لحظت وزارة الصحة في أكثر من منطقة، وجود كميات من مشروبات الطاقة الممزوجة بالكحول بتاريخ تصنيع حديث، إضافة إلى مشروبات تتضمن كحولاً مضافة إليها مادة التورين الممنوعة، خلافاً لما هو مدرج على مكونات العبوة من الخارج (أخضعت لفحوص مخبرية من قبل وزارة الصحة للتثبت من مكوناتها).

نتيجة هذه المخالفة الصريحة لقرار وزارتي الاقتصاد والصحّة، الذي منع استيراد وتصدير وتسويق مشروبات الطاقة الممزوجة بالكحول ابتداءً من 1/6/2014، أرسل وزير الصحة العامة وائل أبو فاعور، إلى وزير الاقتصاد ألان حكيم، كتاباً وعيّنات من مشروبات الطاقة، إضافة إلى نتائج الفحوصات المخبرية، آملةً من وزارة الاقتصاد «أخذ ما يلزم من إجراءات حيال ذلك، حرصاً على تطبيق القانون وحماية لصحة المواطنين والسلامة العامة». إذ وصف أبو فاعور ما يحصل بـ»التحايل على صحة اللبنانيين».
رئيس نقابة تجار ومستوردي المشروبات الروحية، ميشال أبي رميا، أصرّ في اتصال مع «الأخبار» على نفي أي علاقة للشركات المنتجة بالعبوات المخالفة الموجودة في السوق. وقال إن شركته التزمت من تاريخ أول حزيران الماضي وقف استيراد مشروبات الطاقة الممزوجة بالكحول. أما الإنتاج المحلي، فاستمر بتركيبة مختلفة لا تتعارض مع مضمون القرار الصادر، بحسب أبي رميا، وأوضح أن المنتجات الموجودة في الأسواق قد تكون مصنّعة قبل تاريخ المنع، إلا أنها في الأسواق منذ خمس سنين، لذا ما هو موجود في عدد من المحال لم يُصرّفه «التجار الصغار» بعد، ولا دخل للشركات به، داعياً وزارة الصحة إلى أن «تطول بالها علينا شوي». وكان أبو فاعور قد أرسل منذ نحو شهر كتاباً إلى كل من وزارة الصحة ووزارة الإعلام، بخصوص ضرورة تطبيق قرار منع استيراد وترويج وتسويق مشروبات الطاقة الممزوجة بالكحول، والتأكد من أنها لا تُباع في الأسواق، وتساءل مصدر داخل وزارة الصحة عن السبب الذي يمنع مديرية حماية المستهلك في وزارة الاقتصاد من أن تؤدي دورها كاملاً في هذا الصدد. وبحسب بيان أصدرته وزارة الصحة، يأتي إرسال العينات اليوم «متابعة للموضوع عينه من قبل وزارة الصحة، وانطلاقاً من حرصها على تطبيق القوانين، والحفاظ على صحة الناس». والجدير بالذكر أن هذه المنتجات حُظرت في دول عديدة، منها كندا، فرنسا، أوستراليا، الدانمارك، النروج، ماليزيا، تايلند، وأكثر من نصف الولايات في الولايات المتحدة الأميركيّة. وقد اتخذ قرار المنع في لبنان بناءً على دراسات تقدمت بها لجنة المتممات الغذائيّة حول مخاطر استهلاك هذا المشروب.

خسين مهدي- الاخبار