hit counter script
شريط الأحداث

مجتمع مدني وثقافة

محاضرة عن تقنية 3D لإعادة تكوين المواقع الأثرية لمناسبة أسبوع اللغة الإيطالية

الجمعة ١٥ تشرين الأول ٢٠١٤ - 15:25

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

 أعلن مدير المعهد الثقافي الإيطالي في بيروت الدكتور أتيليو دي غاسباريس، وبتوجيه من السفارة الإيطالية، إطلاق باكورة أنشطة الشراكة بين المعهد و"مؤسسة الصفدي"، في طرابلس، وتحديدا في "مركز الصفدي الثقافي"، الاحتفال بأسبوع اللغة الإيطالية في العالم لدورتها الرابعة عشرة، وذلك لمناسبة العرض التصويري بتقنية 3D لإعادة تكوين إفتراضي للمواقع الأثرية الرومانية، والذي نظمه المعهد الإيطالي في إطار الاتفاقية الثقافية التي وقعها مع "مؤسسة الصفدي"، وبالتعاون مع مؤسسة "دانتي أليغيري"، حيث تم الإعلان في المناسبة عن افتتاح مقر للمعهد في "مركز الصفدي الثقافي"، بهدف تعزيز العلاقات الإيطالية اللبنانية من خلال تفعيل الحوار والتبادل الثقافي في شمال لبنان.

وأعد اللقاء وقدمه المحاضر الإيطالي الدكتور أليساندرو فورلان، من خلال رؤية متجددة ومعاصرة لهذا التاريخ بنظرة علمية حديثة، حضره إضافة إلى غاسباريس، المطران ادوارد جاورجيوس الضاهر، ممثل لنقيب المهندسين في طرابلس والشمال، مديرة دانتي أليغيري كريستينا فوتيه، المدير العام لمؤسسة الصفدي رياض علم الدين، رئيسة مركز الدراسات العليا في الترميم والحفاظ على المواقع التاريخية في الجامعة اللبنانية الدكتورة راوية مجذوب، مدير فرع الهندسة المعمارية في جامعة بيروت العربية في طرابلس الدكتور نبيل محارب، أساتذة وطلاب كلية الفنون في الجامعة اللبنانية-الفرع الثالث بكافة الاختصاصات، وأساتذة وطلاب كلية الهندسة المعمارية في جامعة بيروت العربية في طرابلس، وحشد من المهتمين.

بعد النشيدين اللبناني والإيطالي، ألقى علم الدين كلمة رحب من خلالها بالحضور، مستهلا بتوجيه "شهادة حق للسفارة الإيطالية في بيروت، والتي حققنا معها في مسيرة التنمية في طرابلس والشمال الإنجازات تلو الإنجازات. لم يقتصر تعاوننا على الأنشطة الثقافية الهادفة، بل تعداه ليشمل التنمية الاجتماعية عبر دعمها لمشاريعنا التي ساهمت في دعم قدرات المجتمع المحلي، خاصة في المناطق والأحياء المهمشة، في طرابلس القديمة. فالشكر الكبير للسفارة الإيطالية على قناعتها الراسخة بالدور التنموي الذي تقوم به "مؤسسة الصفدي" في طرابلس تحديدا وفي الشمال عامة، وللثقة الكبيرة التي منحتنا إياها في تنفيذ تلك المشاريع، وعلى إيمانها بقدرة المجتمع المحلي على التغيير في حال أتيح له الدور للمشاركة في تحسين مجتمعه ومحيطه".

وعن الشراكة مع المعهد الثقافي الإيطالي قال: "نعتز بتأسيس هذا المركز الذي انضم إلى باقة المراكز الثقافية الأجنبية المتواجدة في مركز الصفدي الثقافي، ونتطلع إلى أن يساهم في نشر الثقافة الإيطالية وتعزيز تفاعل الحضارات وتبادل الخبرات، من خلال مروحة واسعة من الأنشطة في مدينة طرابلس، على غرار التعاون القائم مع المعاهد الثقافية (الإسبانية، والألمانية والروسية والبريطانية والفرنسية)".

