hit counter script
شريط الأحداث

خاص - ملاك عقيل

"نيو حريرية" بمواجهة "داعش"

الأربعاء ١٥ تشرين الأول ٢٠١٤ - 07:07

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

صحيح ان الرئيس سعد الحريري ابتعد مجدّدا عن الساحة الداخلية اللبنانية، إلا أنه، وفق المقرّبين منه، في قلب الصورة والأحداث. بعد مغادرته لبنان إثر العودة الاولى في الثامن من آب، اختفى فجأة عن مسرح التطورات. انفجرت قنبلة المخطوفين العسكريين، وتضاعفت المخاطر الأمنية، وبلغت أزمة النازحين الخط الأحمر، لكن "الشيخ" لم يطلّ على الشاشة.
لاحقا أصدر بيانات مقتضبة ومنها إدانة الاعتداء الذي تعرّضت له دورية للجيش في بلدة عرسال، ودعا في خطاب آخر الى نبد الفتنة المذهبية، وأخيرا جاء الردّ القاسي، وغير المتوقّع، من جانب الحريري على بيان "الائتلاف الوطني لقوى المعارضة السورية" الذي اعتبر بمثابة مضبطة اتهام بحق الجيش اللبناني!
بالتأكيد، هو بيان رسم علامات الاستياء على وجوه "الثورجيين" في بيت الوسط و"السادات تاور"، أصحاب نظرية "استئصلوا سرطان "حزب الله" أولا، فيختفي سرطان "داعش" من دون الحاجة الى إطلاق رصاصة واحدة! هؤلاء همّ تحديدا الذين يرون في الحزب الخطر الحقيقي على الجيش عبر جرّه الى فخ التقاتل المذهبي، وليس جماعات "التكفير وقطع الرؤوس".
العديد من "قوى 14 آذار" وجدت ان بيان الردّ ليس في محله، خصوصا أن النقمة تتعاظم في صفوف هذا الفريق مما يعتبره تجاوزات يرتكبها الجيش بحق النازحين السوريين، من دون أن يقدّم هذا الفريق في المقابل "الوصفة" الممكنة والمقبولة لاقتلاع المجموعات المندّسة في صفوف النازحين في مخيمات عرسال وخارجها، بطرق مغايرة للاجراءات التي تعتمدها القوى الامنية.
بمطلق الأحوال، وجد كثيرون في "نقلة" الرئيس الحريري ما يوحي بتغييرات من جانبه على مستوى مقاربة ملفّ الأحداث، ليس في عرسال وحدها، بل في سوريا والمنطقة.
فلهجة البيان ليست عادية، يترافق ذلك مع تأكيد أوساط مطلعة ان الحريري العاجز عمليا عن ضبط أصوات "النشاز" داخل فريقه السياسي، سيسعى لفصل المسار بين خطابه وبين اجتهادات بعض المنضوين تحت سقف "تيار المستقبل" ممّن يسعون الى خلق "حالات خاصة"، بذرتها الأساسية شدّ العصب السنّي واستباق أي محاولات من شأنها إدخال الحريري في مدار تسويات قد لا تناسب خياراتهم.
صحيح أن توقيت العودة الثانية التي يروّج لها ليس مؤكّدا بعد، في ظل مناخات التشنّج الأقصى الذي يجد ترجماته في أكثر من قنبلة موقوتة. إلا أن ثمّة ما يشبه خارطة طريق جديدة ينتهجها "تيار المستقبل" برئاسة زعيمه، تتوخى تجاوز واقع توزيع الأدواء الذي كان سائدا في الفترة الماضية، وهي تتماهى بشكل أساسي مع متطلّبات التحالف الدولي القائم اليوم ضد "داعش" و"جبهة النصرة"، ومع المتوقع من لقاءات التقارب بين الرياض وطهران.
ويمكن أقلّه رصد الخطاب الاخير لوزير الداخلية، العائد لتوّه من باريس بعد لقاءات عقدها مع الرئيس الحريري، حول مفهومه لـ "أعلام داعش" السوداء و"قيمتها الحقيقية" حتى يتبيّن خيط "التغيير والاصلاح" في منظومة المقاربة الحريرية الجديدة لواقع التنظيمات المتطرّفة ومنها واقع الأعلام السوداء التي صارت ضيفا مرّحبا به في عرسال وطرابلس!

 

  • شارك الخبر