hit counter script

أخبار محليّة

250 محاميا متدرجا اقسموا اليمين أمام محكمة الاستئناف

الثلاثاء ١٥ أيلول ٢٠١٤ - 16:41

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

أقسم مئتان وخمسة وعشرون محاميا متدرجا من كل المحافظات اليمين القانونية امام هيئة محكمة الاستئناف في بيروت برئاسة الرئيس الاول طنوس مشلب وعضوية المستشارين ألبير تيومجي وفاتن عيسى، في قاعة الاحتفالات الكبرى في بيت المحامي، في حضور نقيب المحامين جورج جريج والوزير السابق زياد بارود والنائب السابق جورج نجم ومديرة المعهد القضائي المحامية سامية نصار واعضاء مجلس النقابة ولجنة التقاعد وذوي المتخرجين.

بدأ الاحتفال بدخول المحامين الجدد على وقع الموسيقى الصاخبة، ثم النشيد الوطني.

وألقى القاضي مشلب كلمة في المناسبة رحب فيها بالمحامين المتدرجين، وقال: "اهلا بكم في محراب العدالة، في مهنة المتاعب عسى ان يكون اختياركم لها عن قناعة وليس نتيجة لصد ابوب اخرى في وجوهكم وان تكونوا مدركين لنسك المهنة وقدسية القسم".

اضاف: "لن أقف واعظا فيكم لانني لا أحسن الوعظ ولان القيمين على تدرجكم والنقابة سيشبعونكم وعظا وتوجيها طيلة فترة تدرجكم".

ولفتهم الى "بعض الامور التي قد تندرج كلها تحت عنوان التواضع تجنبا للوقوع في عاهة الغرور او مغبة الادعاء او حتى ملامستهما". وقال: "اصبحتم اليوم، متدرجين فلا تعرفوا عن انفسكم عند الاقتضاء، الا كمحامين متدرجين. انطلقوا دائما من قاعدة انكم ما زلتم طلاب علم ومعرفة، وان كنتم تدركون شيئا فقد غابت عنكم اشياء".

وتابع: "لا تخجلوا من السؤال حتى للاصغر منكم بمن في ذلك الموظفين في اقلام المحاكم وفي الدوائر التي اليها تترددون، ولا تسلموا جدلا بما يفيدونكم به بمن في ذلك من يشرف على تدرجكم اذا كنتم غير مقتنعين. لا تتسرعوا باعطاء الرأي القانون لن يستشيروكم ولا تجزموا به بشكل قاطع خاصة لناحية الربح".

واردف: "ستتعرضون دائما لصعوبات ومشاكل فاجتنبوها قدر الامكان، تمالكوا اعصابكم فلا تجادلوا شرطي السير او المولجين بالحراسة في الدوائر الرسمية بما فيها قصور العدل ولا تختلفوا مع موظف او قاض تقصدونه في مراجعة، بل راجعوا المسؤولين عن كل مخطىء منهم، اما مباشرة واما بواسطة النقابة التي يقتضي ابلاغها بالامر في مطلق الاحوال".

وختاما، تمنى مشلب للمحامين "تدرجا موفقا، بأقل قدر ممكن من المشقات والصعاب، للانتقال في نهايته الى الجدول العام بنهم علمي أكبر وبالأمل والطموح والاحلام التي بها طرقتم باب التدرج".

اسطفان
وألقى المقرر في قضايا التدرج في نقابة المحامين جورج اسطفان كلمة مما قال فيها: "أريد بداية ان اصحح خطأ شائعا: ليس صحيحا أن منصب مقرر جدول التدرج هو المكان المناسب لتنمية الزبائن، وتنشيط العلاقات، وتحفيز الصداقات، وكسب الشعبية والمحسوبيات، فالزبائنية غير موجودة في نقابة المحامين، الصحيح أن هذا المركز يشهد من العقاب أكثر من الثواب، ومن الشقاء أكثر من السخاء، ومن الخصام أكثر من الوئام، ومن الاستهجان اكثر من الامتنان. أوليست الرعية ضد الحاكم، هذا ان عدل؟
نقابتنا تستأهل البقاء، نقابتنا يهون في سبيلها كل شقاء".

أضاف: "إن مركز مقرر جدول المتدرجين ليس بابا عاليا يجب زيارته قبل الامتحان وبعده، لا هو حاجز أمام الفائزين، ولا خط عسكري للراسبين.
هذا المكان هو بمثابة تشريع الضرورة، وهل من ضرورة أهم من الحفاظ على مستوى النقابة، علما ومعرفة وتمرسا؟"

ثم ألقى جريج كلمة مما قال فيها: "لقد أنشأنا في النقابة لجنة للمتدرجين تنقل همومهم، وتكون عاملا مساعدا لمقرر جدول التدرج، وبالتالي انتقلنا الى مأسسة هذه المرحلة المهمة في مسيرة المحامي ومساره. كما يقوم معهد المحاماة، والمحاضرات وورش العمل فيه بمهامه في الإعداد المستمر والتدريب المستدام للمحامي، لتنمية القدرات وابقاء المحامي على خط التماس مع كل المستجدات في عالم القانون، وتأهيله لمواجهة العولمة بكل تعقيداتها وتحدياتها. هذه خلاصة أساسية اكتسبتها بعدما اختبرت شؤون التدرج وشجونه طوال ثلاث سنوات أمضيتها كمقرر لجدول التدرج من العام 2006 وحتى 2009".

