hit counter script

الحدث - انطوان غطاس صعب

باريس لزوّارها: احذروا الاعتياد على الشغور الرئاسي

الإثنين ١٥ تشرين الأول ٢٠١٤ - 05:25

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

لم يتوقف الاهتمام الفرنسي بالوضع اللبناني، مع أن لباريس أولويات واهتمامات تتقاطع مع تلك التي لدى دول غربية أخرى، ومنها الحرب على "داعش" والأزمة السورية والتطورات الاقليمية بشكل عام.
وينقل زوّار العاصمة الفرنسية عن مسؤولين هناك أن فرنسا تجري اتصالات مع مختلف الأفرقاء الاقليميين والدوليين بحثاً عن مخارج للمشكلات اللبنانية المشتعّبة، وعلى رأسها الشغور في سدة الرئاسة.
والمقاربة الفرنسية يردّدها المسؤولون الفرنسيون على الشكل التالي: " ان الانهماك الأممي بالملف الاقليمي الملتهب بممارسات التنظيمات الارهابية كـ"داعش" و"النصرة"لا تترك مجالاً للتفرّغ لمعالجة أزمة الرئاسة في لبنان". ويعتبرون "أن التعويل على تفاهمات خارجية راهناً لا يفيد، نظراً لكون اللقاءات التي عقدت في نيويورك بين القوى المؤثرة في المعادلة اللبنانية ( اللقاء السعودي-الايراني، والأميركي-الايراني) لم تتمكّن من وضع المدماك الأساسي في تسريع انتخاب الرئيس"، وان "الكرة ما زالت حتى الساعة في ملعب اللبنانيين أنفسهم، فاذا أرادوا وضع حدّ لأزمتهم ما عليهم الا الاتفاق على مرشح توافقي والابتعاد عن قاعدة الاملاءات الخارجية التي تربط لبنان بملفات الخارج التي لا تبدو حلولها وشيكة، وخصوصاً النزاع الدائر في سوريا. أما في حال كان من دور ما للخارج في الرئاسة اللبنانية، فانه لا يتجاوز حدود حث القادة السياسيين على الاتفاق في ما بينهم لأن زمن اختيار الرئيس للبنان ولّى".
وتشير المعلومات أن فرنسا تجري اتصالات بعيدة عن الأضواء مع بعض الأطراف، حيث تعزّز تواصلها في الأيام الأخيرة مع الفاتيكان وايران، لدعم مرشح توافقي يحظى بقبول اللبنانيين، واقناع من يجب اقناعه بتعذّر وصوله الى الرئاسة، والمقصود بذلك العماد ميشال عون. لكن الفاتيكان يرفض القيام بأي تحرّك في الوقت الحالي حتى لا يساء فهمه ويؤدي ذلك الى تعميق الخلاف المسيحي-المسيحي، والماروني-الماروني تحديداً مع أمل القادة الموارنة الأربعة بأنه ما زال لكل واحد منهم حظوظه المرتفعة. في حين أن من يراجع ايران، تحيله الأخيرة الى حزب الله الذي "يدرك تفاصيل وحيثيات الحالة اللبنانية"، على حدّ ما قال مسؤول ايراني لضيفه الفرنسي منذ فترة.
وبحسب النظرة الفرنسية للمعضلة اللبنانية، فانه في ظل التصعيد الداخلي والشحن الطائفي والمذهبي الذي يرافقه ربطاً بأحداث المنطقة، فان الدولة اللبنانية يصيبها الوهن والضعف نتيجة غياب رأس لها. كما ان التأخير في انتخاب رئيس في ظل رسم ملامح اللوحة الاقليمية الجديدة، قد يؤدي الى عدم اكتراث دولي بمركز الرئاسة الأولى، والتكيّف مع حكومة جامعة لمختلف التلاوين السياسية اللبنانية، بما سيفقد المسيحيين تدريجاً موقعاً مهماً يشكّل علامة فارقة على المستوى الاقليمي الأوسع، كون من يشغله هو الرئيس المسيحي الوحيد في المنطقة.
وفي شأن الهبة السعودية-الفرنسية لتسليح الجيش اللبناني، ينقل زوار العاصمة الفرنسية عن المسؤولين، أن "لا مشكلة لدى باريس في تقوية وتعزيز قدرات القوات المسلّحة اللبنانية، انما هناك خطوطاً حمرا ليست متعلّقة بفرنسا، تمنع تزويدها ببعض السلاح الثقيل، وذلك خوفاً من تسريب قسم منه الى "حزب الله" من جهة، وحماية لاسرائيل من جهة ثانية". وقد جرت مفاوضات شاقّة على هذا الصعيد أفضت الى نتيجة ترضي الجميع، وتوفّر للجيش اللبناني والقوى الأمنية سلاحاً يتناسب ومهمة مواجهة الارهاب.
ومع أن المسؤولين لم يدخلوا في التفاصيل، لكنهم أكّدوا أن ما سيحصل عليه الجيش اللبناني من معدات وعتاد سيكفي احتياجاته لسنوات، بغية مراقبة الحدود والسيطرة على البؤر الأمنية في المناطق النائية، من خلال الرّصد والضربات الجوية.
ويؤكد المسؤولون أن السبب الرئيسي في تأخير تسليم المعدات يعود الى عملية التّصنيع التي أوشكت على الانتهاء، ما سيسمح للدولة الفرنسية بالتسليم ابتداءً من الشهر المقبل، وعلى دفعات تنتهي في بداية العام المقبل، وفق جدول أولويات وضع بين الجانبين اللبناني والفرنسي.

 

  • شارك الخبر