hit counter script
شريط الأحداث

خاص - ملاك عقيل

من الضنية الى الموصل: وما بدّلوا تبديلا

الخميس ١٥ تشرين الأول ٢٠١٤ - 05:57

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

فُتِحت الجبهات كلّها دفعة واحدة. من عرسال الى بريتال. من الشمال الى شبعا وقرى العرقوب. ما يحصل كان مقدّرا. "داعش" صارت خطرا حقيقيا يتأهّب لاختراقات حدودية قد تضع البلد برمّته في فمّ الوحش.
المسلّم به أن الحرب السورية لا تزال طويلة، وبأن دخول "دول التحالف" على الخط قد يؤجّجها وليس العكس. مشهد عين العرب يقدّم نموذجا فاقعا عمّا يعنيه دخول الاميركيين والاوروبيين ودول الخليج لنجدة الاقليات في المنطقة واقتلاع جذور الارهاب!
خلف هذا المشهد تكمن كل التفاصيل. لبنانيو الحدود يتسلّحون، ومن همّ في الداخل يتحسّبون لكل الاحتمالات بما فيها رؤية "داعشيين" في وسط بيروت. صار التسلّح من المسلّمات، أما مصادر السلاح فمتعدّدة.
الرعب من "داعش" و"النصرة" أباح المحظورات، فصار القواتي الهوى يحاضر في منافع استنفار عناصر "حزب الله" في الجرد المتروك لمصيره، وهو والعوني يتناقشان في نوعية السلاح الأنسب لمواجهة المصير.
صار الحديث عن التنسيق بين "حزب الله" وفعاليات مسيحية من القاع الى رأس بعلبك تدين بالولاء لسمير جعجع أمرا طبيعيا. الجيش في قمّة استنفاره، والرهان على ضربات التحالف لا يتحدّث فيه إلا بعض المنظّرين على طاولات فناجين القهوة.
لكن كل هذه المعطيات، لم تدفع فريق " 14 آذار"، بكل وجوهه الى تغيير نظرته الى ما يحصل على الحدود، في ظل حكومة غارقة بأزماتها. ثابتة واحدة تحفر في الرؤوس: لينسحب "حزب الله" من سوريا، وسترون "الدولة الاسلامية" تختفي من الوجود!
دروس الضنية ونهر البارد وصولا الى الموصل وعين العرب تبدو، بنظر هذا الفريق، مشاهد منفصلة عن الواقع. هي التي تكشف وتفضح الفكر التكفيري المتطرّف الساعي لأسلمة الدول بالقوة والنار والذبح وقطع الأعناق قبل دخول "حزب الله" الى سوريا.
يقول أحد السياسيين من فريق "8 آذار" "لنفترض، ان "حزب الله" انسحب الان وحالا من مناطق تواجده في القلمون السوري، ومن جرود بريتال ويونين ونحلة. لنفترض ان "الشباب" عادوا الى منازلهم، وبدأوا بمزاولة أعمالهم بشكل عادي. هكذا، وبكل بساطة، ينسحب الحزب من المواقع التي تمنع عمليا "داعش" و"جبهة النصرة" من استكمال مسارها نحو الداخل اللبناني، وسيُترك الجيش في هذه الحال وحيدا. أما في بعض المواقع فستصبح الحدود غنيمة جاهزة للارهابيين بسبب عدم تواجد الجيش أصلا فيها. فهل هذا السيناريو سيمنع قاطعي الرؤوس من تنفيذ مخططهم بتكريس إمارتهم في ظل جيش يستجدي السلاح كل يوم، وتحت سقف حكومة عاجزة عن إنقاذ عسكرييها المخطوفين؟".
ويضيف قائلا "ولنفترض، بعد انسحاب الحزب من سوريا ومن الجرد، ان الهجوم تكرّر مرة ثانية على أكثر من جبهة، هل ستصعد قوات "النخبة" في الامانة العامة لقوى 14 آذار لتدافع عن المواقع الحدودية. ولمزيد من الجدية نحن نسأل هل الجيش اليوم في الجهوزية الكاملة لمواجهة "الجراد" الارهابي المنتشر على طول الحدود من الشمال الى البقاع؟؟
اعتاد فريق " 14 آذار" على التغريد خارج السرب. هو الفريق الذي توقّع سقوط الرئيس بشار الأسد في أيام، وتغنىّ بتداول السلطة ديموقراطيا حتى لو أوصلت صناديق الاقتراع "الاخوان" الى السلطة، وأصيب بعمى الألوان بين أسود "داعش" وأحمر "الثورة". وهو نفسه من حمّل "حزب الله"، ولا يزال، مسؤولية كل الكوارث من العراق وسوريا وصولا الى جرود عرسال وبريتال وطرابلس ووادي خالد...
الاذاريون مقتنعون بان "حزب الله" مسؤول عن كل هذا البلاء. سمير جعجع هو زعيم هذا التيار السياسي الذي يحمّل "السيّد حسن" مسؤولية إنفلاش الارهابيين صوب الحدود اللبنانية. وبعد... سيكون على هؤلاء سؤال اللبنانيين، الان وفورا، وفيما "داعش" تتحضّر لاجتياحات "الشتاء"، عمّا إذا كانوا يوافقون على خروج الحزب نهائيا من ساحة المعارك والجلوس في مقاهي الضاحية لتدخين النرجيلة وتناول الحمص والفول وارتشاف فناجين الشاي؟؟

 

  • شارك الخبر