أضاف: "أما تعاوننا مع دانتي أليغيري، التي كان لنا معها العديد من البرامج الثقافية المشتركة، بينها جائزة اينيرغيا السنوية في الأدب، فقد حقق الكثير من النجاحات، والتي يعود الفضل الكبير فيها إلى نشاط ودينامية مديرتها كريستينا فوتي، والتي لدينا معها الكثير من المشاريع المستقبلية لطرابلس والشمال".

وعن هدف اللقاء قال: "هو لتحفيزنا جميعا على أهمية الحفاظ على ما تركته لنا الحضارات السابقة، وبالأخص الشباب، الذين نبني عليهم الآمال الكبيرة في بناء المستقبل".

بدورها، استهلت فوتي كلمتها بالحديث عن أهمية اللغة الإيطالية في العالم، شارحة أن مناسبة الأسبوع 14 للغة الإيطالية الذي تم إطلاقه في دورته الأولى عام 2001 بموجب اتفاقية بين وزارة شؤون الخارجية الإيطالية واكاديمية ديلا كروسكا، برعاية من فخامة رئيس الجمهورية الإيطالية، هي حدث تشارك فيه المدارس والجامعات والأساتذة والطلاب، والأكاديميون، والباحثون، ومؤسسات تعليم اللغة الايطالية في الخارج والسفارات والقنصليات، من خلال أنشطة تعكس أهمية تعزيز اللغة والثقافة الإيطالية خارج إيطاليا، كما تعزز القيم الحضارية والتاريخ والثقافة الإيطالية. ولفتت: في كل عام يتم اختيار موضوع للمناسبة، وقد وقع الاختيار لهذا العام على "كتابة أوروبا الحديثة: ناشرون إيطاليون، مؤلفون وقراء العصر الرقمي"، لتسليط الضوء على أهميتها كأدوات لنشر الثقافة وتعزيز حضارة المجتمع.. وعن هذا النشاط قالت: "هذا الحدث يمثل فرصة فريدة لزيارة المعالم الثقافية والفنية من خلال رحلة افتراضية، لاكتشاف المواقع الأثرية والمعالم التاريخية الإيطالية المعروفة".. وإننا مع السفارة الإيطالية والمعهد الثقافي الإيطالي نؤكد، من خلال هذا الحدث، وبقوة فكرة أن العروض الثقافية لا ينبغي أن تتركز في العاصمة بيروت، ولكن يجب نشرها في جميع أنحاء الوطن". ونحن مؤمنون بهذه الحاجة في طرابلس لتعزيز الحوار الثقافي الحضاري ضد العنف. وختمت: لهذه الأسباب واصلنا العمل معا، ولنفس الأسباب، اسمحوا لي أن أقول شكرا لمؤسسة الصفدي".

ثم تحدث الدكتور غاسباريس، الذي عبر عن سعادته الكبيرة واعتزازه "بأن يكون للمعهد الثقافي الإيطالي مقر في طرابلس، يخوله القيام بدور فاعل في الحراك الثقافي في المدينة، وذلك من خلال الشراكة مع "مؤسسة الصفدي"، التي شكر لها جهودها وجهود مؤسسة دانتي أليغيري لضمان حضور هذا الحشد الكبير من الجمهور في هذا اللقاء".

وعن النشاط قال: "كلنا نعلم أن تاريخ الحضارة الرومانية كبير في ايطاليا وهو من صميم ثقافتها، كما أن تلك الحضارة انتشرت حول العالم، الأمر الذي يؤكد على التفاعل والتشابه في ثقافاتنا المتنوعة والغنية. والنشاط اليوم هو للإضاءة على تلك الحقبة، بأسلوب علمي حديث يقرب المسافات بين الثقافات المختلفة، وهو بداية لأنشطة أعمق مع مؤسسة الصفدي لتوطيد هذه الهدف، وبرنامجنا حافل بأنشطة لفنانين ورسامين وكاليغرافيين، وبرامج متنوعة، تسهم في تعزيز هذا التواصل بين الحضارات.

