان على صورتي ومثالي. ولكن لا هذه صورتي ولا هذا مثالي، والأبشع أنه يقتل باسمي، وينهب باسمي. ابليس تمكن منه، فسرق مني أعز المخلوقات على قلبي وأحلاها. لقد أخفقت، وها أنا أستسلم". قلت له حينها أنه رب العالمين، القادر على كل شيء، فقال لي : "أبنائي طعنوني، غدروا بي، وعندما ينكسر قلب الأب، فعلى الدنيا السلام".

يا ليت واقعنا المرير قصة من الخيال، كقصة حواري هذا مع الله.

  • شارك الخبر