hit counter script

مجتمع مدني وثقافة

عريجي افتتح متحف الميناء البحري

السبت ١٥ تشرين الأول ٢٠١٤ - 13:45

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

رعى وزير الثقافة ريمون عريجي حفلا للجنة الوطنية لليونسكو وجمعية قدامى مدرسة مار الياس ولجنة رعاية البيئة، بمناسبة افتتاح "متحف الحرف البحرية- مركز جميل دنيا للتنمية المستدامة"، والذي أسهم في انجاز تحضيراته رجل الاعمال نهاد الزيلع، في حي الطاحون في مدينة الميناء.

حضر الحفل، الى عريجي، ممثل عن وزير العدل اللواء اشرف ريفي، ممثل الوزير السابق فيصل كرامي عبدالله ضناوي، راعي ابرشية طرابلس والكورة وتوابعهما للروم الارثوذكس المتروبوليت افرام كرياكوس، الأمينة العامة للجنة الوطنية لليونسكو البروفسورة زهيدة درويش، رئيس لجنة رعاية البيئة المهندس عامر حداد، مدير كلية الآداب في الجامعة اللبنانية الدكتور جان جبور وعدد من مخاتير المدينة ورؤساء جمعيات ومدراء مدارس وحشد.

النشيد الوطني افتتاحا، ثم كلمة ترحيبية من العضو السابق في مجلس بلدية الميناء الدكتور جان توما، نوه فيها بإنشاء المتحف "عبر تعاون محلي وعالمي يعكس واقع مدينة الميناء التي تعكس بنسيجها الأهلي شهادة للبنان الرسالة ولتاريخ الميناء، وهي طرابلس البحرية التاريخية قبل قيام طرابلس النهرية في العام 1289".

وفي كلمة لها أوضحت درويش أن "هذا الإنجاز إنما هو ثمرة سياسة التعاون وبناء الشراكات التي تنتهجها اللجنة الوطنية مع مؤسسات المجتمع المدني".

وقالت: "إن إنشاء متحف للحرف البحرية يهدف من جهة الى الحفاظ على الذاكرة، ومن جهة أخرى الى تطوير هذه الحرف بحيث يكون المتحف فضاء حيا ومساحة لقاء، فتنظم فيه ورش التدريب والأنشطة التوعوية والتمكينية التي تستهدف الحرفيين الشباب كما تتوجه الى طلاب المدارس".

أضافت: "إن البناء الذي تبرع به مشكورا لمدرسة مار الياس المغترب اللبناني جميل دنيا، وقام بترميمه رئيس لجنة رعاية البيئة نهاد الزيلع، يتمتع بموقع مميز في قلب حي شعبي، مما يساعد على أن يكون المتحف مركز إشعاع وأن يقوم بوظيفته التنموية، وخاصة أن ثانوية مار الياس تعهدت بتأمين الموظفين للاشراف على سير العمل فيه".

والقى مدير الثانوية الوطنية الأرثوذكسية- مار الياس جهاد حيدر كلمة تناول فيها "الرسالة التربوية والتعليمية لمدرسة مار إلياس منذ تأسيسها في العام 1900، ومساهمتها في تطوير المجتمع المحلي في مدينة الميناء البحرية"، مؤكدا على "استمرار المدرسة في شهادتها".

ونوه ب"التعاون المثمر بين اليونسكو والمدرسة وجمعية خريجيها ولجنة رعاية البيئة"، مشددا على "ضرورة استمرار هذا التعاون لبرمجة عمل المتحف وتطوير مشاريعه التنموية".

وألقى حداد كلمة لجنة رعاية البيئة، فقال: "إن هذا المتحف سيساهم من دون شك وبإدارة مدرسة النبي الياس ابنة هذا الميناء منذ العام 1900، في تطويرِ المجتمعِ الأهلي والحفاظ على التراث المحلي والعادات البحرية التقليدية وتمتينِ التواصلِ بين تاريخ هذه المدينة وبحرها. ومن هنا لم يتأخر رئيس لجنة رعاية البيئة نهاد الزيلع، صاحب المبادرات الكثيرة خدمة للميناء، في ترميم هذا العقار القديم تنشيطا لحركة السوق العتيق ودعما لحياة المواطنين".