وتوجه الى المتخرجين: "نجاحكم يبدأ باحترام الذات شكلا، فثقافة المحامي تبدأ بلباسه وهندامه، ثقافته تبدأ بخطابه وكلامه، ثقافته تبدأ باحترام الأصول، أصول تنظيم المهنة وآدابها، ثقافته تبدأ باحترام النظام، واحترام الوقت، واحترام الساعة والدقائق، واحترام المهل، ثقافته تبدأ بالانتظام في المشاركة الدائمة في الندوات والإجتماعات ومحاضرات التدرج، ولا مسايرة هنا، لا أعذار، فإما أن تكونوا محامين ملتزمين أو اتركوا المحاماة بسلام.

كونوا أقوياء وأحرار، كونوا أنقياء، لا تجارا، كونوا حكماء لا فجارا.
فأنتم من سيقف الى جانب الحق، تحاكون العدالة بصوتكم، بقلمكم، بجرأتكم ودماثتكم، بعلمكم وممارستكم، بطموحكم الوثاب، بالبسالة والجلد، بالمناعة والممانعة.

لا تخافوا من المهنة بل خافوا عليها من المندسين والطارئين والعابرين ، لذلك نريدكم أصيلين، قاطنين في مكاتبكم، لا نازحين الى نشاطات أخرى، ثابتين في الرسالة، لا لاجئين الى حرف رديفة، مفاوضين تحت النور، لا مساومين في الظلمة وفي الأقبية وتحت الطاولة، متمسكين بالحق لا دالفين الى حيث الباطل.

أفهم أن الحقيقة قد تقتل أحيانا، لكن دورنا كمحامين الا نقتلها، دورنا أن نسقيها وننميها، وإلا نكون قد انحدرنا إلى دور لا يشبهنا:
أنتم محامون لا سماسرة، أنتم رجال قانون، لا أصحاب مكاتب تخليص بضاعة وتعقيب معاملات".

وتابع: "أنتم سند القضاء، القضاء الشريف والمنزه، القضاء المستقل، القضاء الرفيع والمترفع، القضاء السلطة الثالثة التي لا يمكن التساهل في أي مساس يلحق بها، وفي أي وصاية تمارس عليها، لا القضاء الواقف منها ولا الجالس، فقضاؤنا واحد، اما أن يكون مستقلا أو لا قضاء".

واردف: "في نقابة المحامين لا فضل لبيروتي على جنوبي أو بقاعي، هي نقابة كل المناطق وكل الناس. لا محرومين ولا محظيين، لا مظلومين ولا منتفعين، لا كبار ولا صغار، فالمهنة كبيرة، وأنتم من يرفعها الى حيث هي. تذكروا أن هوية المحامي هي التي تحميكم، تحميكم اكثر من السياسة، وأكثر من الطائفة وأكثر من المذهب. أريدكم ان تجعلوا اللبناني يبحث عن وطنه في وطنه أولا، لا في حضن الزعيم ولا في حصن الطائفة".

واشار الى ان "النزاعات تعثر دوما على سقاتها وزراعيها، أما دوركم فسيكون كبيرا: مناهضة الفساد على أشكاله، الفساد السياسي، الفساد المالي، الفساد الإداري، باختصار الفسادين الرسمي والخاص. ومن قال ان القطاع الخاص منزه عن الفساد، وخال من المفسدين؟ أريدكم ان تساعدونا على قيام الدولة المنسية، على جعل أهل الدولة يقبلون بوضع الدستور والسيادة على لائحة المطلوبات، على جعل أهل الدولة يشطبون الفراغ من لائحة الموجودات. هذه أهمية نقابة المحامين، هذه قوتها، هذا سرها، ديمقراطية صافية، ديمقراطية راقية، ديمقراطية عاصية على كل الهوى السياسي في البلاد".

اضاف: "كم بدأنا نشتاق إلى لبنان الماضي، لبنان الواحة الديمقراطية في صحراء السياسة، ورمالها المتحركة انقلابات واضطرابات. لبنان الساعة السويسرية في انتخاب الرؤساء وفي تشكيل الحكومات. هل يعود هذا الزمن؟ يجب أن يعود، ولا مفر من ذلك. فلبنان المفطور على الديمقراطية، يستحيل عليه أن يغير هندامه السياسي. إن خلع البزة الديمقراطية مستحيل في لبنان. إن الفراغ الرئاسي لن يتحول عرفا مهما طال زمن الشغور".

وختم: "لبنان اليوم بحاجة الى قرار وطني بالإنقاذ، لا إلى قرار ظني بالإنحياز، بحاجة إلى مجلس يكتمل نصابه، وينتظم عقده لإنتخاب رئيس للجمهورية، ثم ينتظر حكم الشعب لبقائه في مقاعده، لا مصادرة المكان تجديدا وتمديدا".
 

  • شارك الخبر