ثم قدم فورلان عرضا بتقنية 3D لهذا العالم الافتراضي، مستعينا بالصور، وبأسماء الأماكن وعرض الفارق بين القديم والحديث(الافتراضي)، لحياة تلك الحقبة القديمة خاصة في روما القديمة حيث مرت عليها تغييرات كثيرة، شارحا تلك التقنية، والأدوات ومصادر المعلومات، فكانت رحلة صغيرة في روما القديمة ومدن عدة من ايطاليا، أظهرت الهندسة المعمارية برؤية عملت على تطابق القديم مع الواقع الحالي، مع تقنية إدخال الألوان والنباتات والناس لتصور ما كانت عليه في السابق، لينتقل بعدها إلى تصاميم العصور الوسطى التي تم إعدادها بالتعاون مع ناشيونال جيوغرافيك الألمانية، والتي اعتبرها فرصة للتوغل في اماكن عدة من ايطاليا، مشددا على اهمية هذا العمل لمساعدة العاملين في إعادة التأهيل، وعلماء الآثار، وعلماء النباتات القديمة، في أبحاثهم. كما كان عرض لمراحل تطور الأبنية والقلاع ابراج للمراقبة إلى أماكن للسكن، ثم قام بجولة افتراضية على البحر المتوسط، مستهلا بمصر ومعالمها الأثرية... ثم شرح مقاربة ما يقومون به، من خريطة الموقع، إلى افتراض الشكل، والحجم والطول والعرض، وصولا إلى الموقع في صورته الحالية، معتمدين بذلك على المصادر التاريخية في تداخل للقديم مع الجديد. ونوه بالتعاون الذي أقاموه مع جامعة طوكيو لدراسة إعادة تأهيل عدة اماكن أثرية في ايطاليا، ثم عرض صورا افتراضية للمتحف البريطاني... والبركان الذي دمر مدينة بومباي. وختم معبرا عن سعادته بوجوده في طرابلس، ووضع العرض الذي قدمه في تصرف كل من يرغب في الاستفادة منه للحصول على معلومات خاصة الباحثون والطلاب.

ثم استهل مدير المعهد الإيطالي الأسئلة، مستفسرا عن الهدف من هذا العمل، فأجاب فورلان: "إن عملنا ليس قائما على إعادة التأهيل، بقدر ما هو تصور لفهم كيف كان العالم الروماني في القرون الماضية، مرتكزين على مصادر المعلومات والعملات والنقوش لنحصل على الحجم والمساحة للاماكن".

وردا على سؤال لأحد الطلاب، قال: "اتمنى ان تتاح لنا الفرصة للقيام بهذا العمل في معبد جوبيتير في بعلبك، وانا على استعداد للتعاون مع الجهات المختصة، وكلما حصلنا على قدر وافر من المعلومات، كلما تمكنا أكثر من تقديم العرض الأقرب إلى الحقيقة... معتبرا ان ذلك يفتح آفاقا لدراسات وأبحاث ومجالات عمل للكثيرين، ونقاشات ونظريات جديدة لتدريس التاريخ في المدارس، إضافة للترويج السياحي".

وكانت مداخلة من أحد الأساتذة، الذي نوه بهذا العمل واهميته للطلاب في أبحاثهم، معتبرا أن "المدن هي تراكم حضارات ولبنان غني بالحضارة الرومانية والعمارة الرومانية بينها بعلبك وصور".

وهنا لفت مدير المعهد إلى أن "كتابا قد أعد عن صور بهذا الخصوص، وبإمكان طلاب طرابلس الاطلاع عليه"، في حين سأل آخر عن مضمون بعض التقنيات المستخدمة والجديدة في هذا العرض. وردا على سؤال حول مدى مصداقية المعلومات المعتمد عليها في هذا العمل، خاصة ان حقبات عدة تعاقبت على روما، اجاب فورلان: "هو سؤال جيد ويحتاج إلى استفاضة في الإجابة، ولكنني أقول إن عملنا الافتراضي يراعي كل الحقبات التي مرت على روما، والتي كونت بالتالي طبقات عدة، ولذلك يتضمن العرض طبقات فوق بعضها لنفس المكان في مناطق كثيرة من ايطاليا".
 

  • شارك الخبر