أضاف: "إن العمل في المجتمع الأهلي ضرورة اساسية لنهضة المجتمعات وتعميم الفائدة، وخاصة في مجتمع الصيادين وهو مجتمع الميناء بامتياز، ما يستدعي أن يكون هذا المتحف مجال تدريب وتثقيف وتوعية، وميدان العمل المحلي هنا في الميناء واسع ويتسع لألف نشاط ونشاط".

وكانت كلمة لعريجي تطرق في مستهلها الى الاوضاع العامة، فقال: "ان الشمال سيبقى من عكار الى البترون واحة للعيش الواحد، ولا اقول المشترك بل الواحد، وخزانا للجيش اللبناني والقوى الامنية، وذلك بالرغم من عدم ايلائه الاهتمام الذي يستحق من قبل الدولة، ولكن شمالنا بات حاليا مسرحا لاحداث اليمة وخطيرة، لعل اخرها ما حصل من اطلاق نار على حافلة للجيش تسبب باستشهاد عسكري وجرح آخرين، وان هذا الواقع المرير يحتم على الجميع الارتقاء الى مستوى المسؤولية الوطنية والتعالي عن التجاذبات السياسية الضيقة، لاننا لا نملك هذا الترف باعتبار ان الخطر بات يهدد ليس كيان وطننا وحسب بل كيان واسس مجتمعاتنا ووجودنا في هذه البقعة من الارض. ومن المفارقات انه بينما يعمد البعض الى تدمير معالمنا التراثية والتاريخية ويمعن في تشويه ثقافتنا وطمس هويتنا بهدف احلال ثقافة التعمية ونمط عيش لا ينتمي لا الى نسيج هذه المنطقة ولا الى تقاليدها ولا الى عصرنا هذا، نجتمع اليوم لنفتتح متحفا للحرف البحرية ومركز جميل دنيا للتنمية المستدامة في الميناء والذي يهدف الى المحافظة على جزء من تراثنا الوطني".

أضاف: "ان عملية الحفاظ على الحرف ترتدي كجزء من الارث المدني اهمية اكيدة في ظل ما نعيشه من صراع بين العمل الفردي المبدع وسطوة الالة، وبين العقل البشري والهيمنة الالكترونية، وخصوصا ان الكثير من هذه الحرف في غمرة مغالبتنا للمعايير المادية السائدة وللوتيرة السريعة المتحكمة بالانتاج تقاوم بجودتها وفرادتها في سبيل البقاء كي لا تنقرض كما انقرض سواها من الحرف عبر العصور. واذا كان الحرفيون في ايامنا هذه يكافحون بالفعل لتأمين عناصر الثبات واسباب التكيف مع الزمان للبحث عن اسواق تضمن الاستمرار، فانهم يجدون بلا شك عونا كريما ومهما من قبل المنظمات الدولية والجمعيات الاهلية المحلية المدركة لضرورة توفير الحماية اللازمة لمكونات الارث المدني للحؤول دون فقدان اي جزء من مكوناته، ومثل هذا العون يتجلى اليوم بابهى صوره في متحف الحرف البحرية ومركز جميل دنيا للتنمية المستدامة في الميناء، لانه لا يقتصر على تنظيم معرض حرفي عابر على اهمية ذلك بل على متحف دائم يعكس اساليب الانتاج اليدوية في بيئة شاطئية بحرية كبيئة الميناء، كما يعكس هم تطوير هذه الحرف".

وختم عريجي مشيدا بجهود البروفسورة درويش ودورها، كما بدور لجنة رعاية البيئة وقدامى مار الياس في "تعزيز العمل الاجتماعي وتنيمة قطاع الحرف كباب من ابواب التنمية المستدامة والاهتمام بالعنصر البشري الذي يشكل الغاية الاساسية لاي خطة تنمية".

بعد الافتتاح، أقيمت ندوة حول الكتاب الذي أصدرته اليونسكو حول "البحر وحضوره في ثقافة الميناء: دراسة في ثقافة عيش مجتمع الميناء"، في قاعة المطران إلياس قربان في مدرسة مار إلياس، وهو من إعداد الدكاترة: مها كيال، مارلين نجار وجان توما. وتحدث في الندوة التي أدارتها نجار، مها كيال وشفيق حيدر والممثل المخرج جورج شلهوب. وتم توزيع الكتاب. 

  • شارك الخبر