hit counter script

الحدث - ابراهيم درويش

عن حقوق الجيش المهدورة

الأربعاء ١٥ تشرين الأول ٢٠١٤ - 05:08

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

على الجيش ان يحمي لبنان من الحدود الى الحدود... عليه أن يطوّق بؤر الارهاب اينما نمت... عليه ان ينتشر جنوباً في وجه العدو الاسرائيلي، وشرقاً وشمالاً في وجه الارهاب...
على الجيش ان يداهم العابثين بالأمن، والطفار وتجار المخدرات والمطلوبين والفارين في الجرود وفي الجبال. عليه أن يبحث عن خطر الموت المتنقل بين الناس في سيارات مفخخة، وعليه ان يتحمل الشمس والبرد والمطر على الحواجز.
على الجيش أن يفصّل بين المشاغبين في ملاعب كرة السلة، وكرة القدم لا سيما بعد ان تتطور الاشكالات الى مداخل للفتن والحروب العبثية والطائفية، وأن يسهر على امن حفلاتنا واعراسنا كما عليه ان يفكك العبوات والمتفجرات المزروعة، وان يبحث عن القنابل العنقودية التي زرعها الحقد الاسرائيلي فوق مناطقنا.
هذه هي واجبات الجيش ودوره. انما ماذا عن حقوقه المتناثرة بين الملفات السياسية العالقة في مجلس الوزراء؟
تتقاطع المعلومات الامنية حول ان تكرار اشتباكات عرسال، هو يقين مقترن بتضييق الخناق في جبهة القلمون باتجاه عسال الورد من جانب الجيش السوري و"حزب الله"، والفصل بين عرسال وجرودها من جانب الجيش اللبناني، ما يفرض على المسلحين ايجاد ثغرات وممرات، قبل ان تغطي الثلوج الجرود، وتزيد من اوضاع المسلحين صعوبة.
هذا ما يشكل اجابة واضحة حول سبب ضغط "داعش" على اهالي المخطوفين العسكريين للدفع قدماً وبشكل سريع بملف المخطوفين العسكريين التي يسعى المسلحون الى تضمينه شرط ايجاد ممر آمن لهم، وهو ما يجابه برفض حازم.
وسط هذه الصورة، يبدو المجلس الوزاري مجتمعاً، مرتاحاً الى وضعه، غير آبه بضرورة وضع خطة طوارئ للازمة المستفحلة في المحيط ، والتي تتناثر شظاياها أكثر يوماً بعد يوم لتهدد باحراق لبنان برمته.
يجتمع ممثلو الكتل السياسية على كراسيهم المريحة، يختلفون على ملفات كثيرة، الا أنهم يتفقون على ضرورة تأجيل سلسلة الرتب والرواتب بما فيها تلك المتعلقة بالعسكريين من جلسة الى اخرى بحجة الدراسة والتعمق. كما يتفقون على ضرورة دعم الجيش في مواجهة الارهاب، واتخاذ الاجراءات اللازمة، من دون ان يعقب الكلام بأي خطوة عملية.
فللجيش ثلاثة مليارات دولار هبة سعودية_ فرنسية لم تتخط حتى الآن اطار الوعود، كما له هبة سعودية حملها رئيس الحكومة الاسبق سعد الحريري الى لبنان، ولم يُعرف مصيرها بعد. وله هبة ايرانية، على ما يبدو ان الفيتوات الداخلية والدولية ستحولان دون تسلمه اياها.
هذا هو حال الجيش: حامي الوطن، الذي يرتضون له القتال باللحم الحي، ويسقطون عنه حق التسلح والتجهيز المناسب. هؤلاء هم حماة الديار الممنوعون من اقتناء الطائرات الحربية والصواريخ والاسلحة الثقيلة، ارضاء للعدو الاسرائيلي. والسؤال الذي بات يحتاج الى جواب ملح: الى متى سيبقى هذا الجيش ممنوعاً من التسليح غير المشروط من اي بلد كان، لا سيما في ظل المخاطر الذي تتهدده؟ ومتى يقتنع البعض ان الارهاب لا يواجه بالمطرقة، وبعبوات المياه؟ ومتى يقتنع البعض اننا امام اخطار وجودية؟ ومتى نقتنع ان للحياة الكريمة أثمان، لا يمكن ان يواصل دفعها الجيش اللبناني وحده؟
 

  • شارك الخبر